في مدن الفرات الأوسط: الحملات الانتخابية تشق طريقها بين بساتين النخيل والقبور

ناخبون يعتبرون بعضها «عرضا للأزياء».. ومرشحون يشكون: لافتاتنا ذهبت مع الريح

دعاية انتخابية على جدار في مقبرة وادي السلام بالنجف («الشرق الأوسط»)
TT

تنوعت طرق الدعاية الانتخابية في محافظات الفرات الأوسط، فهناك مرشحون وضعوا صورهم ولافتاتهم على أشجار النخيل ودواوين أهالي المناطق الريفية، فيما سخر آخرون أصحاب سيارات التاكسي لتوزيع دعايتهم الانتخابية، واستعان آخرون بالمرتكزات الحديدية التي استخدمها مرشحو مجالس المحافظات السابقة. بينما وجد آخرون أن المقابر قد تجلب لهم أصوات الناخبين، من خلال نشر دعايتهم وسط مقبرة وادي السلام في النجف.

وفوجئ أبو جاسم عندما استيقظ صباحا ووجد أن أغلب أشجار نخيله وضع عليها صور ولافتات لمرشحين لم يشاهدهم سوى في التلفزيون، وقال إن «جميع مرشحي المناطق الريفية معروفون ولا يحتاجون إلى دعاية انتخابية توضع على النخيل أو دواوين الشيوخ والوجهاء، حيث إن أغلب شيوخ وأبناء العشائر في النجف رشحوا للانتخابات القادمة»، مضيفا أن «أغلب الذين وضعوا دعاياتهم على أشجار النخيل هم من أبناء المدن الذين ليس لديهم رصيد شعبي كبير».

وقال أبو جاسم إن «هؤلاء المرشحين يحتاجون النخيل في دعايتهم فقط ولا يهتمون بالبساتين والزراعة عموما، ومن خلال (الشرق الأوسط) أدعوهم أن يصدقوا مرة معنا أو مع أشجار النخيل».

أما الائتلاف الوطني العراقي، بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، بزعامة عمار الحكيم، فقد وصلت دعايته الانتخابية إلى المقابر. وتساءلت أم حسين وهي مارة بالقرب من لافتة للائتلاف الوطني العراقي كتب عليها «الائتلاف الوطني العراقي هو العراق وسيفوز»: «لا أدري هل الائتلاف الوطني عجز أن يصدقه الأحياء بالفوز وجاء ليسر الموتى بأنه الفائز في الانتخابات البرلمانية القادمة؟». إلى ذلك، وصف ناخبون دعاية بعض المرشحين بأنها «عرض للأزياء»، وقال محمد جاسم وهو يمر بالقرب من إحدى الدعايات التي يرتدي فيها مرشحا قميصا وبنطلونا: إن «المرشح في دعايته هذه أشبه بعارض الأزياء الرجالية»، مضيفا «على المرشحين ارتداء ملابس تلائم موسم الشتاء، لكن يبدو أن المرشح لا يعلم ما يدور في المنازل الفقيرة».

ورفع مرشح من الحركة الوطنية العراقية شعار «نحن أهل العراق»، فيما رفع آخر شعار «أيها المواطنون لا تخافوا ولا تخشوا.. نحن قادمون للتغيير»، فيما رفع مرشح حزب الفضيلة شعار «الماء.. الحياة».

كما استعان بعض المرشحين بالمرتكزات الحديدية التي استخدمها مرشحو مجالس المحافظات السابقة، ومع هبوب الرياح أطاحت بالصورة الجديدة لتظهر الصور القديمة تحتها. وقال أحد المرشحين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: «هذه الرياح عكرت جو الانتخابات ونفسيتنا، كون جميع ملصقاتي الانتخابية قد ذهبت مع الرياح». مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كمرشحين لا نملك أموالا طائلة، وسوف يكون من الصعب طبع ملصقات أخرى بسبب قلة الأموال».

أما بعض المرشحين فقد عقدوا صفقات مع أصحاب سيارات التاكسي لتوزيع دعاياتهم الانتخابية على كل راكب، إضافة إلى إظهار محاسن المرشح وبرامجه الانتخابية ودعوة الركاب إلى انتخابه.

أم علي تسكن في إحدى المناطق الفقيرة في محافظة الديوانية، جنوب بغداد، تقول «طرق باب المنزل في حدود التاسعة ليلا، ولما فتحت الباب وجدت أحد أهالي المنطقة ومعه أشخاص قدموا لي بطانية ومدفأة كهربائية مع دعاية لأحد المرشحين، وقالوا لي إن ذلك لا يعتبر رشوة»، وتضيف: «شكرتهم على تقديم المساعدة، وقلت لهم إن هذه المواد لا تخدمنا، لأن موسم الشتاء انتهى وأتمنى أن تخدمنا الهدايا القادمة في موسم الصيف».