لقاء نجاد ونصر الله يبحث التهديدات الإسرائيلية لسورية ولبنان.. وغطته «المنار» ومصور خاص للرئيس الإيراني

الأسد يقيم مأدبة عشاء للرئيس الإيراني وأمين عام حزب الله * مصدر في الحزب لـ «الشرق الأوسط»: اللقاء الثلاثي رد على دعوات واشنطن

الأسد وأحمدي نجاد ونصر الله خلال مأدبة العشاء التي جمعتهم أمس (رويترز)
TT

التقى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بالرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد، مساء أول من أمس في دمشق، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا». وأوضحت الوكالة أن اللقاء جاء خلال مأدبة عشاء أقامها الأسد على شرف أحمدي نجاد بمناسبة زيارته إلى دمشق. وحضر المأدبة أيضا بحسب «سانا»، «أعضاء الوفدين الرسميين السوري والإيراني وعدد من المسؤولين السوريين والوفد المرافق للسيد نصر الله».

أما قناة «المنار» التابعة لحزب الله فقد أكدت أن نصر الله التقى أحمدي نجاد وتطرق معه إلى «آخر التطورات في المنطقة والتهديدات الصهيونية المتكررة ضد لبنان وسورية».

وأثار حضور نصر الله إلى دمشق للقاء أحمدي نجاد والأسد دهشة، وفاجأ إسرائيل. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «فوجئ القادة الإسرائيليون بالخطوة. كانوا يعتقدون أن نعيم قاسم نائب نصر الله سيسافر إلى دمشق للقاء أحمدي نجاد. وجود نصر الله في اللقاء كان مفاجأة لهم».

وكان الأسد وأحمدي نجاد أكدا أول من أمس على متانة العلاقات الثنائية التي توجت بالتوقيع على اتفاق يقضي بإلغاء تأشيرة الدخول إلى البلدين، معبرين بذلك عن رفضهما للدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى دمشق لكي «تبدأ بالابتعاد في علاقتها عن إيران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة».

وقد بحث الرئيس الإيراني مع نصر الله سبل تعزيز ودعم المقاومة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وقالت مصادر إيرانية مطلعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن المباحثات تناولت مجمل التطورات في المنطقة، وبينها التهديدات الإسرائيلية، وإن الأجواء لم تكن تشير إلى أن الجانبين كانا يستبعدان إلى حد ما تنفيذ إسرائيل لتهديداتها، ومع ذلك فقد جرى التركيز على ضرورة دعم المقاومة لتكون مستعدة لأي احتمال.

وقالت المصادر إن اللقاء جرى في مقر إقامة الرئيس الإيراني في قصر الشعب بسورية، واستمر اللقاء من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السابعة والنصف، حيث ذهب المجتمعون إلى مأدبة عشاء أقامها الرئيس السوري على شرف الرئيس نجاد، وخلال العشاء جرى اللقاء بين نجاد والأسد ونصر الله، ومن ثم عاد حسن نصر الله والوفد المرافق له مع الرئيس نجاد لاستئناف الاجتماع لأكثر من ساعتين.

وبحسب المصادر، رافق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الشيخ محمد يزبك رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله، وإبراهيم أمين السيد رئيس المجلس السياسي في الحزب، والحاج حسين الخليل المعاون السياسي للسيد نصر الله. كما شارك في اللقاء عن الجانب الإيراني وزير الخارجية منوشهر متقي والسفير الإيراني في سورية أحمد الموسوي.

وجاء لقاء نجاد ونصر الله في دمشق يوم أمس مباشرة بعد لقاء نجاد مع قادة عشرة فصائل فلسطينية في السفارة الإيرانية، بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزياد نخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد وأحمد جبريل من القيادة العامة، واستمر الاجتماع نحو ساعة ونصف الساعة، وأكد خلاله نجاد أن «المقاومة هي الخيار الناجح لتحرير الأرض»، وجدد وقوف إيران بكل قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه.

وقال البيان الرسمي السوري إن حسن نصر الله التقى بالرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد خلال مأدبة عشاء أقامها الأسد على شرف أحمدي نجاد بمناسبة زيارته إلى دمشق.

فيما ذكرت قناة «المنار» التابعة لحزب الله أن نصر الله التقى أحمدي نجاد وتطرق معه إلى «آخر التطورات في المنطقة والتهديدات الصهيونية المتكررة ضد لبنان وسورية». وكانت قناة «المنار» وسيلة الإعلام الوحيدة الحاضرة في اجتماع نجاد ونصر الله، حيث لم يكن يسمح سوى لمصور قناة «المنار» والمصور الخاص بالرئيس أحمدي نجاد بتصوير الاجتماع. وغادر الرئيس الإيراني دمشق صباح يوم أمس بعد مباحثات استمرت يوما، تم التوقيع خلالها على اتفاق يقضي بإلغاء تأشيرة الدخول بين طهران ودمشق، في تعبير عن رفض سورية للدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى دمشق لكي «تبدأ بالابتعاد في علاقتها عن إيران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة».

وبينما كانت دمشق تشهد اللقاء الثلاثي، تزايد التوتر في لبنان الذي دأبت الطائرات الإسرائيلية على اختراق مجاله الجوي وصولا إلى العاصمة طوال اليومين الماضيين بالتزامن مع معلومات عزم نصر الله المشاركة في اجتماعات سورية.

وفيما قال مصدر في حزب الله لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء الثلاثي «أتى ردا أوليا وجازما» على الدعوات الأميركية إلى سورية لفك تحالفها مع إيران ووقف دعم حزب الله وحماس، تحت طائلة «التهميش»، بدت الصورة التي وزعتها وكالة الأنباء السورية للقاء الذي ضم الرئيس السوري بشار الأسد متوسطا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لافتة، كونها المناسبة الاجتماعية العلنية الأولى التي يشارك فيها الأمين العام لحزب الله منذ انتهاء حرب يوليو (تموز) 2006، وهو ما قالت مصادر قريبة من الحزب إنه بمثابة «تحد مباشر من القيادة السورية للتهديدات الإسرائيلية باغتيال نصر الله»، مشيرة إلى أن ظهور الأخير في هذا اللقاء حمل أكثر من رسالة إلى الخارج الإقليمي والدولي، وإلى الداخل اللبناني لجهة «المكانة المميزة» لنصر الله في دمشق.

وكان نصر الله قد سافر إلى دمشق وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في العاصمة السورية، وتحدثت معلومات أمنية لبنانية عن أن جهاز أمن نصر الله اتخذ إجراءات احتياطية غير عادية لتأمين انتقاله إلى العاصمة السورية، بعد تسرب معلومات عن نيته زيارتها وتكثيف الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية في محاولة تخوفت المصادر من أن تكون من أجل البقاء على جهوزية للقيام بعملية إغارة في حال اشتبهت بموكب نصر الله. غير أن مصادر لبنانية أكدت أن نصر الله كان قد انتقل سرا إلى العاصمة السورية قبل أيام، على الرغم من أن إعلام حزب الله وزع خبر لقاءات لبنانية أجراها في بيروت. وقد شارك في لقاءات دمشق إلى جانب نصر الله كل من رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك الذي يمتلك «وكالة شرعية» من الإمام خامنئي، وهي وكالة محصورة في لبنان بشخصه ونصر الله، ورئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد، والمعاون السياسي لنصر الله حسين الخليل.

ويأتي ذلك فيما اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بـ«التمادي في انتهاك السيادة اللبنانية، والقرار 1701»، وأشار بيان رسمي لبناني إلى أن الطائرات الإسرائيلية «اخترقت الأجواء اللبنانية بشكل استفزازي، اعتبارا من صباح يوم أمس (أول من أمس) ولغاية صباح اليوم (أمس)».

وفيما أكد عضو كتلة حزب الله النائب حسين الموسوي أن «سورية وإيران مهتمتان بكل ما يدعم المقاومة والجيش في لبنان لتمكينهما من الدفاع عن أرضهم»، قال مسؤول الإعلام الإلكتروني في الحزب حسين رحال إن سورية لم تسقط خيار المقاومة في يوم من الأيام، واعتبر أن اللقاء بين نصر الله والرئيسين الأسد ونجاد «هو من اللقاءات الطبيعية»، مشيرا إلى أن «أهمية لقاء دمشق يأتي من خلال رؤيته في إطار الرد على كل التهديدات التي تعرضت لها القوى المجتمعة في الشام، أي إيران، سورية، حزب الله، وحماس، بضرب بناها التحتية وغير ذلك من أمور». وأشار إلى أنه بحث مجمل الأوضاع في المنطقة عامة، خصوصا القضية الفلسطينية، وأهمية هذا اللقاء تنبع من الإطار الذين يمكننا رؤيته فيه في مقابل التهديدات الصهيونية والإملاءات الأميركية. وشدد على أن محاولات الضغط على سورية لم تفلح في زحزحتها عن الإيمان بمبدأ المقاومة، والموقف اللبناني والسوري في الرد على تصريحات العدو منع وقوع الحرب. ورأى رحال أن «التوافق بين إيران وسورية والاحترام اللبناني السوري قوة للأطراف الثلاثة».

إلى ذلك، كشف مصدر أمني لبناني أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أوقفت شبكتي تجسس، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب، إذ أوقفت مخابرات الجيش شبكة في الجنوب تضم المتقاعدين في قوى الأمن الداخلي حمد س. ومحمود و. حيث ضبطت بحوزتهما أجهزة اتصال. وحمد س. هو من بلدة الماري الحدودية في قضاء حاصبيا، وقد اقتادته القوى الأمنية من منزله إلى مقر مديرية المخابرات في وزارة الدفاع في اليرزة للتحقيق معه، وهو يبلغ العقد الخامس من العمر، عمل لفترة زمنية معينة مسؤولا عن أحد التنظيمات الحزبية في المنطقة، قبل أن يستقيل قبل أشهر قليلة. وقد تمت مصادرة سلاح كلاشنيكوف مع ذخائره من منزله، بالإضافة إلى جهاز كومبيوتر ووثائق ومعدات اتصال. أما شبكة الشمال، فتضم جودت خ. المصنف بـ«المهم جدا»، وسمعان س. والتحقيقات جارية مع أفراد الشبكتين لمعرفة تفاصيل علاقتهم بالموساد وطبيعة المعلومات التي زودوه بها.