إسرائيل تتهم أبو مازن بـ«العودة لتاريخه الإرهابي» لرفضه اعتبار الحرم الإبراهيمي معلما يهوديا

المستوطنون يطالبون باستعادة موقعين يهوديين في الخليل

ابو مازن يخلع معطفه بمساعدة مرافقيه لدى وصوله الى اجتماع مع رئيسة المجلس الاوروبي في بروكسل امس (رويترز)
TT

في الوقت الذي يشعر فيه الفلسطينيون باعتداء تهويدي استيطاني جديد على مقدساتهم، عقب قرار الحكومة الإسرائيلية ترميم معالم أثرية في إسرائيل والضفة الغربية، واعتبارها معالم أثرية يهودية، شن وزراء إسرائيليون حملة تحريض شعواء على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، اتهموه فيها بـ«العودة إلى تاريخه الإرهابي». وقال أحدهم إن أبو مازن ليس رجل سلام حقيقيا، إنما يخبئ مواقفه الحقيقية وراء صياغات مخادعة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت في جلستها مطلع الأسبوع ترميم 150 معلما أثريا يهوديا، واعتبارها «مواقع ذات صفة تراثية مميزة»، والقيام بأعمال تطوير لتوسيعها وتحويلها إلى مواقع سياحية. ومن بين هذه المواقع الحرم الإبراهيمي في الخليل، وقبر راحيل (قرب مسجد بلال بن رباح) في بيت لحم وأسوار مدينة القدس.

ورفض أبو مازن القرار قائلا إن هذه مواقع في منطقة فلسطينية محتلة، والقرار الإسرائيلي يشكل اعتداء على الحق الفلسطيني. وتكلم مثله جميع الناطقين الفلسطينيين، طيلة أول من أمس.

ورد عشرة وزراء إسرائيليين بتصريحات معادية للرئيس الفلسطيني بشكل شخصي تندرج في إطار الحملة الإسرائيلية المنظمة ضده ورئيس حكومته، سلام فياض. فقال وزير البيئة، جلعاد أردان، المقرب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن أبو مازن لم يتحرر بعد من تاريخه كرجل إرهاب. وهو لا يعترف بالتاريخ اليهودي. وظهوره كرجل سلام في العالم يخفي وراءه شخصية سلبية تجاه اليهود.

وقال وزير التطوير الإقليمي، سلفان شالوم، إن الحرم الإبراهيمي هو منطقة يهودية اشتراها سيدنا إبراهيم من صاحبها عفرون الحيتي قبل 3700 سنة لقاء 400 شيكل من الفضة، وكذلك قبر راحيل، والرفض الفلسطيني يعني أنهم لا يعترفون بما ذكر في التوراة، المفترض أنها مقدسة لليهود والمسلمين والمسيحيين، وهذا الرفض يعني أن الرفض الفلسطيني للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية لم يأت من فراغ، إنما جاء ضمن موقف آيديولوجي يبشر باستحالة التفاهم على عملية سلام.

وقال وزير الإعلام، يولي أدلشتاين، إنه في كل مرة يخيب أمله أكثر وأكثر من الفلسطينيين الذين يسمون بالمعتدلين، أمثال أبو مازن وفياض. فهم يريدون التعامل مع اليهود كمواطني درجة ثانية هنا، كما كانوا يعيشون في ظل الإسلام كأهل ذمة.

وأما المستوطنون فبادروا لإضافة موقعين إلى اللائحة الحكومية، هما قبر روت الموآبية ونحلئيل، وكلاهما في منطقة تابعة إداريا وأمنيا للسلطة الفلسطينية، أحدهما في قلب الخليل والثاني في تل ميضة على طرف المدينة.

وانضمت أجهزة المخابرات للتحريض على السلطة ورئيسها، فحذر مصدر رفيع، أمس، من خطة فلسطينية لاستغلال هذا الموضوع الديني الحساس لإطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة. وقال «القادة الفلسطينيون بمن في ذلك أبو مازن وفياض، يحرضون ضد إسرائيل بسبب قرار ترميم المواقع الأثرية. وفي هذا يفتحون الباب إلى أعمال عنف في كل أنحاء المناطق الفلسطينية. واعتمد المصدر الأمني الإسرائيلي على تصريحات أبو أحمد، الناطق بلسان سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، الذي قال لصحيفة إسرائيلية إن المقاومة الفلسطينية سترد على قرار الحكومة الإسرائيلية بسلسلة عمليات مسلحة. وقال إن المقاومة لن تقصر عملياتها على المستوطنات في الضفة الغربية، بل في قلب إسرائيل. وقال «صحيح أننا لا نستطيع الوصول إلى إسرائيل حاليا بسبب التنسيق الأمني، لكن قوانين اللعب ستتغير في القريب، وسنتجاوز كل الحواجز التي تعوقنا».

وقال المصدر إن السلطة تحول الصراع إلى صراع ديني، وهذا خطير وبإمكانه تفجير الأوضاع من جديد بين الشعبين.