أستراليا لإسرائيل في قضية المبحوح: تزوير الجوازات ليس عمل أصدقاء

ردت بطريقة حادة ومختلفة عن الدول الأوروبية

TT

لأول مرة منذ اكتشاف الجوازات المزورة أو المنسوخة التي استخدمها قتلة محمود المبحوح، أحد مؤسسي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في دبي، تعاملت أستراليا بطريقة مختلفة عن طرق الدول الغربية وتوجهت إلى إسرائيل بشكل مباشر تطلب منها تفسيرا واضحا حول الجريمة وتبعاتها.

فقد صرح رئيس الوزراء الأسترالي، كوين رود، الذي يعتبر صديقا حميما في إسرائيل، أن هذا الموضوع خطير للغاية، وبلاده لن تسكت عليه وستقلب كل حجر حتى تعرف الحقيقة. وأعلن أن وزير الخارجية في حكومته، ستيفن سميث، استدعى السفير الإسرائيلي في كنبرا، يوفال روتم، وأبلغه غضب بلاده من استخدام الجوازات الأسترالية وطلب منه أن يقدم في جلسة قادمة تفسيرات توضح ما جرى. وقال له إنه إذا اتضح أن إسرائيل تقف وراء هذه العملية، فإنها سترى استخدام جواز السفر الأسترالي كعمل غير ودود يتناقض مع الصداقة الحميمة التي تربط بين البلدين، «فليس بهذه الطريقة يعامل الأصدقاء».

وصدم الإسرائيليون بشكل عام من الرد الأسترالي، وتوجهه المباشر إلى إسرائيل مع أن أحدا لم يقل إن إسرائيل متهمة بشكل مباشر في تنفيذ الجريمة. لكن مصدرا عمل في الخارجية الإسرائيلية إلى وقت قريب، قال إن الرد الأسترالي لم يفاجئه. وأضاف: «من يعرف ألف باء في السياسة الدولية يعرف أن الأستراليين مثل الأميركيين بالضبط لا يحبون أن يتم التعامل معهم على هذا النحو، فهم حساسون للغاية، ولديهم شعور بالعظمة كجزء من التحالف الأميركي البريطاني الأسترالي، ويشعرون بأن مثل هذا التوجه معهم يشكل طعنة في الظهر من أصدقائهم». وتابع هذا المصدر قائلا إنه يصدق تصريحات رود ويعتقد أن الرد الأسترالي سيكون قاسيا، وليس كما هي الحال في أوروبا. وكانت شرطة دبي قد تحدثت أول من أمس عن تورط 15 شخصا إضافيا في عملية الاغتيال، بينهم ثلاثة حملوا جوازات سفر أسترالية. وقال رود إن مخابراته تعمل ليل نهار مع شرطة دبي لاعتقال المجرمين. من جهة ثانية، أفادت شركة ملابس إسرائيلية تنتج قمصان «تي - شيرت»، أنه منذ الكشف عن عملية اغتيال المبحوح، تضاعف عدد القمصان التي تحمل اسم «الموساد» (جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية). وقال عيران دافيدوف، مدير المصنع، إن طلبيات كثيرة تتدفق عليه من مختلف أنحاء العالم، حيث إن الشباب في الغرب يحب التحديات. وواضح أنه بعد هذه العملية، بات الشباب في إسرائيل وفي كثير من دول الغرب يعشقون «الموساد»، لذلك زاد الطلب. يذكر أن هناك عدة قمصان تحمل اسم «الموساد» مكتوب إلى جانب صورة مسدس، تشبها بأفلام جيمس بوند. إلى ذلك، تكشف في دبي أمس أن 3 فلسطينيين وليس اثنين كما ذكر سابقا، معتقلون على خلفية اغتيال المبحوح في 20 يناير (كانون الثاني). ونسبت صحيفة «الاتحاد» المحلية أمس إلى مصدر قالت إنه رفيع المستوى في شرطة دبي ومطلع على سير التحقيقات في قضية الاغتيال، القول إن التحقيقات والتحريات التي تجريها شرطة دبي تشمل ثلاثة فلسطينيين، منهم اثنان سلمهما الأردن، والثالث لم يعلن عنه ولا عن كيفية اعتقاله. وحسب المصدر فإن أحد هؤلاء ثبت تورطه.

وكشف المصدر للصحيفة عن وجود شخصين آخرين يضافان إلى الـ26 المشتبه بهم الذين أعلنت هوياتهم. وأضافت الصحيفة أن المصدر لفت خلال حديثه مع مراسلها إلى أن عدم الإعلان عنهما حتى الآن يعود إلى حرص شرطة دبي على التأكد والدقة.