تشكيل لجنة للتحقيق في استهداف المسيحيين في نينوى.. ودعوات لتسليحهم

بطريرك السريان الأنطاكي للمالكي: لا نستبعد تواطؤ مسؤولين حكوميين

TT

شكلت الحكومة العراقية أمس الخميس لجنة تحقيق ومتابعة فورية للاعتداءات التي تستهدف المسيحيين في محافظة نينوى، وأسفرت عن مقتل ثمانية منهم في غضون خمسة أيام، بينهم عائلة من ثلاثة أشخاص قبل ثلاثة أيام.

وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ في بيان إن «الحكومة العراقية تتابع الاستهداف الوحشي الذي يتعرض له المسيحيون في محافظة نينوى من قبل قوى إرهابية شريرة تستبيح قتل الإنسان العراقي في محاولة لزرع الشقاق بين العراقيين». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أضاف الدباغ أن «استهداف المسيحيين يعتبر تهديدا للدولة العراقية لما يمثله المسيحيون من مكون أصيل من مكونات شعبنا العزيز». وقال إن «رئيس مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة تحقيق ومتابعة فورية لتوفير إجراءات أمن إضافية لحماية الأفراد والممتلكات والمؤسسات الدينية المسيحية، والتحقيق مع نقاط الحماية التي حدثت عمليات الاستهداف بالقرب منها».

وتأتي هذه الإجراءات بعد أن أعرب البابا بنديكتوس السادس عشر عن ألمه الكبير إزاء استمرار جرائم قتل مسيحيين في الموصل. وقالت إذاعة «الفاتيكان» وصحيفة «لوسيرفاتوري رومانو» إن البابا «تبلغ بألم كبير استمرار تعرض المسيحيين للقتل في مدينة الموصل». وأضافت الإذاعة والصحيفة أن البابا «قريب من خلال الصلاة من الذين يعانون من عواقب العنف».

إلى ذلك، طالب بطريرك السريان الأنطاكي إغناطيوس يوسف الثالث يونان المالكي «بالضرب بيد من حديد» لمحاربة أعمال القتل التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل، متهما مسؤولين عراقيين بالتواطؤ فيها. وقال البطريرك في رسالة وجهها إلى المالكي «ألم يحن الوقت لكي تقوم حكومتكم في (دولة القانون) بالضرب من يد من حديد، فتعاقب المجرمين والمتواطئين معهم في الموصل؟». واستغرب البطريرك الحجج التي يسوقها المسؤولون الحكوميون عن سبب تعرض المسيحيين للقتل، مؤكدا «اننا لا نستخلص من عجزهم سوى التواطؤ في عملية تفريغ مدينة الموصل من المسيحيين القاطنين فيها منذ قرون». وتساءل البطريرك «لماذا لا يعطى المستهدفون الأبرياء سلاحا للمدافعة عن أنفسهم» في ظل عجز السلطات عن القيام بذلك «عوض أن يذبحوا كالنعاج»؟.