نجاد يزور دمشق غدا ووزير دفاعه في قطر اليوم

الرئيس الإيراني: الولايات المتحدة «العقبة الأساسية» أمام عودة الإمام المهدي

TT

من المنتظر أن يصل إلى دمشق بعد غد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لإجراء مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، فيما يبدأ وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي اليوم زيارة رسمية إلى الدوحة على رأس وفد عسكري رفيع المستوى. وبحسب مصادر سورية ستناقش زيارة أحمدي نجاد لدمشق العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. كما سيشارك الرئيسان في الاحتفال السنوي بذكرى عيد المولد الشريف. وتأتي زيارة أحمدي نجاد إلى دمشق بعد أيام على تصريح رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون من دمشق بأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران «مقلق» ولم يستبعد قيام مجلس الأمن «باعتماد إجراءات جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة». مضيفا: «لقد مددنا اليد إلى الحكومة الإيرانية من دون أن ننجح»، وأعرب عن الأمل في أن «تساعدنا سورية في هذه الجهود لكي تتراجع إيران عن اتخاذ قرارات خطرة على السلام في العالم». فيما أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن سعي سورية إلى «إيجاد حوار بنّاء بين إيران والغرب يؤدي إلى حل سلمي لهذا الملف»، معتبرا أن «هذا الحوار يستند إلى مبدأين: الأول حق إيران في استخدام الطاقة النووية لغايات سلمية، والثاني أن تثق دول المنطقة أن ليس لدى إيران برنامج نووي عسكري». ويأتي ذلك فيما أعلن الرئيس الإيراني أن الولايات المتحدة هي «العقبة الأساسية أمام عودة» الإمام المهدي الإمام الثاني عشر المغيب لدى الشيعة. وقال أحمدي نجاد في خطاب ألقاه في محافظة خراسان جنوب شرق إيران ونقلته شبكات التلفزيون الإيرانية إن «العقبة الأساسية أمام عودة الإمام المهدي هي قوى الاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة، لأنها تحرف الفكر الإنساني عن الله والأنبياء وعن القيم الأخلاقية والربانية»، وأضاف الرئيس الإيراني الذي غالبا ما يتطرق في خطبه إلى الإمام المهدي: «إلا أن جبهة القوى الشيطانية بقيادة الولايات المتحدة هي في طريق الاندثار بعون الله تعالى». وخصص الرئيس الإيراني القسم الأكبر من خطابه إلى الملف النووي الإيراني وقال إن إيران ما زالت مستعدة للتعاون مع القوى العظمى في المجال النووي، لكنها «ستقطع أي يد تهددها».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن أحمدي نجاد قوله: «نستقبل بالترحاب أي يد صداقة ستُمَدّ إلينا، لكننا سنقطع أي يد تهدد». وأضاف: «لا تستطيع أي قوة أن تسيء إلى إيران». وأكد الرئيس الإيراني مجددا أن إيران ليس في نيتها صنع سلاح نووي. وقال أمام حشد في أثناء تجمع في محافظة خورسان الجنوبية (شمال شرق) حيث بدأ جولة: «أكرر هنا أن إيران لا تسعى لامتلاك القنبلة الذرية. إن قنبلتنا هي أنتم». وأضاف: «صمود الشعب الإيراني سيحطم الاستكبار العالمي». وكانت طهران قد أعلنت في وقت سابق أمس أنه ينبغي على القوى العالمية عدم القلق حيال المرحلة الجديدة للبرامج النووية الإيرانية. فقد صرّح علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بأنه مع بدء العام الفارسي الجديد في الحادي والعشرين من الشهر المقبل تعتزم البلاد بناء موقعين جديدين لتخصيب اليورانيوم داخل جبل لحمايتهما من أي هجوم محتمل.

وقال صالحي إن هناك خططا طويلة الأمد ترمي إلى بناء 10 مواقع جديدة لتخصيب اليورانيوم يتبعها بناء 10 مواقع أخرى في المستقبل. وأضاف أنه تم الاستقرار على أماكن خمسة مواقع وسوف يتحدد قريبا مكان المواقع الخمسة الباقية. وأضاف قوله إن «المواقع اختيرت في مناطق جبلية نائية للمساعدة في حمايتها من أي هجوم». ونقلت وكالة «الطلبة» الإيرانية للأنباء عن صالحي قوله: «حددنا ما يقرب من 20 موقعا ورفعنا التقرير بشأنها إلى الرئيس، غير أن هذه مجرد مواقع محتملة». وأضاف: «قد نبدأ في بناء موقعين للتخصيب العام المقبل، في الموقعين الجديدين نعتزم استخدام أجهزة طرد مركزي جديدة».

وكانت إيران أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) عن بناء عشر محطات جديدة للتخصيب تضاهي مجمع نطنز الموجود بالفعل. وجاء الإعلان بينما تأمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الوصول إلى اتفاق لتخصيب اليورانيوم الإيراني بالخارج. ويتشكك محللون في ما إذا كانت إيران التي تواجه مشكلات في الحصول على المواد والمكونات من الخارج ستكون قادرة على تزويد 10 محطات جديدة بالمواد اللازمة وتشغيلها. ويرى المحللون أن مزاعم إيران بأنه سيكون لديها محطات عاملة خلال سنوات قليلة خدعة في إطار النزاع النووي مع الغرب. وقال صالحي إن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيعلن في التاسع من أبريل (نيسان) عن نوعية أجهزة الطرد المركزي التي ستستخدم في المواقع الجديدة.

إلى ذلك يبدأ وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي اليوم زيارة رسمية إلى الدوحة على رأس وفد عسكري رفيع المستوى. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى قطر تأتي تلبية لدعوة رسمية من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وليّ العهد نائب القائد العام للقوات المسلحة بدولة قطر وكذلك رئيس هيئة الأركان القطري اللواء الركن حمد بن علي العطية.

ويبحث وحيدي خلال الزيارة مع كبار المسؤولين القطريين العلاقات الثنائية والتعاون العسكري إضافة إلى أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما سيتوجه وزير الداخلية الإيراني محمد مصطفى نجار خلال الأيام القادمة إلى دولة قطر لتوقيع اتفاقية للتعاون الأمني بين البلدين.