ألف قتيل في الجيش الأميركي منذ غزو أفغانستان

مسلحون يقتلون مسؤولا حكوميا في قندهار

TT

تخطت خسائر الجيش الأميركي عتبة الألف قتيل خلال ما تسميه بـ«الحرب على الإرهاب»، التي بدأتها أواخر عام 2001 بغزو أفغانستان، عقب أحداث 11 سبتمبر (أيلول). وقال موقع «آي كاجولتيز.أورغ» المستقل: إن ألف جندي أميركي قتلوا في إطار عملية «الحرية الدائمة الدولية لمكافحة الإرهاب، التي بدأت قبل أكثر من ثماني سنوات في أفغانستان»، حسب ما جاء في وكالة الأنباء الفرنسية أمس. وأوضح الموقع المستقل الذي يحصي الخسائر العسكرية الأميركية في أفغانستان والعراق، أن 54 جنديا أميركيا قتلوا منذ مطلع عام 2010 حتى الآن في أفغانستان. وسجلت آخر الخسائر الأميركية التي أعلنت عنها وزارة الدفاع (البنتاغون) في 19 فبراير (شباط) الحالي، مقتل الضابط غريغوري ستولتز (22 عاما)، بالرصاص، في إقليم هلمند الجنوبي.

وبلغت الحصيلة الرسمية لإجمالي القتلى، التي أعلنتها وزارة الدفاع الاثنين الماضي، 990 قتيلا في أفغانستان، وعادة لا يدرج في الحصيلة الرسمية أي قتلى إلا بعد 24 ساعة على الأقل من إبلاغ ذويهم. وخلال 2009 قتل ما مجموعه 520 جنديا أجنبيا في أفغانستان، بينهم 316 أميركيا، لتصبح 2009 هي السنة الأسوأ للقوات الأميركية منذ الغزو. وسجلت أكبر الخسائر في صفوف القوات الأميركية والتحالف في ولايتي هلمند وقندهار المتجاورتين. وتأخذ حصيلة الألف قتيل أميركي في الاعتبار عشرات الموظفين الذين قتلوا خارج أفغانستان؛ في باكستان، والقرن الأفريقي، في إطار ما تسميه الولايات المتحدة عملية «الحرية الدائمة». من جهته، حذر رئيس أركان الجيوش الأميركية، الأميرال مايكل مولن، من أن الجيش الأميركي يمكن أن يمنى بخسائر إضافية؛ حيث تواجه حملة تشنها قوات التحالف في مدينة مارجا، معقل حركة طالبان في ولاية هلمند (جنوبا)، مقاومة شديدة. وقال: «علينا أن نتسلح بالشجاعة أيا تكن النجاحات التي نحققها، وأن نتوقع أياما أصعب في المستقبل». وبدأت واشنطن حروبا على مناطق في العالم الإسلامي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، تحت ستار هذه العملية. وفي إطار متصل، قتل ثمانية مدنيين أفغان على الأقل، وأصيب 16 آخرون بجروح أول من أمس (الثلاثاء)، جراء انفجار قنبلة كانت مخبأة في دراجة هوائية في هلمند. ووقع هذا الهجوم في لشكر جاه، عاصمة هلمند، حيث يشن 15 ألف جندي من قوات الناتو والقوات الأفغانية هجوما واسع النطاق منذ 10 أيام ضد حركة طالبان. وقال قائد شرطة الولاية: «لا نعرف بوضوح الهدف من وراء الانفجار». إلى ذلك، قتل مسلحان مسؤولا إقليميا في جنوب أفغانستان أمس. وقال محمد شاه فاروقي، نائب رئيس شرطة الإقليم، إن عبد المجيد باباى، مدير إدارة المعلومات والثقافة في إقليم قندهار، لقي حتفه إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية في مدينة قندهار. وأضاف، إن باباى كان في طريقه إلى مكتبه صباح أمس عندما تعرض للهجوم.

مضيفا، إن الشرطة بدأت في ملاحقة المسلحين في المنطقة. ولم تعلن أى جهة، على الفور، مسؤوليتها عن الحادث، ولكن أحد أقارب باباى، ويدعى عبد القادر، قال إنه قتل «بسبب دوره في الحكومة الإقليمية». ويقوم مسلحو طالبان بقتل عدد من المسؤولين الحكوميين، في إطار تمردهم ضد القوات الأمنية بقيادة حلف شمال الأطلسى (الناتو) والقوات المسلحة الوطنية.

وفى إقليم هلمند المجاور، دخلت العملية العسكرية الكبيرة التي تشنها القوات الأفغانية وقوات الناتو في بلدة مارجا في مقاطعة ناد علي، التي تعد إحدى معاقل طالبان الرئيسية، يومها الثاني عشر. ويشارك نحو 15 ألف جندي من القوات الأفغانية وقوات الناتو في العملية التي يطلق عليها اسم «مشترك»، والتي تعد أكبر عملية عسكرية منذ الإطاحة بنظام طالبان في أواخر عام 2001. ومن ناحية أخرى، صرح محبوب الله سعيد، المتحدث باسم حاكم الإقليم، بأن مسلحي طالبان هاجموا ليلة أول من أمس منزل أحد قادة التمرد السابقين، الذي انضم للقوات الحكومية. وقال سعيد، إن سيد مراد، وأحد رجاله أصيبا في منطقة شارداراه، في إقليم قندوز، في حين أخذ المسلحون رهينتين من رجاله. وأضاف، لقد قتل ثلاثة من مسلحي طالبان خلال تبادل لإطلاق النار. وكان مراد قائدا لجماعة في قرية قصاب في المنطقة نفسها، وذلك خلال العمليات التي تستهدف قوات الناتو والقوات الأفغانية، وذلك حتى الأسبوع الماضي، حيث غير اتجاهه و25 من المقاتلين المسلحين الأحد الماضي وانضموا إلى الحكومة. وقد رفع العلم الوطني في قريته، وعينته حكومة الإقليم رئيسا للأمن في المنطقة. ووفقا لمبادرة السلام الجديدة التي يؤيدها الغرب، فإن الحكومة الأفغانية أعلنت أنها سوف توفر الحماية والوظائف وحوافز اقتصادية أخرى لمقاتلي طالبان، مقابل تخليهم عن العنف.