مؤتمر جوبا: سلفا كير يطمئن المستثمرين العرب ويؤكد أن الروابط مع الشمال لن تنقطع

موسى: توفير منح دراسية للجنوب.. واختيار الطلاب من قِبل الحكومة

TT

أعلن النائب الأول للرئيس السوداني سلفا كير في افتتاح المؤتمر العربي للاستثمار في مدينة جوبا بجنوب السودان أنه في حالة انفصال الجنوب عن الشمال فإن الروابط الاقتصادية والثقافية بين الجانبين لن تنقطع، وستظل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية مستمرة، كما لن يتأثر المستثمرون العرب العاملون في الجنوب وسيظلون مرحبا بهم واستثماراتهم آمنة.

وقال كير في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إن «الجامعة العربية بالطبع تريد أن يستمر جنوب السودان ضمن العالم العربي، وإنه لو حدث الانفصال فإن الجنوب لن ينتقل إلى المحيط الهندي أو شاطئ الأطلسي، وستستمر العلاقات بين الجانبين»، لافتا إلى أن «في الجنوب عمالة شمالية والعكس بالعكس، وكذلك طلاب»، مؤكدا أن «كل ذلك لن يتغير أو يتأثر وضعهم»، وأضاف مازحا «النيل سيتسمر في السريان من الجنوب إلى الشمال»، مشيرا إلى أن النيل هو النهر الوحيد في العالم الذي ينساب من الجنوب إلى الشمال عكس كل أنهار العالم التي تنساب من الشمال إلى الجنوب.

ولفت كير إلى أن «اتفاقية نيفاشا تنص على ضرورة جعل الوحدة جاذبة لأهل جنوب السودان، وكذلك احترام إرادة شعب جنوب السودان، مشيرا إلى أن الجامعة العربية كانت أحد شهود اتفاق نيفاشا، يجب أن تعمل على تحقيق ذلك، وإذا قرر الجنوب الانفصال، فإن الروابط لن تنقطع، مع الشمال، وستستمر الروابط الاقتصادية والثقافية بين الجانبين، المستثمرون في جوبا لن يتأثروا». وأشار كير إلى أن طلابا من جنوب السودان كانوا قد حصلوا على منح دراسية في جامعات عين شمس والزقازيق والقاهرة، وأن هؤلاء أصبحوا قادة في جنوب السودان، معربا عن الرغبة في الحفاظ على هذه العلاقة في مجال التعليم لأن التعليم هو أساس التنمية البشرية، معربا عن تقديره للمنح التعليمية التي قررتها الجامعة العربية وأعلنها الأمين العام خلال افتتاح المؤتمر.

وأعرب سلفا كير عن أمله في تدفق استثمارات عربية في مجالات البنية الأساسية، من أجل بناء قواعد الاستثمار، مشير إلى أن «جنوب السودان هو مكان جديد للاستثمار».

وأقر سلفا كير بوجود عدد من المشكلات في ما يتعلق بالأمن والفساد، ورجع المشكلات الخاصة بالأمن إلى تأثير عقدين من الحرب الأهلية واتساع المساحة، وانفتاح الحدود على الجيران، وأضاف أن «طول فترة الحرب أثر على التنمية في كل السودان، الحرب ليست شيئا سوى الدمار، هي تنمية عكسية».

وشدد كير على تحسن الوضع كثيرا خلال السنتين الماضيين، وأنه لا يحدث في جنوب السودان انفجارات كما يحدث في دول أخرى، ولفت إلى أن جنوب أفريقيا لديها استثمارات كبيرة في جنوب السودان معتبرا أنها أكبر دليل على إمكانية الاستثمار الجيد في جنوب السودان، مشيرا إلى أن «جامعة الإسكندرية سوف تقوم بتأسيس جامعة في جنوب السودان وهذا دليل على توافر الأمن في جنوب السودان».

وتعهد كير بمحاربة الفساد، وقال إن القضاء على الفساد لن يتم إلا من خلال التعاون بين كل شركاء التنمية، لأن الفساد يؤثر على كفاءة الخدمات، وقال: «إننا نعمل مع شركاء التنمية لتعزيز التنمية من خلال قانون الاستثمار لتشجيع الاستثمار الأجنبي في جنوب السودان، ومعالجة أي بيروقراطية وأي عوائق أمام الأعمال»، وقال: «لدينا واحدة من أسرع الحكومات في المنطقة في ما يتعلق باستخراج الإجراءات الخاصة بالمشروعات».

وقال إن «الدول العربية ستستفيد من الموارد الطبيعية للجنوب، إذ يتوفر به موارد زراعية، وبه مساحات كبيرة صالحة لزراعة الحبوب والمحاصيل الزيتية، وقصب السكر، والمحاصيل الاستوائية».

وأضاف أن «جنوب السودان به 30 مليون رأس ماشية، و20 مليون ماعز وأغنام، فيما يبلغ عدد السكان 11 مليونا، وقد تكون أعلى نسبة في أفريقيا من حيث عدد رؤوس الماشية لكل فرد،» وقال إنه «يوجد في جنوب السودان أكبر مصايد عذبة للأسماك في أفريقيا، كما يتوفر بها النحاس واليورانيوم والألماس». ودعا المستثمرين العرب للاهتمام بالزراعة، ورحب بالاستثمار في قطاع البترول، وبخاصة تكريره».

وأشاد بالدعم العربي لجنوب السودان خصوصا في مرحلة السبعينات، مشيدا بدعم مصر في مجال محطات الكهرباء وفي الصحة، كما قدمت السعودية مساعدة قدرها 15 مليون دولار. وقال: «كلنا في جنوب السودان نتذكر مستشفى شيخ الصباح بجوبا الذي أسسته دولة الكويت»، مشيرا إلى أنه زار مصر مرارا، وكذلك الإمارات، وليبيا، والأردن، وقطر، مشددا على حرصه على الدول العربية.

من جانبه أعلن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن الجامعة قررت توفير منح دراسية لجنوب السودان، وسوف يتم اختيار الطلاب من قِبل حكومة جنوب السودان.

وقال عمرو موسى إن «وفد الجامعة العربية ومجتمع الأعمال العربي جاء للمشاركة في مسيرة تنمية جنوب السودان». وأضاف موسى أن «البعثة تضم رجال أعمال من دول عربية عدة، يعملون في مجالات متعددة للأعمال في العالم العربي»، ولفت إلى أن «هذه ليست هي البداية»، موضحا أن «البداية موجودة هنا بالفعل»، مشيرا إلى أن «الفندق الذي يُعقد فيه المؤتمر صاحبه عربي بناه بفضل تحسن مناخ الاستثمار في الجنوب».

وقال موسى: «نحن هناك لنضيف فوق ذلك، نبني، في مجالات الصناعة والزراعة والنقل، والمشروعات، اليوم الذي نقضيه في جوبا سيكون مفيدا»، مشيرا إلى أن جزءا من وفد الجامعة العربية لإظهار الجدية، والرغبة في قيام بالأعمال، سيبقون بعدنا، لمواصلة المناقشات ورؤية الوضع على الطبيعة.

من جانبه أكد بنجامين بول وزير التجارة بحكومة الجنوب أن حكومة الجنوب تعمل على تحسين وضع الاستثمار في السودان، ولذلك أصدرت قانون للاستثمار، وقال إن أغلب المجالات أصبح من حق المستثمرين المحليين والأجانب امتلاك مؤسسات استثمارية فيها باستثناء بعض المجالات.

وأشار إلى أن الاهتمام بحماية حقوق الملكية وتوفير المعلومات للمستثمرين وتحويل المستثمرين لأموالهم، والبنية الأساسية والتعدين والبترول والبنية الاجتماعية والنقل والاتصالات والإعلام والإلكترونيات والبنوك التجارية والتأمين والصيرفة والصيدلة والطب والزراعة، مميزات في هذه القطاعات.

وقال إن «سلطة الاستثمار أعطت أولوية للقطاعات ذات المردود الاجتماعي، التي توظف عمالة»، مشيرا إلى أن «صناعات الغذاء سوف تحصل على إعفاءات ضريبية».