دبي تكشف عن جوازين بريطانيين وآخرين آيرلنديين استخدمت في اغتيال المبحوح

تلاسن بالكنيست بين نواب عرب ونظراء لهم من الليكود حول العملية.. ومجلس العموم يستمع لتقرير من وزير نفى مجددا أي علم مسبق بالعملية أو قضية الجوازات

TT

تكشفت المزيد من المعلومات عن عملية اغتيال محمود المبحوح أحد مؤسسي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في فندق في دبي في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.

فقد نقل عن مصادر في دبي القول إن الشرطة كشفت عن 4 أشخاص آخرين إضافة إلى الـ11 شخصا الذين كشفت عن هوياتهم وصورهم، وقالت إنهم شاركوا في عملية الاغتيال.

فهناك اثنان آخران استخدما جوازي سفر بريطانيين يضافان إلى الستة الأولى، واثنان استخدما جوازي سفر أيرلنديين ليصل عدد جوازات السفر الأيرلندية التي استخدمت في هذه العملية إلى 5، وهي العملية التي يتهم رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) بالوقوف وراءها. وهو اتهام لم ينفه المسؤولون الإسرائيليون، مكتفين بالقول إن ما كشفته دبي من معلومات ليس دليلا على تورط الموساد.

لكن كامل شامة عضو الكنيست من حزب الليكود، أشاد برئيس الموساد مائير دغان، وقال إنه قام بعمل جيد، بل إنه عمل إنساني.

وجاء ذلك في نقاش حاد انفجر داخل لجنة الشؤون الداخلية في الكنيست، حيث أدان طلب الصانع النائب عن القائمة العربية رفض طلبه بطرح عملية اغتيال المبحوح، التي وصفها بالعمل الإرهابي، على جدول أعمال الكنيست.

وطلب الصانع تخصيص جلسة لبحث «قضية جوازات السفر المزورة». وتساءل: «لماذا لا تعقد جلسة في الكنيست لبحث العملية.. فهل مائير دغان هو الذي يقرر ما سيناقش وما لا يناقش في الكنيست». وواصل القول «مما لا شك فيه أن هذه القضية تحظى باهتمام الشارع وعلى الكنيست أن يناقشها، إن الكنيست يدار من قبل الموساد». واستطرد «هل عملية القتل في بلد آخر على نمط عمليات المافيا انتصار؟!. إنها عمل إرهابي.. وكما حصل في محاولة اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس في عمان في أكتوبر (تشرين الأول) 1997، وانتهت باعتقال منفذيها، وكانا يحملان جوازي سفر كنديين)، فإن منفذي عملية دبي مسكوا متلبسين.. كل حركة من حركاتهم مصورة، حتى النظارات الشمسية التقطت صورها.. وأيا كان منفذ العملية فإنه لا بد وأن يقدم للقضاء.. ولا تستغربوا إذا ما صدر أمر باعتقال دغان نفسه».

فرد عليه شامة «إذا كان جواز سفري سيساعد في قتل المبحوح فإنني على استعداد للتبرع به.. أنا مستعد لإعطاء جوازي سفري: العادي والدبلوماسي».

وأما النائب ياريف لفين من الليكود أيضا فقال ساخرا «أما إطلاق الصواريخ على روضات الأطفال فهو عمل إرهابي.. لا تهددنا.. لا تجلس هنا وتهددنا».

وتساءل النائب أحمد الطيبي عن القائمة العربية «لماذا يشعر النواب بالتهديد من طلب مناقشة القضية.. وهي قضية نشرت أخبارها وبكل تفاصيلها على صفحات. وردا على وصف دغان بالبطل قال الطيبي «إذا كان هناك بطل حقيقا في هذه القضية فهو رئيس شرطة دبي الذي كشف القتلة».. عندئد تدخل النائب لفين بقوله «دعوا سفير دبي في إسرائيل يتحدث». وفي دبي نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في الإمارات لم تسمه «أن دبي تعرفت على بريطانيين مشتبه بهما يحملان وثائق سفر بريطانية وأبلغت في إطار التحقيق الجاري الحكومة البريطانية بهذه المعلومات». وأضاف أن اثنين آخرين من المشتبه بهم يحملان جوازي سفر أيرلنديين.

والمعلومات الجديدة تزيد عدد جوازات السفر المزورة البريطانية، التي استخدمت في هذه الواقعة، إلى ثمانية والأيرلندية إلى خمسة. والأشخاص الستة، الذين سبق أن عرفتهم دبي على أنهم أعضاء بفرقة الاغتيال هم بريطانيون يقيمون في إسرائيل. وأنكروا تورطهم في الحادث، وقالوا إن هوياتهم سرقت.

وناقش مجلس العموم البريطاني، أمس، قضية الجوازات. وقدم كريس براينت وزير الدولة في وزارة الخارجية، تقريرا للنواب عن كيفية وصول المعلومات عن جوازات السفر إلى الحكومة البريطانية وتواريخها. وأكد براينت ما نقلته «رويترز» حول الكشف عن جوازي سفر جديدين استخدما في العملية. وقال إن وزير الخارجية ديفيد ميليباند التقى نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، الذي أبلغه بوجود تفاصيل عن جوازين جديدين يمكن أن يكونا قد استخدما في عملية الاغتيال.

وجاء في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه أن براينت قال للنواب دعوني أقول بشكل واضح لا لبس فيه، إنه ليس هناك طرف في الحكومة البريطانية سواء على مستوى الوزراء أو المسؤولين، كان على علم مسبق بعملية اغتيال المبحوح أو استخدام جوازات سفر بريطانية في العملية أو في أي عمليات سرية أخرى. وأي قول غير ذلك هو اتهام غير مسؤول لا أساس له.

وأوضح براينت للنواب فحوى الاتصالات التي أجرتها وزارة الخارجية مع الجانب الإسرائيلي حول الدور الإسرائيلي المحتمل، ومنها دعوة السفير الإسرائيلي رون برسور وكذلك لقاء ميليباند مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي استغرق قرابة 45 دقيقة في بروكسل أول من أمس. ونقل ميليباند لليبرمان مدى القلق والانزعاج الذي يحس بهما الشعب البريطاني وحكومته ونوابه بشأن هذه القضية. وأوضح له أن الحكومة البريطانية تتوقع تعاونا كاملا من إسرائيل حول هذه القضية.