السودان: معارك في دارفور بعد يوم من اتفاق الدوحة.. وانسحاب منظمة إنسانية

سلفا كير يدشن حملته الانتخابية أمام ضريح قرنق: موسيقى الشماليين جميلة وليتهم يعاملوننا بمثل جمال موسيقاهم

TT

لم تمض ساعات من توقيع اتفاق في الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في دارفور.. حتى اندلعت معارك في دارفور بين قوات من الجيش السوداني ومتمردين في الإقليم.

وتأتي الاشتباكات في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الرئيس السوداني انتهاء الحرب في المنطقة خلال احتفالات باتفاق الهدنة. وقالت منظمة المساعدات الفرنسية (أطباء العالم) أنها اضطرت إلى وقف عملياتها بسبب القتال في منطقة جبل مرة بوسط الإقليم أول من أمس، لكنها لم تقل من هم المتقاتلون. وأضافت أن أكثر من مائة ألف شخص تشردوا بسبب القتال في المنطقة في الأيام القليلة الماضية. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش السوداني.

وقال جيش تحرير السودان - وهو جماعة متمردة في دارفور - إن القوات الحكومية هاجمت ثلاثة أماكن على الأقل في المنطقة الجبلية أمس، منها بلدة ديربات. وقال إبراهيم الحلو المتحدث باسم الجماعة إن معارك ضارية دارت حتى وقت متأخر من الليل. وأضاف أن «الحكومة السودانية هاجمت بأعداد كبيرة تدعمها طائرات أنتونوف وطائرات هليكوبتر ومقاتلات من طراز ميج». وقال: «إن هذا هو السلام الذي تعرضه الحكومة».

من جهة اخرى دشن سلفا كير النائب الأول للرئيس السوداني ومرشح الحركة الشعبية لرئاسة حكومة جنوب السودان في الانتخابات المقبلة حملته الانتخابية من أمام ضريح مؤسس الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق في مدينة جوبا عاصمة الجنوب، وبدا سلفا كير واثقا من فوزه بالمنصب في الانتخابات المقبلة، ودعا إلى وحدة وتماسك مواطني الجنوب، وحض رجال الدين على إشاعة قيم التساكن واحترام التعدد.

وتعهد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ببذل جهود مضاعفة لتنمية الإقليم وزيادة مشاركة المرأة في أجهزة الحكم إلى 30%، وهاجم سلفا كير حكومات الخرطوم المتعاقبة، وقال: «إنها كانت تستخدم مواطني الجنوب لتجربة الأسلحة الجديدة»، واتهم رئيس الحركة الشعبية شريكه في الحكم حزب المؤتمر الوطني بالتهرب من التحول الديمقراطي.

وذكر سلفا كير أن «ملايين الجنوبيين قضوا من دون مبرر» خلال حرب الجنوب. وأعاد سلفا كير للأذهان أوضاع الجنوب قبيل توقيع اتفاق السلام، وقال: «كان مواطنونا مجموعة جياع ونازحين». وتعهد ببسط الحريات في الجنوب وكفالة كل أشكال التعبير الخالية من العنف واستخدام السلاح، قاطعا بعدم الارتداد إلى الحرب، وقال إنه سيتبنى رؤية لإدارة الجنوب تجنبه الأزمات، ونفى وجود مشكلات قبلية تهدد مستقبل الجنوب، وقال إن حكومته تمكنت من «اجتثاث الفساد». وبدا سلفا واثقا من حصوله على أصوات الجنوبيين، لافتا إلى تضحياته وانخراطه في العمل من أجل الجنوب منذ الصغر. وسمى سلفا كير نائبه في حكومة الجنوب رياك مشار نائبا له في حكومة الجنوب حال فوزه برئاستها، ودعا الجنوبيين للتصويت لمرشح الحركة لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان، قبل أن يصفه بأنه «أصيل في الحركة وليس جلابي»، وقال إن عرمان عمل تحت قيادته منذ عام 1987، وإنهما دخلا «الكرمك سويا»، في إشارة إلى استيلاء الحركة الشعبية على مدينة الكرمك على الحدود السودانية الإثيوبية إبان الحرب في الثمانينات من القرن الماضي.

وتفاعل سلفا كير مع فقرات غنائية قدمها الفنان السوداني محمد وردى، وقال: «موسيقى الشمال جميلة، ليتهم يعاملوننا بمثل جمال موسيقاهم». ووصف سلفا، الراحل قرنق بأنه «رمز الوحدة والسلام»، وشدد على التمسك بمبادئه والإخلاص لها.

في غضون ذلك، أعلن قيادي في المعارضة السودانية أن أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء «تحالف أحزاب إعلان جوبا» ترفض بشدة منشورا أصدرته المفوضية القومية للانتخابات مؤخرا لتنظيم الحملات الانتخابية للأحزاب والمرشحين «لأنه يصادر الحريات». وقال كمال عمر الأمين السياسي بحزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي في تصريحات إن المعارضة سترفع مذكرة رفض للمفوضية عبر موكب تسيره إلى مبنى المفوضية بعد غد الأحد.

وطالب المنشور بعدم قيام أي مرشح أو حزب سياسي بأي عمل من شأنه تأجيج الصراعات وإثارة الفتن والدعوة للكراهية، ونادى المنشور الأحزاب السياسية والمرشحين عند تنظيم الحملة الانتخابية أو اللقاءات بالحصول على الموافقة من السلطة المختصة قبل وقت كاف لا يقل عن 72 ساعة، ويجب أن يقدم الطلب بواسطة رئيس الحزب أو المرشح أو من يفوضه ممهورا بتوقيعه وخاتمه ومبينا فيه النشاط المطلوب، كما نادى المنشور الأحزاب السياسية أو المرشح في حالة المحاولة لتسيير المواكب بالحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة، وأكد المنشور أنه يجوز للسلطة المختصة رفض الموافقة على الزمان أو المكان المحدد مع ذكر سبب قرار الرفض. وطالب المنشور الأحزاب السياسية والمرشحين بعدم وضع الملصقات واللافتات الانتخابية على الأماكن الخاصة، والعمل على إزالة الملصقات والدعاية الانتخابية خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين بعد آخر يوم من الاقتراع، وطالب المنشور بمنع استعمال الشعارات الحكومية في الإعلانات أو الملصقات أو المطبوعات. وطالب المنشور بألا يتضمن الخطاب الإعلامي للأحزاب السياسية أي تحريض أو إساءة للقوائم الأخرى.

ونادى بعدم خداع الناخب من خلال الحملات الإعلامية، ونادى وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بالالتزام بموقف الحياد التام في مراحل العملية الانتخابية كافة. وأكد المنشور أن المفوضية القومية للانتخابات تتولى ترتيب وتنظيم إجراء المناظرات بين المرشحين عبر الوسائل الإعلامية.