الأمير نايف: موقف السعودية إزاء ملف إيران النووي هو موقف دول مجلس التعاون

النائب الثاني اختتم زيارته للدوحة بعد حضوره اجتماعات مجلس التنسيق

أمير دولة قطر لدى استقباله النائب الثاني (واس)
TT

اختتم مجلس التنسيق السعودي - القطري المشترك في وقت سابق أمس اجتماعه الثاني في الدوحة، حيث يرأس الجانبَ السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نائب رئيس المجلس، ومن الجانب القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر رئيس المجلس عن الجانب القطري.

وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر استقبل في الديوان الأميري بالدوحة أمس، الأمير نايف بن عبد العزيز الذي اختتم زيارة رسمية للعاصمة القطرية، ونقل له خلال اللقاء تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده، وتناول اللقاء بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، فيما كرّم أمير دولة قطر ضيف البلاد الأمير نايف بن عبد العزيز، وأقام له والوفد الرسمي المرافق حفل الغداء بهذه المناسبة.

إلى ذلك شدد الأمير نايف بن عبد العزيز على أن موقف بلاده من تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية حول البرنامج النووي الإيراني، هو موقف جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده وولي العهد القطري مساء أول من أمس: «هذا ما تم إيضاحه في القمة التي عُقدت في دولة الكويت الشقيق العام الماضي، وموقف المملكة آخذ بموقف دول مجلس التعاون والدول العربية جميعا وهذا ما صدر عن الجامعة العربية». وحول سؤال عن زيارة الرئيس اليمني المقررة إلى السعودية بعد أن تم ردع المتسللين على حدود السعودية، قال الأمير نايف إن «زيارة الرئيس اليمني لأخيه خادم الحرمين الشريفين زيارة طبيعية، ودائما تتم هذه اللقاءات، ولا بد أن تكون الأحداث التي حدثت الأشهر الماضية محل بحث، ونحن نأمل أن يتم الاتفاق الذي تم بين الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح وبين جماعة الحوثيين وتوقيع البنود الستة التي أعلنت، والتي للأسف لم تتم واستمر القتال بين القوات اليمنية والحوثيين، وهذا شأن يمني داخلي». وأضاف النائب الثاني: «وفي ما يخص الاعتداء على الأراضي السعودية نكتفي بما قاله خادم الحرمين الشريفين (إننا لا نعتدي على أرض أي دولة شقيقة مجاورة ولو شبرا واحدا، ولكن لا نقبل أن يُعتدى على الأراضي السعودية ولو شبرا واحدا، وإما النصر وإما الشهادة)، والحمد لله تم النصر». وردا على سؤال عن المنتظر من مجلس التنسيق السعودي - القطري قال الأمير نايف: «الواقع أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر هي علاقات تاريخية، وأتى القرار من قيادة البلدين لإنشاء مجلس التنسيق السعودي - القطري لينظم هذه العلاقة في كل المجالات، وهذا ما تم في اللقاء الماضي عام 1429، وما تم هذا المساء، ونحن سعداء بأن يتحقق ما تصبو إليه القيادتان لما فيه الخير للبلدين الشقيقين»، مشيرا إلى أن ولي العهد القطري أخذ بدعوة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي في المجلس التنسيقي المشترك، بعقد الاجتماع القادم في السعودية، مبينا أنه سينجز في الاجتماع القادم ما بقي من اتفاقيات، كما ستستمر الاجتماعات السنوية بالتداول بين البلدين، إضافة إلى استمرار التنسيق والعمل بين اللجان في كل المجالات التي تهمهما.

من جهته أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر، أن «المجلس التنسيقي بين البلدين جاء بناء على قرار قائدي البلدين الشقيقين لتنظيم العلاقة التاريخية التي تربط بينهما في كل المجالات، مبينا أن المجلس يسير وفق ما خُطط له من قِبل الدولتين بحمد الله منذ الاجتماع الأول الذي عُقد في السعودية»، مؤكدا حرص ودعم قيادة البلدين على تنفيذ القرارات.

وأوضح ولي العهد القطري جوابا على سؤال عن الزيارة التي قام بها أخيرا لإيران، أنها «زيارة مبرمجة مسبقا بناء على الدعوة من الحكومة الإيرانية»، وقال: «كانت زيارة للتنسيق والمباحثات بين البلدين والحديث عن الاستقرار في المنطقة». إلى ذلك أبرق الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي للشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر بعد مغادرته الدوحة أمس إثر اختتام الدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي - القطري، برقية جاء فيها: «يطيب لي ونحن نغادر بلدنا الثاني بعد اختتام الدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي - القطري، أن أعرب لسموكم عن جزيل الشكر والامتنان على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي تعكس ما بين بلدينا وشعبينا من وشائج القربى وأواصر الأخوّة». وأضاف: «وأود أن أنوّه بما أحاطنا به حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة من مشاعر أخوية كريمة وبما أبداه سموه من آراء سديدة حول أهمية مضاعفة الجهود لتطوير علاقات بلدينا الشقيقين في مختلف المجالات والتي تتفق مع رؤى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيّده الله - وسمو سيدي ولي عهده الأمين، كما أشيد بما توصلنا إليه من نتائج إيجابية في إطار التوجيهات السديدة للقيادتين الحكيمتين في بلدينا الشقيقين، متمنيا لسموكم موفور الصحة والسعادة ولشعب دولة قطر الشقيقة المزيد من التقدم والرفعة». كما أبرق الأمير نايف للشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، وقال: «يسرّني إثر انتهاء أعمال الدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي - القطري ومغادرتنا دولة قطر الشقيقة أن أعبّر لكم عن وافر الشكر والتقدير على ما لقيناه والوفد المرافق من حسن وفادة وكرم ضيافة. وأغتنم هذه المناسبة للإشادة بالمحادثات البنّاءة التي أجريناها مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة والأخ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وليّ العهد ورئيس الجانب القطري بمجلس التنسيق السعودي - القطري ومع معاليكم والتي تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، سائلا المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا إلى تحقيق ما تصبو إليه قيادتا بلدينا الشقيقين من تقدم وازدهار، وأتمنى لمعاليكم دوام الصحة والسعادة. وتقبلوا أطيب تحياتي وتقديري».

وقد وصل الأمير نايف بن عبد العزيز والوفد الرسمي المرافق له إلى الرياض أمس قادما من الدوحة، وكان في استقباله بمطار الملك خالد الدولي الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير الدكتور محمد بن سلمان بن محمد آل سعود مدير عام المتابعة بوزارة الداخلية، والأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز مساعد الأمين العام لمجلس الأمن الوطني للشؤون الاستخباراتية والأمنية، والأمير سعود بن منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، والأمير سعود بن طلال بن بدر بن سعود بن عبد العزيز المستشار القانوني بوزارة الداخلية، والأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، والأمير فهد بن نايف بن عبد العزيز، والدكتور أحمد بن محمد السالم وكيل وزارة الداخلية، وكبار المسؤولين بوزارة الداخلية من مدنيين وعسكريين وقادة القطاعات الأمنية.