في صفعة جديدة للقيادات العليا داخل جماعة طالبان، ألقت السلطات الباكستانية القبض على الملا عبد الكبير، أحد رؤوس الجماعة والقائد العسكري البارز ضد القوات الأميركية في شرق أفغانستان، تبعا لما ذكره مسؤول بالاستخبارات الباكستانية. وصرح مسؤولون أميركيون في المنطقة وفي واشنطن بأنهم تلقوا بعض المؤشرات التي توحي باعتقال الملا عبد الكبير، لكن ليس بإمكانهم التأكيد على صحة الخبر. من جهته، أوضح المسؤول الباكستاني، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن الملا عبد الكبير محتجز منذ بضعة أيام في ناوشيرا، داخل الإقليم الحدودي شمال غربي باكستان. يذكر أن الملا عبد الكبير عضو في «كويتا شورى»، وهي جماعة صغيرة من القادة الذين يتولون توجيه عمليات طالبان، ويقدمون تقارير إلى الملا محمد عمر، مؤسس الجماعة. وتحمل الجماعة اسم مدينة باكستانية يعتقد أن الكثير من قيادات طالبان تختبئ فيها. يعد الملا عبد الكبير ثاني عضو في «كويتا شورى» يلقى القبض عليه في باكستان خلال الأسابيع الأخيرة. في الشهر الماضي، ألقى عملاء استخباراتيون أميركيون وباكستانيون القبض على عبد الغني برادر، أكبر قائد عسكري في طالبان ورئيس «كويتا شورى». كان برادر مختبئا في كراتشي. وحسب «نيويورك تايمز»، فإن عملية إلقاء القبض على الملا عبد الكبير يبدو أنها كانت باكستانية خالصة، ويبدو أيضا أن المسؤولين الباكستانيين يتكتمون تماما على مكان احتجازه، حتى عن حلفائهم الأميركيين. يعتبر الملا عبد الكبير واحدا من المعاونين منذ أمد بعيد للملا عمر، مؤسس طالبان. وكان حاكما على إقليم نانغارهار، شرق أفغانستان، عندما سيطرت طالبان على حكم أفغانستان بين عامي 1996 و2001. منذ ذلك الحين، تولى الملا عبد الكبير الإشراف على العمليات العسكرية في شرق أفغانستان، بما فيها العمليات داخل أقاليم كونار ونانغارهار ونورستان ولاغهمان. ولم تتكشف بعد التداعيات الفورية لإلقاء القبض على الملا عبد الكبير. من المعتقد أن «كويتا شورى» يضم قرابة 20 فردا. ورغم تعرض عدد منهم للقتل أو إلقاء القبض عليه على مر السنوات، بقي «كويتا شورى» وطالبان على قيد الحياة. إضافة إلى ذلك، أكد المسؤول الاستخباراتي الباكستاني نبأ إلقاء القبض على مسؤول آخر في طالبان، وهو الملا محمد يونس، حاكم الظل لإقليم زابول. لكن المسؤول لم يفصح عن أي معلومات مفصلة حول عملية إلقاء القبض على الملا يونس. ويعد الملا يونس ثالث حاكم يتبع طالبان يتم احتجازه من جانب باكستان في الأسابيع الأخيرة.