«14 آذار» تطلب مشاركة الجامعة العربية في طاولة الحوار حول سلاح حزب الله

نائب يعتبر أن خطاب نصر الله «وضع حدا للغطرسة» الإسرائيلية

TT

استمر السجال الداخلي اللبناني حول كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الأخير بين مؤيد اعتبره «دفاعا عن لبنان» ومعارض يتخوف من «جر لبنان إلى حرب لا يريدها».

ورأى عضو كتلة حزب الله النائب حسن فضل الله أن «قرار الحرب في المنطقة في يد الإدارة الأميركية أولا، ومن ثم التنفيذ بيد الجيش الإسرائيلي، ولم تُشن حرب في المنطقة إلا بقرار أميركي وتنفيذ إسرائيلي منذ 1982 على الأقل، ونحن في يدنا خيار الدفاع». وقال: «عندما يتحدث قائد عربي ولبناني بمستوى السيد نصر الله، إنما ينطق باسم شعب وجمهور واسع انتمى إلى هذه المقاومة والتزم خيارها، ونحن نتحدث عن خطاب بمستوى التحولات في المنطقة ويرفع القيمة الوطنية اللبنانية ويرفع المستوى اللبناني إلى حد الندية مع الكيان الإسرائيلي، الدولة الأقوى في الشرق الأوسط»، معتبرا أن «هذا الخطاب وضع لبنان في مصاف الدول المحترمة في المنطقة والعالم ومصاف الدول التي لا تستباح أرضها».

وردا على سؤال حول الموقف الرسمي مما قاله نصر الله أجاب: «البيان الوزاري واضح ولا يحتاج إلى تعليق أو تفسير، وموقف الدولة اللبنانية يعبر عنه مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية ومجلس النواب»، وأضاف: «نحن نعبر عن شريحة واسعة من الشعب اللبناني، وهناك قوى حليفة لنا على المستوى الوطني، ولا أحد يستطيع أن يختصر الشعب أو أن يصادر الشعب الذي له قواه النيابية التي انتخبها». ورأى فضل الله أن «جميع اللبنانيين لا يريدون الحرب ولا القيام بحرب، ولا أحد يقول إنه يريد أن يقوم بحرب، ولكن إذا فُرضت الحرب فهناك منطقان في البلد، وانتخابات 7 حزيران (يونيو) لم تكن تصويتا ضد خيار الدفاع عن لبنان، ولكنها تصويت سياسي على حسابات داخلية». وأضاف أن «التكتلات السياسية ذابت داخل الحكومة، وبقيت فئة قليلة معروف موقفها التاريخي من المقاومة، ومعروفة رؤيتها، وما زالت هذه الفئة تعبر عن وجهة نظرها، ولا تستطيع أن تشمل كل قوى (14 آذار) التي لها موقف موحد تجاه هذا الأمر». وعن تهديدات إيران مقابل التهديدات الإسرائيلية قال: «عندما تحذر إيران من التهديد الإسرائيلي للبنان، يعني هذا أن إيران تقف إلى جانب لبنان وتنبه إلى المخاطر الإسرائيلية، وليس فقط إيران التي تنبه؛ هناك كثير من المواقف العربية ومن دول العالم، أما على مستوى القراءة السياسية، فلا نرى أن هناك مؤشرات على اشتعال حرب في لبنان وفي المنطقة نتيجة التعقيدات التي تواجها إسرائيل، وأعتقد أن خطاب الأمين العام لحزب الله ألجم المنطق الإسرائيلي ووضع حدا للغطرسة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية».

ورأت هيئة التبليغ الديني في دار الإفتاء الجعفري أن خطاب نصر الله «قد جعل العدو الصهيوني وسياسييه يكفون عن تهديد لبنان»، مشيرا إلى أنه «كان لا بد للمقاومة من أن تقف بوجهه»، لافتا إلى أن «تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لسورية ليس إلا هروبا مما قاله السيد نصر الله».

في المقابل، اعتبرت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» أن «السجال المتجدد الذي أطلقه خطاب الأمين العام لحزب الله الأسبوع الماضي حول موضوع الحرب والسلم في المنطقة وحول سلاح المقاومة»، يؤكد مطلبها «المتكرر بضرورة انعقاد طاولة الحوار الوطني لبتّ هذا الموضوع في إطار ما سمي الاستراتيجية الدفاعية، خاصة في ظل الأجواء المضطربة من حولنا». وشددت الأمانة العامة على «ضرورة مشاركة الجامعة العربية في بحث هذا الموضوع - وفقا لما تقرر في اتفاق الدوحة - لأن قضية الدفاع عن لبنان هي أيضا قضية عربية»، وذكرت بأن «تجنب الأخطار، هو المدخل إلى أي استراتيجية دفاعية من جهة، وبأن حماية لبنان على هذا الأساس تؤسس لتضامن وطني لبناني متين من جهة أخرى».

وشدد النائب أحمد فتفت عضو كتلة «المستقبل» التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري على أن «إسرائيل هي عدو لبنان» واعتبر «قضية مواجهة إسرائيل قضية عربية بالدرجة الأولى»، رافضا أن «يعمل أحد للاستيلاء على هذه القضية وتسويقها بحجة الدفاع عنها». وقال: «لا نرضى بأن يكون لبنان ساحة لتصفية الحسابات الدولية وأن يتم تدميره تحت أي حجة كانت».