انتهاء المحادثات الهندية - الباكستانية دون اختراق كبير

إسلام آباد: التركيز على مومباي غير منصف * نيودلهي: الوقت لم يحن للسلام الكامل

TT

استأنفت الهند وباكستان أمس رسميا محادثاتهما الثنائية التي كانت توقفت إثر اعتداءات مومباي عام 2008، لكن دون حدوث اختراق كبير. ففي حين شدد الجانب الباكستاني على أن تركيز نيودلهي على هجمات مومباي «غير منصف»، اعتبر الجانب الهندي أن الوقت «لم يحِن بعد» لاستئناف حوار السلام بالكامل كما ترغب إسلام آباد.

وصرح سلمان بشير في مؤتمر صحافي عقب لقائه نظيرته الهندية نيروباما راو في نيودلهي: «برأينا أنه من غير المنصف وغير الواقعي وغير المفيد استمرار التشديد على ذلك (هجمات مومباي)، ما يبطئ عملية تعزيز العلاقات بين البلدين». وحث بشير الهند على استئناف الحوار من أجل سلام شامل، محذرا من مغبة عدم انخراط أي من الطرفين في العملية. وقال: «إنها منطقة تضم أسلحة نووية. من المهم تواصل الهند وباكستان حول ملفات كثيرة».

وعلق بشير على تشديد نظيرته في المحادثات على الجماعات الإرهابية التي تتخذ من باكستان مقرا فقال: «باكستان تعتقد أنه ليس للهند أن تعطينا دروسا أو تطلب من باكستان فعل هذا أو ذاك»، مضيفا «العلاقات الثنائية لا تجري على هذا المنوال». وأكد بشير أنه أصر في اللقاءات على «الأهمية الكبرى» التي تمنحها باكستان للتوصل إلى السلام في كشمير.

وأعلنت نظيرته الهندية في مؤتمر صحافي سبق تصريحاته بقليل أن الوقت «لم يحِن بعد» لاستئناف حوار السلام بالكامل كما ترغب باكستان. وأضاف بشير: «لسنا يائسين. فإذا أخذت الهند المزيد من الوقت للتفكير في آليات الحوار، فنحن سنكون مستعدين» مؤكدا أن الإرهاب «هو الأولوية القصوى» لدى حكومته. وتابع «شهدنا الكثير من العمليات كمومباي وخسرنا عددا كبيرا من المدنيين».

وقبل ساعات من وصول بشير إلى الهند، قال جنود هنود متمركزون على الحدود مع باكستان إنهم تعرضوا لإطلاق نار من القوات الباكستانية. وقبيل بداية اللقاء، قال وزير الداخلية الهندي بي. شيدامبارام: «لست متفائلا كثيرا»، فيما أشار مسؤول آخر كبير في الحكومة طلب عدم الكشف عن هويته، إلى «نقص الثقة» المستمر بعد اعتداءات مومباي التي أسفرت عن مقتل 166 شخصا، ونسبت نيودلهي مسؤوليتها إلى جماعة متشددة باكستانية. لكن مجرد جلوس البلدين اللذين يمتلكان القوة النووية إلى الطاولة نفسها، يشكل تحولا في العلاقات الثنائية.

وعقد المسؤولان اجتماعا منفردا استمر 90 دقيقة ثم انضم إليهما أعضاء الوفدين واستمرت المحادثات 3 ساعات. واضطلعت واشنطن بدور أساسي في استئناف الحوار، لأن الولايات المتحدة ترغب في أن يبقى جنوب آسيا مستقرا، فيما يحارب عشرات آلاف الجنود عناصر طالبان في أفغانستان.

وأعلنت نيروباما راو الاثنين الماضي في لندن أن لقاءها مع نظيرها الهندي يرمي إلى استئناف المحادثات «بطريقة متدرجة» لإجراء «حوار جدي ومفيد»، موضحة أن تحركا فعالا تقوم به إسلام آباد ضد المجموعات الإرهابية التي تنشط على أراضيها يبقى «واجبا مطلقا».

وكان مسؤولون هنود وباكستانيون كبار التقوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 في إطار مؤتمرات إقليمية، لكن لقاء أمس يشكل المرحلة الرسمية الأولى لتطبيع العلاقات. ومنذ استقلالهما في 1947 تواجه البلدان في 3 حروب، كانت منطقة كشمير المتنازع عليها سببا لاندلاع اثنتين منها، وكانت نيودلهي وإسلام آباد قد بدأتا عملية سلام في 2004 أدت إلى خفض التوتر خفضا كبيرا، حول منطقة كشمير. وقد التقى بشير أول من أمس مسؤولين في كشمير، مؤكدا رغبة إسلام آباد في طرح مسألة الإقليم خلال المحادثات.