دمشق عشية زيارة الرئيس الإيراني: علاقاتنا الدولية تستند إلى مصالح شعبنا

نجاد سيلتقي فصائل فلسطينية وممثلين عن حزب الله وأمل في لقاءات منفصلة

TT

قالت مصادر مطلعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، عشية زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، إن سورية تقيم «علاقاتها الدولية بناء على مصالح شعبها»، وأنها ترتبط بعلاقات «استراتيجية مع إيران بالاستناد إلى مصالح البلدين». وأضافت المصادر أن سورية كانت دائما مؤيدة لحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، وقد دأبت على أن توضح للأميركيين والغربيين موقفها الداعي دائما إلى الحل السلمي للملف النووي الإيراني. فيما اعتبرت مصادر فلسطينية أن زيارة الرئيس نجاد إلى سورية اليوم «لتعزيز التحالف بين قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية»، وذلك بالتزامن مع تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمام مجلس الشيوخ الأميركي أمس، الذي قالت فيه: «بينا للسوريين الحاجة إلى تعاون أكبر في ما يتعلق بالعراق وإنهاء تدخلهم في لبنان ووقف إمداد حزب الله بالسلاح واستئناف المسار الإسرائيلي - السوري. وبشكل عام، أن تبدأ سورية بالابتعاد عن إيران». وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال السبت الماضي في رد على ما يقال بأن تحسين العلاقات مع أميركا سيكون على حساب العلاقات السورية - الإيرانية: إن «سورية تقيم علاقات مع كل دول العالم بما يخدم مصالح شعبها ولا تقبل شروطا من أحد تقيد علاقاتها الخارجية»، كما أن سورية «لا تفرض شروطا على الآخرين لتقييد علاقاتهم مع أطراف تعتبرها خصما».

وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، اعتبر المعلم في مؤتمر صحافي مؤخرا مع نظيره النمساوي مايكل شبيندليغر في دمشق أن العقوبات، التي يلوح بها الغرب «ليست حلا» و«ستعقد من فرص إيجاد حوار بناء بين إيران والغرب». وتابع المعلم: «ما زلنا نسعى لإيجاد حوار بناء بين إيران والغرب يؤدي إلى حل سلمي لهذا الملف»، معتبرا أن هذا الحوار يستند إلى مبدأين: الأول «حق إيران في استخدام الطاقة النووية لغايات سلمية»، والثاني «أن تثق دول المنطقة بأنه ليس لدى إيران برنامج نووي عسكري».

كما قال: «نحن نعتقد أن تطبيع العلاقات السورية - الأميركية أمر مهم للغاية لبناء أرضية لنتوصل في يوم ما مع إسرائيل إلى مفاوضات مباشرة».

وأقر الوزير السوري بأن العلاقات بين دمشق وواشنطن لا تتطور بسرعة، ولكن «الطرفين وضعا أسسها على سكة التطوير»، مشددا على أن سورية ستقوم بما عليها لتحقيق ذلك. وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز أكد الأربعاء الماضي رغبة الولايات المتحدة في تحسين علاقتها مع سورية بعد خمسة أعوام من التوتر، وذلك عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.

إلى ذلك، أكدت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيلتقي في دمشق، التي سيصلها اليوم، قياديين من فصائل المقاومة الفلسطينية، وقيادات لبنانية من حركة أمل وحزب الله، وقالت المصادر إن اللقاءات ستجرى بعد ظهر اليوم مع الفصائل الفلسطينية العشرة الموجودة في دمشق، وسيكون هناك ثلاثة لقاءات منفردة مع كل من قيادات من حركة حماس وقيادات من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، ولقاء آخر مع قيادات الفصائل الفلسطينية السبعة الأخرى، كما سيلتقي قيادات من حركة أمل وحزب الله اللبناني، ونفت المصادر أن يكون هناك لقاء عام يجمع الكل مع الرئيس نجاد، وقالت المصادر إن لقاءات الرئيس الإيراني مع قيادات المقاومة ستبحث «التهديدات الإسرائيلية وسبل مواجهتها وتعزيز التحالف بين قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة لمواجهة تلك التهديدات».

ومن جانبه، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط»: «إن زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق تأتي تضامنا مع سورية وقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية على خلفية التهديدات الصادرة عن إسرائيل»، ورأى أن «لقاء أحمدي نجاد مع قياديي قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية يدل على أن طهران ستدعم هذه القوى في حال تعرضت لأي عمل عدواني من إسرائيل».

ومن المنتظر أن يعقد الرئيس السوري بشار الأسد جلسة مباحثات مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد قبل ظهر اليوم، تتناول العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية والدولية، كما يشارك في احتفال ديني بذكرى المولد النبوي الشريف، بحسب ما ذكره بيان رسمي.