الرئيس النيجيري يعود للبلاد وتأجيل البت في مسألة انتقال الحكم

يارادوا سيقضي نقاهة بعد 3 أشهر من العلاج

عمر يارادوا (ا.ب.ا)
TT

عاد الرئيس النيجيري عمر يارادوا أمس إلى بلاده بعد ثلاثة أشهر قضاها في جدة بالسعودية لتلقي العلاج، مما تسبب في فراغ في السلطة لا سابق له في أكبر دولة أفريقية من حيث تعداد السكان. وعلى الفور أعلنت الرئاسة أن غودلاك جوناثان القائم بأعمال الرئيس سيواصل إدارة شؤون الدولة في الوقت الذي يتعافى فيه الرئيس يارادوا بعد العلاج الطبي. وقال متحدث باسم يارادوا في بيان: إن «الرئيس يارادوا يود أن يؤكد من جديد لكل النيجيريين أنه بفضل دعواتهم التي لم تتوقف وبنعمة خاصة من الله، تحسنت صحته بشكل كبير، لكن نائب الرئيس جوناثان سيواصل الإشراف على شؤون الدولة في الوقت الذي يستكمل فيه الرئيس نقاهته».

وفور عودة الرئيس أجل جوناثان اجتماعا أسبوعيا لمجلس الوزراء، واستدعى بدلا من ذلك الوزراء إلى لقاء خاص. وأبلغ أمين عام الحكومة محمود يايالي أحمد، الوزراء أمس أن جوناثان طلب منه إعلان تأجيل الاجتماع الأسبوعي والدعوة للاجتماع الخاص مؤكدا للوزراء أن «الحضور إجباري».

ودفع غياب يارادوا، 58 عاما، نيجيريا صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء إلى حافة أزمة دستورية وهدد بإصابة عمل الحكومة بالشلل، إلى أن أدى جوناثان اليمين الدستورية كقائم بأعمال الرئيس قبل نحو أسبوعين. وتولى جوناثان منذ ذلك الوقت زمام الأمور وغير وزراء وتعهد بمعالجة النقص المزمن في الكهرباء. وقال بعض السياسيين: إنه قد يحظى بتأييد لترشيح نفسه للرئاسة في الانتخابات المقررة في أبريل (نيسان) من العام المقبل.

ويقول محللون: إن القريبين من يارادوا ازدادوا قلقا إزاء سلوك جوناثان الجازم بعد اعتراف مجلسي الشيوخ والنواب به كقائم بأعمال رئيس الدولة قبل أسبوعين ويريدون عودة الرئيس بسرعة. وذكر بيان أصدره مجلس الشيوخ في التاسع من فبراير (شباط) الحالي أن جوناثان لن يصبح قائما بأعمال الرئيس فور أن يخطر يارادوا خطيا رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب أنه عاد من «العطلة الطبية».

ولكن الساسة النيجيريين كانوا مرنين في قراءتهم للدستور خلال الأزمة. وقال مصدر حكومي قريب من يارادوا: إن «قرار مجلس الشيوخ واضح جدا. فهو يقول إن الرئاسة بالإنابة تنتهي فور أن تطأ قدم الرئيس أراضي نيجيريا. لدينا الآن رئيس ونائب رئيس. بإمكان الرئيس أن يختار تفويض مهامه أو تنفيذها بشكل مباشر».

وظهرت خلافات بين أنصار يارادوا من جهة ووزراء يشعرون أنه يتعين عليه التنحي من جهة أخرى.

وأفاد شهود عيان أن طائرتين وصلتا إلى جناح الرئاسة في مطار نامادي أزيكوي الدولي في أبوجا في الساعات الأولى من صباح أمس، وكان في انتظار إحداهما سيارة إسعاف غادرت تحت حراسة مشددة من الشرطة بعد ذلك. واصطف الجنود على جانبي الطريق الرئيسي من المطار إلى المدينة، وهو إجراء معتاد عندما يتحرك الرئيس.

وبإمكان جوناثان الاستمرار كقائم بأعمال الرئيس إلى أن يتماثل يارادوا للشفاء ويكون مؤهلا بما يكفي لاستئناف مهامه.

وإذا كانت حالته خطيرة إلى حد يجعله عاجزا عن مباشرة مهامه فقد يتنحي مما يتيح لجوناثان أداء اليمين كرئيس وتعيين نائب جديد. وكان يارادوا يتلقى العلاج من التهاب في الغشاء المحيط بالقلب يمكن أن يحد من انتظام ضربات القلب، ومعروف عنه أيضا إصابته بمرض مزمن في الكلى.