أستراليا تحذر إسرائيل من استخدام جواز سفرها قبل اغتيال المبحوح

الفريق خلفان: سيبدأ قريبا العمل لتشكيل فريق أمن دولي لمطاردة المتهمين

TT

كشفت مصادر إسرائيلية، أمس، أن القيادات الأمنية في أستراليا، كانت قد وجهت «تحذيرا وديا» إلى أجهزة المخابرات الإسرائيلية، قبل عدة شهور، تطلب فيه، بحزم، ألا يستخدم جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) جوازات سفر أسترالية في أي من عملياته في الخارج.

وقالت المصادر، إن الموساد لم يأخذ هذا التحذير على محمل الجد في ذلك الوقت، واعتبره مجرد تحذير نابع من أهداف سياسية وحسابات داخلية، وإن الطرفين، أي الإسرائيلي والأسترالي، لم يتوقعا أن يكون لهذا التحذير أثر في المستقبل القريب، حيث إنه جاء قبل عدة أسابيع من اغتيال محمود المبحوح، أحد مؤسسي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في دبي، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.

ولكن، عندما انفجرت قضية اغتيال المبحوح، وتبين أن منفذي الجريمة استخدموا ثلاثة جوازات سفر أسترالية، اعتبرت أستراليا التصرف مهينا لها.

يذكر أن أستراليا لم تنتظر أن ينتهي التحقيق في الاغتيال، وإعلان هوية منفذي الاغتيال بشكل رسمي، وحسمت الأمر، وذلك من خلال التعامل مع إسرائيل على أنها منفذة الجريمة بشكل مؤكد. فاستدعت السفير الإسرائيلي وطلبت منه تقريرا مفصلا عن الموضوع وتفسيرا واضحا للدور الإسرائيلي في العملية، وخاصة ما يتعلق باستخدام جوازات السفر الأسترالية. وأبلغته أن التصرفات الإسرائيلية تثير قلقا شديدا لدى الحكومة الأسترالية.

وتحدث رئيس الحكومة، كوين رود، عن الموضوع بقسوة قائلا، إن بلاده لن تسكت بأي شكل عن هذا الاستخدام، وستجري تحقيقات خاصة بها في الموضوع، بالتعاون مع المخابرات في دبي وعدة دول أخرى في العالم العربي وفي الغرب، وستنزل إلى عمق القضية حتى تتعرف على الحقائق. وكشف رود أن الحكومة الأسترالية كانت قد توجهت إلى إسرائيل، في مطلع التسعينات، محذرة من استخدام جوازات سفر أسترالية، وأبلغتها أنها ستعتبر مثل هذا الأمر طعنة في الظهر، وطلبت تعهدا إسرائيليا رسميا بألا تستخدم إسرائيل جوازات سفرها، لكن الحكومة الإسرائيلية تهربت من تقديم وعد رسمي، وردت بشكل ضبابي يفهم منه أنها لن تحترم الإرادة الأسترالية.

وأكدت مصادر رفيعة في الخارجية الإسرائيلية، أن العلاقات بين إسرائيل وأستراليا، التي كانت تعتبر، حتى الآن، من أفضل العلاقات مع دول العالم، دخلت إلى أزمة دبلوماسية شديدة. ونصحت الحكومة الإسرائيلية ببذل الجهود اللازمة لتنفيس الغضب الأسترالي، قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر. ودعتها إلى إدخال الولايات المتحدة وبريطانيا في الموضوع، وهما الدولتان اللتان تؤثران على أستراليا، حتى يمنعا التدهور في العلاقات بين الطرفين. وقالت، إن أي تسوية للقضية يجب أن تكون بتعهد إسرائيلي خطي بأنها لن تستخدم الجوازات الأسترالية في المستقبل. جدير بالذكر، أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا، وهي الدول التي استخدمت جوازاتها للتستر على هوية منفذي الاغتيال، وسرقت أسماء وهويات عدة مواطنين بها في هذه العملية، ما زالت تتباحث مع إسرائيل بشكل هادئ في هذه القضية، لدرجة أنها اتهمت بالشراكة مع الموساد في اغتيال المبحوح. أما أستراليا فترد بشكل حاد لافت للنظر ومفاجئ للإسرائيليين.

إلى ذلك، كشف الفريق ضاحي خلفان، رئيس شرطة دبي، أنه سيبدأ العمل قريبا لتشكيل فريق أمن دولي لمطاردة الـ26 المتهمين في اغتيال المبحوح، مرجحا أن تضع الشرطة الدولية (الإنتربول) الـ15 الجدد منهم في قائمة المطلوبين الأسبوع المقبل. وكشف أيضا، أن فرقا من شرطة دبي سافرت إلى بعض الدول الأوروبية المعنية، خلال التحقيقات التي أفضت إلى كشف القتلة.

وقال الفريق ضاحي خلفان لصحيفة «البيان» المحلية، إنه سيعمل من خلال القنوات الدبلوماسية الأوروبية والأسترالية، وربما الأميركية، على تشكيل فريق عمل أمني إماراتي دولي، يضم سبع دول، على الأقل، لمطاردة عصابة اغتيال المبحوح، في ضوء نتائج التحقيقات التي توصلت إليها شرطة دبي، اعتبارا من غد. ووجه خلفان رسالة إلى جهاز الموساد، تقول: «الباروكة لا تنفع»، على وزن التعبير المعروف «الجريمة لا تنفع»، ويقصد، أنه لا جدوى من التخفي والتنكر وانتحال الشخصيات. ونفى ما تردد عن أن بعض منفذي عملية الاغتيال كانوا يحملون جوازات سفر دبلوماسية. ولاحظ الفريق خلفان أن رد فعل الحكومة الأسترالية يعكس تشددا تجاه استخدام جوازات سفرها، مشيدا بهذا التوجه الذي تبدى في تصريحات مسؤوليها.