حرب بين وزارة الإعلام الإسرائيلية وصحيفة «يديعوت أحرونوت»

أدلشتاين: «الجزيرة» تتفهم حقنا في الدفاع عن النفس أفضل من الجماعات اليسارية

TT

تدور في إسرائيل رحى معركة بين وزير الإعلام والشتات يولي أدلشتاين ووسائل الإعلام الإسرائيلية، لا سيما صحيفة «يديعوت أحرونوت» كبرى الصحف الإسرائيلية، سببها الانتقادات التي وجهتها إلى «موقع العلاقات العامة» الذي أنشأه بغرض تحسين صورة إسرائيل ومجابهة الرأي العام العالمي الذي يدين سياساتها العدوانية. ووصفت الصحيفة هذه الحملة بأنها سيئة الإدارة والتوجيه. وفي إطار هذه الحملة، يطلب أدلشتاين من الجمهور الإسرائيلي الذي يسافر إلى الخارج أن يتحول إلى مشارك فاعل في الدفاع عن إسرائيل.

ورد أدلشتاين بهجوم سافر على قوى اليسار عموما في إسرائيل وادعى أن هذا اليسار بشكل عام وحركة «السلام الآن» بشكل خاص يخدمان أعداء إسرائيل. وقال إن وسائل الإعلام الدولية تتفهم إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها أفضل من الجماعات اليسارية. وأضاف: «حتى قناة (الجزيرة) تتفهم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أفضل من اليسار في إسرائيل الذي تقوده حركة (السلام الآن)».

وتابع القول إن اليسار الإسرائيلي لا يكتفي بتجاهل دوافع السياسة الإسرائيلية، بل يمارس تحريضا دمويا عليها. وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أول من أمس، قال إن العالم يتغذى من الأفكار المسبقة المغلوطة عن إسرائيل، وإن قسما كبيرا من هذه الأفكار يبثها ويروج لها اليسار الإسرائيلي. وقارن أدلشتاين بين هذه القوى وبين قناة «الجزيرة» وخرج بالاستنتاج أن «الجزيرة» أفضل لإسرائيل منهم. وقال أدلشتاين إن قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية تدرك حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أكثر من اليسار الإسرائيلي و«السلام الآن». وأضاف: «طلبوا مني أن أجري حوارا لشبكة (الجزيرة) في لندن، وبالفعل وافقت وقمت به؛ لأن من كان يجلس أمامي في الاستوديو صحافي لم ينتقد حملة الحكومة الإعلامية كما انتقدها اليسار الإسرائيلي، فـ(الجزيرة) تدرك حقنا في الدفاع عن نفسنا أكثر منهم».

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية تحاول تجنيد المواطنين الإسرائيليين الذين يسافرون إلى الخارج لكي يساهموا في تحسين صورة إسرائيل السيئة في الخارج. وتترافق هذه الحملة مع هجوم شرس على منظمات حقوق الإنسان التي زودت لجنة غولدستون بالمعلومات عن ممارسات جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وعلى اليسار الذي ينتقد سياسة الحكومة. وردت «يديعوت أحرونوت» على موقعها على الإنترنت، بالقول: «إننا جميعا شاهدنا خلال الأسابيع الماضية دعاية الجمل ونشرات من وزارة الإعلام والشتات، تذكرنا بصورة العالم الثالث التي نجحنا في تحقيقها في العالم الخارجي. إضافة إلى أنه طلب منا جميعا أن نتعلم كيف نحسن صورة إسرائيل عبر موقع أنشئ خصيصا لهذا الغرض». وقالت: «لكن نظرة متفحصة على هذا الموقع تكشف أن كثيرا من الآراء التي سندافع عنها، ليسن محط إجماع وطني. وفي الحقيقة إنها تعكس في الأساس وجهة نظر اليمين في الطيف السياسي الإسرائيلي الذي يسيطر الآن».