مسؤول فتح الجديد لـ «الشرق الأوسط»: تعاوننا مع الدولة اللبنانية وثيق وهو رأس أولوياتنا

الرجوب زار لبنان لتحقيق ثلاثة أغراض

جبريل الرجوب («الشرق الأوسط»)
TT

قال جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: إنه زار لبنان الأسبوع الماضي لأداء مهمتين إحداهما رياضية باعتباره رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية والثانية سياسية. وحول المهمة السياسية قال الرجوب لـ«الشرق الأوسط»: «كان غرض الزيارة السياسي تحسين شروط حياة الفلسطينيين في لبنان وخلق حالة من الاستقرار عندهم. ثانيا إخراج العنصر الفلسطيني من تجاذبات الأجندة في لبنان الداخلية منها والخارجية. وثالثا إخراج الساحة اللبنانية من التجاذبات الفلسطينية». وأضاف الرجوب أنه، وخلال وجوده في لبنان الذي لم يستغرق سوى 24 ساعة، التقى أطرافا لبنانية وفلسطينية.

وتأتي زيارة الرجوب، بعد التطورات التي شهدتها الساحة الفلسطينية في لبنان، متمثلة في استقالة أمين سر حركة فتح سلطان أبو العينين عضو اللجنة المركزية لفتح.

وقال مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: إن اجتماعات مكثفة عقدها الرجوب مع المسؤولين في فتح، للوصول إلى صيغة ولو مؤقتة لترتيب البيت الداخلي الفتحاوي في لبنان، إذ إن إيجاد حلول طويلة الأمد للخلافات يبدو صعبا للغاية. ويؤكد المصدر: «أن ما تريده منظمة التحرير، في الوقت الراهن، هو التهدئة، خاصة أن المنطقة مقبلة على تحولات، والأولوية اليوم لفتح هو المصالحة مع حماس وحل مشكلة غزة، مخافة أن تقدم إسرائيل على حرب جديدة في القطاع في ظل التفكك الفلسطيني الحالي، مما سيضع فتح مجددا في موقف حرج كالذي عاشته أثناء الحرب الأخيرة». وقال منير المقدح، مسؤول الكفاح المسلح في لبنان لـ«الشرق الوسط» معلقا: «لا تعليقات عندي على التغييرات التي تشهدها الساحة الفتحاوية في لبنان، الأمور ستتضح بشكل كامل خلال يومين. أبو مازن يرغب في إجراء تعديلات، وكل ما تبلغناه حتى الآن هو استقالة سلطان أبو العينين، وتولي فتحي أبو العردات مسؤولية الإشراف على فتح». وأكد فتحي أبو العردات لـ«الشرق الأوسط» استقالة أبو العينين «بموجب رسالة بعث بها إلى أبو مازن، وطلب مني تولي المسؤولية من بعده». وعما إذا كانت له خطة لترتيب وضع المخيمات أمنيا قال: «هذا أمر نتكلم فيه لاحقا. نحن على تعاون كامل، وتنسيق وثيق مع الدولة اللبنانية، وهذه مسألة على رأس أولوياتنا إلى جانب تحسين وضع المخيمات سياسيا واجتماعيا». وكانت أنباء المضايقات التي تعرض لها سلطان أبو العينين ومرافقوه من الجيش اللبناني، في الأيام الماضية قد شاعت وعرف أنه لم يعد مرغوبا. لكن أبو العينين نفى أن يكون قد قدم استقالته من منصبه كأمين سر لفتح في لبنان، وفضّل عدم التحدث في الموضوع في الوقت الحاضر. وتردد أن تكتم أبو العينين على استقالته جاء إثر تلقيه اتصالا من أمين سر اللجنة المركزية أبو ماهر غنيم متمنيا عليه تأجيل إطلاق أي مواقف قبل عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لرام الله اليوم.

ويقول مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه أن عوامل عديدة، جعلت من بقاء أبو العينين في موقعه أمرا صعبا، «فإضافة إلى عدم رضا السلطات اللبنانية عنه، فقد الرجل سلطته داخل مخيم الرشيدية الذي يقيم فيه في صور، وأصبح ضعيفا داخل فتح، وأحاطت به تهم فساد، إلى جانب أن اتهامه باغتيال نائب ممثل منظمة التحرير كمال مدحت في مارس (آذار) من العام الماضي، كانت ضربة كبيرة لموقعه، خاصة أن كمال مدحت شخصية بارزة في فتح وكان يلعب دورا محوريا، فهو صاحب موقف قوي، وكان سندا كبيرا لأهالي نهر البارد. وتداعيات مقتله أثرت على الوضع في غزة أيضا، إذ إنه كان مصمما على العودة إلى هناك. وهو رجل مقبول ومحبوب من الجميع، ولو استطاع العودة لأصبح الخصم الأقوى والأبرز لمحمد دحلان. لذلك من الخطأ اعتبار أن اغتيال كمال مدحت كانت له تداعيات على الوضع الفلسطيني في لبنان فقط».

ويشكك المسؤول الفلسطيني في أن يكون أبو العردات قادرا على ضبط الوضع، ويقول: «الجميع اليوم يعلن عن رضاه لتولي أبو العردات مسؤولية فتح، لأن كل واحد منهم يظن أنه سيحكم من خلاله. أبو العردات لا يملك نفوذا على الأرض أو جماعات مسلحة تدين له بالولاء، لذلك سيجد صعوبة في لعب دور قيادي. لقد كان بمقدور المقدح مثلا، أن يتولى مسؤولية فتح في لبنان، لكن القيادة في رام الله لا تثق به لأن له (حسب زعمهم) علاقات متشعبة مع إيران وقطر وسورية ودول لا تنظر لها السلطة بعين الرضا. وهم يعرفون سلفا أنهم لحظة يعطونه أمرا فليس بالضرورة أن ينفذه قبل أن يستشير جهات أخرى قد تكون داخل لبنان أو خارجه».