كابل: مقتل 18 على الأقل وإصابة 32 في سلسلة هجمات انتحارية

التفجيرات وقعت على بعد نحو 300 متر من مبنى وزارة الداخلية * مصادر أفغانية: التفجيرات رسالة موجهة إلى التقارب الهندي الباكستاني

رجال الأمن الأفغان يعاينون آثار التفجير الانتحاري الذي ضرب فندقا ومضيفة وسط العاصمة كابل أمس (إ.ب.أ)
TT

قُتل ثمانية عشر شخصا على الأقل بينهم فرنسي وإيطالي وأربعة هنود أمس في اعتداء انتحاري تبنته حركة طالبان قرب مركز «صافي لاندمارك» التجاري وفندق يحمل نفس الاسم في وسط العاصمة الأفغانية كابل. فقد فجر انتحاري واحد على الأقل سيارته المفخخة بُعيد فجر أمس أمام مجمع يضم متاجر وفنادق. وأفاد شهود أنهم سمعوا أصداء انفجارين آخرين ضعيفين، وأكدت الشرطة أنها قتلت انتحاريين آخرين. وسُمع بعد ذلك تبادل لإطلاق النار في هذا الحي التجاري الكائن في وسط المدينة، لكنه عادة ما يكون مقفرا إلى حد كبير يوم الجمعة وهو يوم عطلة في أفغانستان. وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية زماري بشاري لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الحصيلة هي 18 قتيلا منهم إيطالي وثلاثة من عناصر الشرطة الأفغانية». وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى سقوط 17 قتيلا وإصابة نحو 32 آخرين. وأوضح عبد الغفار سيد زاده مدير إدارة التحقيقات الجنائية بالشرطة أن الانفجارات وقعت في مركز للتسوق وفندق «صافي لاندمارك» بوسط العاصمة على بعد نحو 300 متر من مبنى وزارة الداخلية الأفغانية. وقال إن ضابطي أمن أفغانيين سقطا في الهجوم.

ويبدو أن التفجيرات الانتحارية كانت جزءا من هجوم أوسع شنه عدد من المقاتلين، لأن أصوات اشتباكات بالأسلحة النارية ظلت تسمع لنحو ساعتين بعد التفجيرات الانتحارية. وقالت مصادر أفغانية مطّلعة في العاصمة كابل لـ«الشرق الأوسط» أن التفجيرات الانتحارية تحمل أكثر من رسالة فهي موجهة إلى الخارج ضد التقارب الهندي الباكستاني، ويأتي التركيز على الجالية الهندية منذ أكثر من أربع سنوات في أفغانستان حيث تنامي الحضور الهندي في المشروعات التنموية. كذلك تحمل التفجيرات رسالة إلى الداخل الأفغاني خصوصا بعد انتهاء عملية مارجا وسيطرة الناتو على البلدة في ولاية هلمند أرادت طالبان أن تقول إنها قادرة على الضرب في قلب العاصمة الأفغانية. وتسعى طالبان لتأكيد تمكّنها من الضرب في العمق وبأنها قادرة على توجيه ضربات للعديد من الأطراف بدءا بالحكومة الأفغانية فالاعتداء بالقرب من وزارة الداخلية ومرورا بقوات التحالف وانتهاء بالحضور الهندي الذي يملأ البلاد طولا وعرضا في سياق مشروعات تنموية ومشروعات بنى تحتية، فالهند شكلت خصما لطالبان وتعتمد على سياسة الحرب الناعمة في أفغانستان وسفارتها تقع في نفس الشارع الذي حدث في الاعتداء. الهجوم سيفتح باب التوتر من جديد رغم التقارب الباكستاني الهندي في الأسبوع الماضي. وشاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية أناسا مذعورين يقفزون من شبابيك فندق «بارك ريزيدنس» القريب وقت الهجوم، فيما استخدم بعضهم سلالم خشبية للنزول والفرار. وذكر شهود عيان آخرون أنه لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأشخاص بالشوارع في هذا الصباح الممطر فيما كانت أصوات سيارات الإسعاف تسمع وهي تتجه إلى المنطقة المستهدفة لنقل الجرحى. وفي وقت لاحق أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي مسؤولية الحركة عن الهجوم، وقال إن منفذيه هم ثمانية قام أحدهم بتفجير سيارته أمام أحد الفنادق وفجر آخران نفسيهما. وفي إشارة إلى القتلى الهنود قال إن المستهدفين هم أعداء الأفغان. وذكرت مصادر أفغانية أن ذلك مؤشر على تصعيد طالبان ضد الهنود في أفغانستان الذين يعملون في عدد من المشروعات وشركات المقاولات وتتهمهم طالبان بتقديم الدعم الاستخباري للحكومة الأفغانية وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن: «فرنسيا كان موجودا في كابل» قد قتل. وأوضح بشاري أن بين القتلى إيطالي. وقال الجنرال عبد الرحمن قائد شرطة كابل أن هذا الإيطالي الذي عادة ما ينزل في «بارك ريزيدنس»، كان يجري اتصالا هاتفيا بالشرطة الأفغانية بُعيد الانفجار عندما قتل برصاص المهاجمين. وأضاف: «كان رجلا شجاعا».

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الأفغانية أن «أربعة هنود وإيطاليا قد قُتلوا وأن عددا كبيرا آخر من الأشخاص أصيبوا بجروح». وأضاف البيان أن الرئيس الأفغاني «أدان بشدة الهجوم» الذي أدى إلى «مقتل وجرح عدد من المدنيين الأفغان». فيما قالت الشرطة في العاصمة الأفغانية كابل إن 18 شخصا على الأقل قتلوا منهم أربعة هنود. وقال عبد الغفار سيد زاده لـ«رويترز» إن 32 شخصا على الأقل أصيبوا في الهجمات، ولم تتمكن السفارة الهندية من أن تؤكد النبأ، مكتفية بالتحدث عن ستة جرحى بين رعاياها وعن شخصين أو ثلاثة لم تتوافر لديها أخبار عنهما. وتكثف طالبان هجماتها إلى حد كبير وامتدت إلى أنحاء البلاد كافة تقريبا في السنتين الماضيتين وأصبحت تطال وسط كابول عبر اعتداءات انتحارية وهجمات كومندوز.

ويعود آخر اعتداء إلى 18 يناير كانون الثاني حين اقتحم مقاتلون مدججون بالسلاح وانتحاريون مركزا تجاريا في قلب العاصمة وقتلوا خمسة أشخاص.