لأول مرة.. جلسات عاصفة للبرلمان الكردستاني لمناقشة ميزانية الإقليم

الشارع الكردي يرحب بالمعركة التي فجرها أول عرض شفاف لموازنة الحكومة

موكب انتخابي يشق طريقه في شوارع أربيل أمس (رويترز)
TT

يشهد البرلمان الكردستاني منذ أيام نقاشات ساخنة حول الميزانية السنوية التي عرضتها حكومة الإقليم على البرلمان، وهي المرة الأولى في تاريخ الإقليم التي تعرض فيها الحكومة ميزانيتها السنوية بشكل شفاف وتثير هذه «المعركة» البرلمانية.

وكان أعضاء كتلة التغيير المعارضة قد قدموا الكثير من الاعتراضات على أبواب الميزانية، ولجأوا إلى الضرب على الطاولات احتجاجا على عدم تخصيص الوقت الكافي أمام البرلمانيين لمناقشة القانون. وقاطعوا أول من أمس الجلسة الصباحية احتجاجا على طرد المصورين الصحافيين من قاعة البرلمان وحرمانهم من تغطية المناقشات الجارية داخل القاعة، وتضامن معهم أعضاء كل من كتلتي الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية.

وكان البرلمان الكردستاني قد استهل جلساته بمناقشة مشروعين لتعديل رواتب الدرجات الخاصة والعليا، ثم مناقشة تقرير لجنة التحقيق في أوضاع الجامعات الأهلية، وكرس الجلسة المسائية ليوم الاثنين لبدء مناقشة قانون الميزانية، ولكن بسبب احتدام المناقشات واعتراض نواب كتلة التغيير على عدد من بنود الميزانية ولجوئهم إلى الضرب على الطاولات، أجل رئيس البرلمان الجلسة إلى صباح الثلاثاء.

ورحب معظم من استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم في الشارع الكردي بخطوة حكومة الإقليم الحالية بالكشف عن ميزانيتها، واعتبروها «خطوة مهمة» على طريق مكافحة الفساد.

ويقول جمال حسين وهو أحد القياديين في حزب كادحي كردستان في أربيل: «إن القائمة الكردستانية أطلقت خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة وعدا بأن تكشف حكومة الإقليم عن ميزانيتها بصورة شفافة، وقد وفى الدكتور برهم صالح، رئيس القائمة آنذاك الذي يتولى حاليا رئاسة الحكومة، بوعده وبادر في خطوة شجاعة بالكشف عن ميزانية حكومته، وهذا يحدث لأول مرة في إقليم كردستان منذ تشكيل أول حكومة محلية منذ ثمانية عشر عاما، لذلك ينبغي تقدير هذه الخطوة».

من جهته يعتقد جلال عبد الرحمن (كاسب) «أنها المرة الأولى التي تخرج فيها الميزانية من جنح الظلام إلى المكاشفة الجماهيرية، وهذه خطوة مهمة جدا ينبغي التوقف عندها، لأنها ستقرب الصلة بين الحكومة والجماهير. وما يجري داخل البرلمان اليوم هي ظاهرة صحية وديمقراطية تماما، ولكن يجب أن تكون بعيدة عن المزايدات أو استغلالها لمصلحة دعايات انتخابية».

ويبدي كمال حسن (صاحب متجر لبيع المواد الكهربائية) إعجابه الشديد بأداء كتلة المعارضة داخل البرلمان الكردستاني خصوصا دفاع أعضائها عن موارد الشعب ويقول: «إن كتلة التغيير أحدثت فعلا تغييرا جذريا داخل البرلمان، والمعركة الحالية تبعث على ارتياحنا التام، خصوصا أنها تدور حول أموال الشعب، ونحن متفائلون بأن جميع قرارات وقوانين البرلمان من الآن فصاعدا ستشهد المزيد من هذه المعارك السياسية التي ستعم بفائدة كبيرة على الإقليم، الآن أشعر بأنه يوجد ممثلون حقيقيون للشعب داخل البرلمان».

وعبر ريدار بكر (صحافي) عن اعتقاده بأن الميزانية «شفافة إلى درجة كبيرة، وأعتقد أن جزءا من المعركة التي تخوضها المعارضة لها علاقة بالدعاية الانتخابية، ومع ذلك فمن حق المعارضة أن تناقش الميزانية وأن تتعارك من أجل كشف الغموض عنها».