علاوي: بحثت في جولتي العربية تهديدات «القاعدة».. ولا توجد دوافع انتخابية

رئيس الوزراء العراقي الأسبق: الحكومة العراقية فشلت في سياستها الخارجية

إياد علاوي زعيم كتلة «العراقية» يتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

قال إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم «الكتلة العراقية»، إن «الفشل الذريع» للحكومة العراقية في سياستها الخارجية أدى إلى «عزلة» العراق عن محيطه الخارجي، ودافع عن جولته الأخيرة التي شملت عددا من الدول العربية، مؤكدا أنه «لا أسباب انتخابية وراءها». وقال علاوي في مؤتمر صحافي عقده في مقر حركة الوفاق الوطني العراقي ببغداد إن «ضجة مفتعلة أثيرت من بعض العناصر الحاكمة حول زيارتي إلى عدد من الدول العربية للتباحث في الأوضاع العامة بالمنطقة». وأضاف أن «الفشل الذريع للسياسة الخارجية للنظام (العراقي) أدت إلى عزلة شديدة للعراق في محيطه الطبيعي، وذلك لعدم الاكتراث بتحسين الأوضاع لعراقنا الحبيب في أوقات صعبة يتعرض فيها العراق وشعبه والمنطقة لهجمات من قوى التطرف والإرهاب من الصومال والسودان واليمن جنوبا ومن تهديدات تنظيم القاعدة شرقا ومن التوترات الشديدة في فلسطين غربا، مما يستوجب وقفة وتواصلا شجاعا مع كل قوى الاعتدال في المنطقة يأخذ بنظر الاعتبار سلامتها واستقرار شعبها في مرحلة دقيقة وحساسة وفي ظل تهديدات متصاعدة». وأشار علاوي إلى أنه «من تلك المنطلقات، لبيت عددا من الدعوات من رؤساء وملوك عرب لزيارة بلدانهم والتباحث في الشأن العربي»، مؤكدا أنه سيلبي دعوات أخرى وجهت له من دول عربية وإسلامية خلال الأيام القليلة القادمة.

وأكد علاوي أن «محاولة الربط بين الانتخابات وتلك الزيارات أمر خاطئ لأن من الخطأ أن يقوم أحد الزعماء بهذا الموضوع ولم يتبق على الانتخابات سوى أيام، ولو كان هناك شأن لهذه الزيارات متصل بالانتخابات لتمت قبل أشهر منها وليس أياما».

والتقى علاوي خلال جولته، التي جاءت قبل أسبوعين فقط من موعد الانتخابات التشريعية، كلا من الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد والملك عبد الله بن عبد العزيز، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس وزرائه سعد الحريري.

وتعرض علاوي لموجة من الانتقادات من عدد من النواب، خاصة المقربين من ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حيث اتهمه بعضهم بمحاولة الحصول على دعم مالي وسياسي من الدول العربية. من جانبها، قالت ميسون الدملوجي، المتحدثة الرسمية باسم كتلة «العراقية»، إن «جولة زعيم الكتلة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي العربية والإقليمية الحالية تهدف إلى إعادة التوازن إلى علاقات العراق الخارجية التي ساءت في عهد الحكومة الحالية». وأعربت عن «استغرابها» من الضجة التي أثيرت حول زيارة علاوي للسعودية، وأكدت أن الرياض كانت واحدة من محطات أخرى ضمن جولة عربية بدأت من الكويت وقطر والإمارات ثم مصر وسورية ولبنان، وبعدها المغرب والجزائر ثم تركيا. وأوضحت أن هذه الدول يجمعها هاجس الاستقرار والموقف ضد تنظيم القاعدة الذي يعاني العراق من جرائمه. وأشارت إلى أن «واحدا من الأهداف التي يراد تحقيقها من الانتخابات التشريعية المقبلة تحقيق أمن العراق واستقراره، وإعادة التوازن إلى علاقاته العربية والإقليمية التي ساءت كثيرا في زمن الحكومة الحالية التي فشلت في إقامة علاقات طيبة مع معظم هذه الدول»، وأوضحت أن «زيارة علاوي إلى السعودية ومصر وبقية الدول هي استكمال لزيارات ومباحثات كان قد قام بها منذ أن دعا خلال رئاسته للحكومة العراقية عام 2004 إلى مؤتمر شرم الشيخ حول العراق في مصر»، وأضافت: «لا ندري لماذا الاعتراض على جولة علاوي، والمسؤولون العراقيون أنفسهم يتجولون بين عواصم العالم، والمالكي نفسه قام مؤخرا بزيارات لمصر والولايات المتحدة مثلا». وتساءلت قائلة: «لماذا الاعتراض على زيارة علاوي إلى السعودية بالذات وهي دولة ساعدت، كما كانت على علاقات طيبة مع، جميع فصائل المعارضة العراقية السابقة التي كانت لها مقرات ونشاطات انطلاقا من السعودية وبينها حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه المالكي نفسه». وكان المالكي رئيس الوزراء العراقي قال في وقت سابق «إننا لن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية، ولن نسمح لأحد في الداخل أن يمد يده إلى الخارج ليأتي بأجندات أجنبية يطبقها في العراق».