اليمن: وفد من الكونغرس الأميركي يبحث التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب

مسؤولة أميركية: زيارتنا لاستيضاح الصورة الحقيقية للأوضاع

مدينة تريم التاريخية في جنوب شرقي اليمن والتي اختيرت من قبل الايسيسكو عاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2010 (رويترز)
TT

يجري وفد من الكونغرس الأميركي، مباحثات مع مسؤولين يمنيين، حول جملة من القضايا المتعلقة بالجوانب الأمنية والعسكرية. وقالت مصادر رسمية إن الوفد الذي ترأسه ويندي آندرسون، ويتكون من لجنة شؤون الأمن الداخلي في الكونغرس، أجرى مباحثات أمنية، أمس، مع وزير الداخلية اليمني اللواء الركن مطهر رشاد المصري. وأشارت المصادر إلى أن المباحثات، تطرقت إلى «تطوير التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة»، وكذا «تبادل المعلومات في إطار التعاون الأمني بين البلدين».

ونقلت المصادر الرسمية عن اللواء المصري تأكيده على أن الحكومة اليمنية «تبذل جهودا كبيرة لملاحقة الخلايا والعناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة»، وأنها «نفذت عدة ضربات استباقية ونوعية أسفرت عن مصرع عدد من القيادات والعناصر الإرهابية في التنظيم»، وبحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فقد قال الوزير المصري إن الحكومة اليمنية «اتخذت خطوات كثيرة لتعزيز الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب»، منها «تشديد الإجراءات الأمنية الاحترازية وإجراءات الرقابة على المنافذ البحرية والبرية في إطار خطة أمنية محكمة أعدت خصيصا تحسبا لأية اختراقات من قبل تنظيم القاعدة أو المتسللين الوافدين إلى اليمن من دول القرن الأفريقي»، وهي الخطوات التي أعلنت عن اتخاذها وزارة الداخلية اليمنية قبل عدة أيام، إضافة إلى إشادته «بمستوى التعاون الأمني المستمر بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة الأميركية في تبادل المعلومات والخبرات الأمنية في مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة ضمن الشراكة الدولية في هذا الشأن».

أما المسؤولة الأميركية فقد أكدت، خلال المباحثات، أن الكونغرس الأميركي «يتابع باهتمام بالغ قضايا الإرهاب في جزيرة العرب، ومنها اليمن»، وأنه «يولي قضية مكافحة الإرهاب ومحاربة العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة اهتماما خاصا لما يشكله هذا التنظيم من خطر على الأمن الإقليمي والدولي»، وبحسب المصادر الرسمية اليمنية، فقد أشادت آندرسون «بما حققته الأجهزة الأمنية (اليمنية) من نجاحات كبيرة في الضربات الاستباقية التي وجهتها لهذا التنظيم ودك أوكاره»، مؤكدة أن الكونغرس «سيعمل من أجل تقديم الدعم اللازم لليمن في إطار الشراكة الدولية لمكافحة الإرهاب». وحول طبيعة زيارة الوفد إلى اليمن ومهامه، وهي التي لم يعلن عنها من قبل، أكدت آندرسون أن الوفد يسعى إلى استيضاح «الصورة الحقيقية للأوضاع في اليمن»، من دون أن تشير المصادر الرسمية إلى أن الوفد سيلتقي بمسؤولين أمنيين أو حكوميين آخرين خلال الزيارة التي لم يعرف أيضا كم يوما ستستغرق.

ويعد اليمن أحد أهم الشركاء للولايات المتحدة في مجال محاربة الإرهاب في المنطقة، خاصة بعد أن وقعت فيه كثير من العمليات الإرهابية، كان أبرزها استهداف المدمرة الأميركية «يو إس إس – كول» أواخر عام 2000م بميناء عدن، وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل 17 بحارا أميركيا من المارينز، وغيرها من الحوادث الإرهابية الكثيرة التي شهدها اليمن، الذي بات، وبحسب إعلانات تنظيم القاعدة نفسه، ملاذا آمنا له ومنطلقا لتنفيذ علميات إرهابية ضد دول في المنطقة ودول في العالم، أبرزها الولايات المتحدة الأميركية.

إلى ذلك، أقر اجتماع حكومي - برلماني مشترك، عقد أمس، برئاسة رئيس مجلس النواب، يحيى علي الراعي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، الإسراع في تعديل عدد من القوانين، وأعطى الأولوية في التعديلات لقانون مكافحة الإرهاب وقانون حيازة الأسلحة، إضافة إلى القوانين المتعلقة بالإصلاحات الاقتصادية.