3 من المتهمين بالإرهاب في ألمانيا يبدون أسفهم في المحكمة

الادعاء يطالب بأقصى العقوبة في الجلسة قبل الأخيرة في محاكمة خلية «زاورلاند»

TT

تقترب محاكمات خلية «زاورلند»، التي تتهم النيابة الألمانية أعضاءها بالتحضير لهجمات بالقنابل، من نهايتها. ومنح القاضي أمس المتهمين الفرصة للتقدم بتصريحاتهم الختامية في القضية قبل صدور الحكم في الجلسة الأخيرة المخطط لها يوم 4 مارس (آذار) القادم.

وإذ ذكر رئيس المجموعة فرتز جيلوفيتش (30 سنة)، في كلمته الختامية، أنه لن يعود لممارسة النشاطات الإرهابية مستقبلا، فإنه عبر عن «صدمته» بسبب اعتقال زوجته في نهاية الأسبوع الماضي في مدينة أولم (جنوب) بتهمة دعم الإرهاب. وكانت شرطة الجنايات الألمانية قد اعتقلت فيليز جيلوفيتز (28 سنة) بتهمة تقديم التبرعات إلى منظمة «اتحاد الجهاد الإسلامي» الأوزبكية التي ينتمي زوجها فرتز إليها.

وعبر عضو الخلية الآخر دانييل شنايدر عن أسفه لما حصل وقال: كان عليه أن يتصرف «بشكل آخر» بعيدا عن الإرهاب. وقدم المتهم اعتذاره شخصيا من شرطي ألماني كاد شنايدر أن يقتله أثناء مقاومة الاعتقال. وسبق لشنايدر أن اعترف في جلسات المحاكمة بأنه حاول فعلا انتزاع سلاح الشرطي وإطلاق النار عليه.

واعترف التركي الأصل أتيلا سيليك (28 عاما) بأن خطط اتحاد الجهاد الإسلامي لمهاجمة الأهداف الأميركية بالقنابل كانت «خطأ» ألحق الضرر بسمعة الإسلام، وأصابه بالألم، لكن المتهم الرابع، التركي الأصل آدم يلماز (28)، رفض الإدلاء بأي تصريح قد يخفف من الحكم ضده.

وكانت النيابة العامة قد طالبت القاضي ديتمار برايتنلج بإيقاع عقوبات تمتد بين 13 سنة (لجيوفيتز) و5.5 سنة (أتيلا سيليك). وفي حالة الأخير طالب المحامي إكسل ناجلر بإطلاق سراح موكله لقاء كفالة لأنه قضى إلى الآن سنتين في التحقيق، وهي فترة محسوبة ضمن أي حكم قد يصدر ضده، وتكفل القوانين الألمانية خروج المحكوم من السجن بعد قضاء ثلثي مدة الحكم، إذا كان سلوكه في السجن يسمح بذلك.

وقد اعتقل أعضاء خلية «زاورلاند»، وهم التركي آدم يلماز (29 سنة)، والألمانيان فرتز جوليفيتش (29) ودانييل شنايدر (22)، في سبتمبر (أيلول) 2007 بتهمة تشكيل منظمة إرهابية، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا وكسب المتطوعين للحرب ضد قوات التحالف في أفغانستان والعراق. وجاء في بيان للنيابة العامة في كارلسروهة آنذاك أن الخلية كانت تستهدف القاعدة الأميركية في رامشتاين (جنوب) والقنصليتين الأوزبكية والأميركية. وعُثر في حوزة المتهمين على كميات من بروكسايد الهيدروجين كافية لصنع 730 كغم من القنابل الشديدة الانفجار.

وقبض على المتهم الرابع أتيلا سيليك في تركيا وسلم إلى السلطات الألمانية. ويفترض أن يكون سيليك قد أسهم في تهريب صواعق القنابل من تركيا إلى خلية «زاورلاند» بمساعدة منظمة صربية سرية.

ومع أن اعترافات أعضاء خلية «زاورلاند» ملأت 1100 صفحة، فقد فاجأ رئيس الخلية المحكمة الألمانية يوم 1/9/2009 باعترافاته حينما تحدث عن استهداف السياسيين الألمان الكبار بمحاولات الاغتيال. واعترف زعيم الخلية فرتز جيلوفيتش أنه تلقى توصيات من منظمة «اتحاد الجهاد الإسلامي» باغتيال الزعماء السياسيين الألمان. وقال جيلوفيتش أمام القاضي: إن كادر اتحاد الجهاد الإسلامي، المدعو أحمد، الذي تولى تدريبهم في معسكرات سرية تقع على الحدود الأفغانية ـ الباكستانية، أوصاهم بعمليات الاغتيال، إلا أنه لم يسم أحد الزعماء الألمان بالاسم.

تصنف دائرة حماية الدستور «اتحاد الجهاد الإسلامي» ضمن المنظمات المتطرفة وتقدر عدد أعضائها في ألمانيا بنحو 300 شخص. وتتخصص هذه المنظمة، حسب رأي المحققين، في كسب الألمان الذين اعتنقوا الإسلام وتجنيدهم.