متحدث باسم الحوثيين: الجنديان السعوديان الأخيران قتلا في المعارك أو بعد أسرهما مباشرة

القربي: «القاعدة» يمكن أن تهدد السفن لكنها لا تستطيع السيطرة على باب المندب

يمنية تجلس مع أولادها أمام خيمتهم في معسكر للنازحين بمزرق شمال اليمن (أ.ف.ب)
TT

بينما أكدت مصادر أمنية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» وجود الجنديين السعوديين اللذين تبحث عنهما الرياض في قبضة الحوثيين، دون الإشارة إلى طبيعة الحالة الصحية لهما وما إذا كانا لا يزالان على قيد الحياة أم لا لعدم توفر المعلومات، قال المتمردون الحوثيون في اليمن إن الأسيرين السعوديين اللذين كان ينتظر أن يقوموا بتسليمهما إلى لجنة يمنية خاصة، بعد تسليمهم لثلاثة أسرى سعوديين مخطوفين، توفيا، دون إيضاح المزيد من التفاصيل حول ظروف وفاتهما. وقال محمد عبد السلام، الناطق باسم عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للجماعة لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات المتوافرة لديهم في المكتب الإعلامي للحوثي، تفيد بأن الجنديين السعوديين، قتلا في المعارك، أو بعيد أسرهما مباشرة، مؤكدا أن جراحهما كانت غائرة وكبيرة، وأنهما توفيا أثناء نقلهما من منطقة أسرهما.

وأكد عبد السلام لـ«الشرق الأوسط» أنه جرى، يوم أمس، إبلاغ الوسيط اليمني في اللجنة الخاصة بتسلم المختطفين السعوديين، بأن الأسيرين اللذين كان ينتظر أن يسلما إلى الوسيط ومن ثم إلى السعودية، قد قضيا في وقت سابق، كما تم إبلاغه بمكان وجود جثتيهما، وتحفظ الناطق الحوثي عن ذكر مكان واسمي المختطفين السعوديين، وذلك لعدم توفر معلومات كافية لدى مكتب إعلام الحوثي، مشيرا إلى أن جماعته قامت بمعالجة الأسرى الثلاثة السابقين لأن جراحهما كانت «بسيطة»، رغم أنهم عندما سلموا كانوا يعانون جراء تلك الجراح.

وكانت مصادر أمنية أشارت إلى مماطلة الحوثيين في قضية تسليم الجنديين وأن القضية نوقشت مساء أول من أمس في اجتماع لوزارة الخارجية اليمنية برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن لبحث أسباب مماطلة الجانب الحوثي في التسليم نافيا وجود أي إشكاليات تعرقل عملية التسليم.

وأكد المصدر عقد الجهات المسؤولة في اللجان الثلاث المختصة لمتابعة قضية الأسرى السعوديين في الأيام المنصرمة عدة اجتماعات لإنهاء عملية التسليم، وأن التأخير في تسليم الأسيرين السعوديين كان من جانب الحوثيين وليس من الجانب اليمني.

هذا وكانت قد شكلت في وقت سابق 3 لجان مختلفة لممثلين من الجانب السعودي واليمني في ثلاث مناطق يمنية «حرف سفيان، ومركز محافظة صعدة بالإضافة إلى منطقة الملاحيظ بالقرب من الحدود السعودية»، لبحث قضية تسليم الأسرى السعوديين واليمنيين من قبل المتمردين الحوثيين، حيث ترتكز مهام اللجان الثلاث على تحديد جدول زمني لتسليم الأسرى بالإضافة إلى آلية التسليم.

وكانت السعودية قد تسلمت 3 من جنودها الذين أسرهم الحوثيون خلال العمليات العسكرية التطهيرية للأراضي السعودية، في عمليتين منفصلتين الأسبوع الماضي، بواسطة الحكومة اليمنية.

وقال الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية، في أعقاب تسلم بلاده لجنديين من القوات الخاصة، إنهما آخر أسيرين، فيما أكد أن البحث لا يزال جاريا عن مفقودين اثنين، ولا يعرف ما إذا كانا على قيد الحياة أم استشهدا خلال المعارك الماضية.

إلى ذلك، قلل وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي من أهمية تهديدات تنظيم القاعدة بالاستيلاء على مضيق باب المندب، رغم أنه اعترف بأن «القاعدة» تعد مصدر قلق وتهديد لممرات الملاحة الدولية ولسلامة السفن، كما نفى أن تكون بلاده وقعت اتفاقيات مع الولايات المتحدة، تمنح بموجبها الأخيرة، تسهيلات بإقامة قاعدة عسكرية في جزيرة سوقطرة اليمنية في المحيط الهندي.

وقال القربي في حوار صحافي أجرته معه صحيفة «الميثاق» الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، حول تهديدات «القاعدة» المشار إليها آنفا، إن كل ما يمكن أن تفعله هو «فقط تهديد السفن سواء من خلال إطلاق صاروخ أو اختطاف سفينة من الممر الدولي كما يفعل الآن القراصنة» الصوماليون، وأضاف: «لكنها في الحقيقة لا تستطيع أن تسيطر، كما جاء في تهديدها، على مضيق باب المندب أو الممرات الدولية»، مجددا تأكيد أن «القاعدة» «مصدر قلق» وأن الحكومة اليمنية تأخذ تهديداتها «على محمل الجد، لأننا يجب أن نتعامل معها بجدية، ونهيئ أنفسنا لأي عملية إرهابية محتملة على الأرض أو في البحر اليمني، كما تهيئ لها بريطانيا وأميركا وكل دول العالم».

وردا على سؤال حول إمكانية اليمن التي تؤهله للقيام بحماية شواطئه ومياهه الإقليمية، رد القربي بالقول: «صحيح أن قدرتنا محدودة، لهذا نطالب المجتمع الدولي بالمزيد من الدعم لقوات خفر السواحل اليمنية والمزيد من التدريب والمزيد من السفن والزوارق البحرية حتى نستطيع حماية الشريط الساحلي الطويل.. تلك تحديات يجب أن نعترف بها لكن لا بد أن نعترف أيضا أنه رغم الإمكانات المتواضعة لقوات خفر سواحلنا فإنها تمكنت من إنقاذ الكثير من السفن وحررت بعضها من أيادي القراصنة، كما أنها أحبطت محاولات قرصنة كثيرة وألقت القبض على عدد من القراصنة».

وحول التعاون اليمني - الأميركي في مجال محاربة الإرهاب ووضع اليمن، مؤخرا، في صدارة الدول التي ترعى الإرهاب أو التي ينتشر فيها الإرهاب، أرجع الوزير القربي ذلك إلى «التناقضات» التي قال إن «بعضها يأتي نتيجة للضغوطات، لأن أجهزة الاستخبارات والأمن في أميركا - للأسف الشديد - تتعامل مع شعوبها ولا تريد أن يحدث حادث وتلام عليه، لذلك تحاول الظهور وكأنها قد أنذرت وحذرت من وضع بلدٍ ما، ليس اليمن فحسب وإنما أيضا بلدان أخرى، وهذا أمر مؤسف، فالمفترض بالأجهزة الأمنية الأميركية أن تتعامل بأسلوب يحفظ مصالح بلدها ومصالح الدول الأخرى».

وتأتي تصريحات وزير الخارجية اليمني، بعيد يومين من إعلان اليمن إغلاق ممراته المائية، خشية تسلل عناصر إرهابية من دول القرن الأفريقي إلى اليمن وتحديدا من الصومال، متخفين وسط النازحين الفارين من جحيم الحروب الأهلية والمجاعة في بلادهم، وكان تنظيم الشباب المجاهدين الصومالي الأصولي المتشدد، توعد مؤخرا بإرسال مقاتلين لنصرة «إخوتهم» من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، بعد توجيه السلطات اليمنية وبالتعاون مع دول عربية والولايات المتحدة وغيرها، ضربات لمواقع يعتقد أن «القاعدة» تستخدمها كمعسكرات تدريب.