عواصف متتالية لم تؤثر على رئيس الوزراء البريطاني

الاستطلاعات لا تخذل براون.. ومعلومات جديدة عن علاقته المتوترة مع سلفه بلير

TT

لم تؤثر الادعاءات الأخيرة حول سوء طباع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، ومعاملته لموظفيه بعنف، على صورته بشكل كبير، على الرغم من استمرار ظهور روايات جديدة يوميا حول شخصيته، كان آخرها ما كشف عنه أمس حول اتهام براون لسلفه توني بلير بأنه «يهدّم» حياته.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته أمس صحيفة «مترو» بالتعاون مع مؤسسة «هاريس»، أن حزب العمال الذي يتزعمه براون لا يزال محافظا على 30 في المائة من أصوات المستطلعين، مقارنة بآخر استطلاع نشرت نتائجه قبل بضعة أيام. وبينت نتائج الاستطلاع الذي أجري بعد ظهور الاتهامات إلى رئيس الوزراء بأنه يسيء معاملة موظفيه، أن حزب المحافظين تقدم بنقطتين عن الاستطلاع الأخير، وأصبح يحظى بـ39 في المائة من دعم الناخبين، بينما تراجع حزب الليبراليين الديمقراطيين بنقطتين. وفسر البروفسور فيل كاولي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نوتينغهام، نتائج الاستطلاع، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أكثر ما يدهش في القصص التي تنشر عن براون أنها لا يبدو أنها أثرت على استطلاعات الرأي». وأضاف: «يبدو أن الناخبين قد اتخذوا قرارهم حول غوردن براون، ولذلك بالنسبة إلى الذين لا يحبونه، لا يبدو أن هذه القصص لها أي تأثير عليهم».

ونشرت صحيفة الـ«غارديان» أمس مقاطع جديدة من كتاب الصحافي أندرو راونزلي الذي سيطرح في الأسواق في الأول من الشهر المقبل. ومن المتوقع أن تنشر كل يوم حتى الاثنين المقبل، مقاطع جديدة من الكتاب قد تحمل معها هزات جديدة، وإن بدرجات أخف، لبراون. إلا أن كاولي قال إن حزب العمال «يبدو واثقا نوعا ما من أنه إذا لم تؤثر المجموعة الأولى من الأخبار التي نشرت، وعموما هي الأكثر أذى، بشكل سلبي على الناخبين، فإن ما سيكشف لاحقا لن يكون له تأثير سلبي أيضا».

ولم يعلق مكتب براون أمس على مدى قلق رئيس الوزراء من كتاب راونزلي، وقال ناطق باسم براون ردا على سؤال وجهته «الشرق الأوسط» حول ذلك، إن رئيس الوزراء نفى الاتهامات الرئيسية التي سيقت إليه حول معاملة موظفيه بشكل سيئ. وكرر أيضا نفي براون أن يكون سكرتير مكتبه قد وجه إليه ملاحظات حول طريقة معاملته لفريق عمله.

ومما كشفت عنه الـ«غارديان» أمس، أن براون صرخ بشكل متكرر في وجه بلير واتهمه بأنه «يهدّم» حياته، وذلك في المواجهة الأخيرة التي دارت بينهما عندما كان بلير لا يزال رئيسا للوزراء، وبراون وزير خزانته، وكان براون حينها يحاول إقناع بلير بالتنحي عن زعامة حزب العمال، وإفساح المجال له ليحل مكانه. ويسود اعتقاد أن الرجلين عقدا اتفاقا سريا مع بعضهما قبل تسلم بلير زعامة الحزب، اتفقا فيه على أن يدعم براون بلير، شرط أن يتنحى بلير لصالحه بعد نحو 5 سنوات. وكان براون يعتبر نجم حزب العمال في الفترة التي سبقت موت زعيم الحزب السابق جون سميث، ولطالما ظن أنه سيكون هو خليفة سميث، إلا أن اللعبة تغيرت بسرعة، وباتت حظوظ بلير أوفر منه، فاضطر إلى دعمه بدلا من شق الحزب والوقوف وراءه.

وبحسب الكتاب، واجه براون الغاضب بلير وحاول إقناعه بالتنحي والتأكد من أن أحدا لن يترشح ضده لزعامة الحزب، ولما لم يستطع بلير أن يعده بذلك، ثار براون غضبا وقال له: «من تعتقد أنه أفضل مني؟ هل تعتقد أن هناك أحدا أفضل مني؟ جون ريد يميني أكثر من اللزوم. آلن جونسون (وزير الداخلية الحالي) لا يحمل ثقلا. ديفيد ميليباند (وزير الخارجية الحالي) شاب جدا».

إلا أن داونينغ ستريت شن هجوما مضادا أمس على راونزلي، وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء إن ما ورد «غير صحيح»، مضيفا أن الكتاب لا يستند إلى معلومات دقيقة وأنه يبدو «يائسا ومتحيزا».

وبدأت أمس تظهر أدلة جديدة قد تعيد توجيه الأنظار نحو حزب المحافظين وتشتت الانتباه قليلا عن براون، إذ نشر أمس تقرير عن لجنة برلمانية كانت تحقق في قضية تنصت صحيفة «نيوز أوف ذو وورلد» على هواتف عشرات أو مئات الشخصيات، في وقت كان مدير اتصالات حزب المحافظين أندي كولسون، رئيس تحرير الصحيفة، واتهمت اللجنة في تقريرها الصحافيين العاملين في المؤسسة بأنهم يعانون «من فقدان ذاكرة جماعية» مشيرة إلى أن طلباتها لم تلبَّ، ولم تزود بالمعلومات التي طلبتها. كما كشفت الـ«غارديان» في الوقت نفسه أن «نيوز أوف ذو وورلد» وظفت متحريا خاصا كان محكوما عليه بتورطه بقضايا فساد وقضى 7 سنوات في السجن، عندما كان كولسون رئيس التحرير.

وينفي كولسون أي معرفة له بتوظيف متحريين للتنصت على هواتف شخصيات سياسية وفنية وأعضاء من العائلة المالكة، إلا أنه بعد تقرير اللجنة البرلمانية، سيقع تحت ضغوط جديدة لإعادة تبرئة ساحته.. لعل ذلك يخفف الأضواء قليلا عن براون.