مصادر «جند الله» لـ «الشرق الأوسط»: اعترافات ريغي جاءت تحت التعذيب.. ولم يكن متزنا

الخارجية الإماراتية تنفي دخول زعيم التنظيم دبي

صورة بثها التلفزيون الإيراني لريغي خلال إدلائه باعترافاته بالتعاون مع أميركا (أ.ف.ب)
TT

شككت مصادر تنظيم «جند الله» في صحة الاعترافات التي أدلى بها وبثتها وسائل الإعلام الإيرانية لزعيم التنظيم عبد المالك ريغي أقر فيها بعلاقات مع أميركا و«أنه ارتكب الكثير من الجرائم بحق المدنيين الإيرانيين».

وأوضحت المصادر التي كانت تتحدث لـ«الشرق الأوسط» هاتفيا من مكان من شرق إيران رفضت الإفصاح عنه لضرورات أمنية، أن ما بثته إيران منسوبا إلى ريغي هو محاولة لتشويه سمعة تنظيم جند الله التي نفت في السابق أي علاقة له بأي أجهزة مخابرات إقليمية أو دولية.

واعتبرت ما وصفته بالاعترافات المزعومة «محاولة فاشلة من أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية لربط تنظيم جند الله بالخلافات الأميركية الإيرانية»، مشيرة إلى أن طهران تريد استغلال عملية اعتقال ريغي للإيحاء بأن الولايات المتحدة تقف وراء تنفيذ التنظيم سلسلة من العمليات العسكرية داخل الأراضي الإيرانية. وقالت المصادر: «الجميع يعرف كيف تدار مثل هذه الاعترافات المكذوبة. إنها تقع تحت تأثير التعذيب والضغوط النفسية والعصبية. لذلك لا نعتبرها تمثلنا أو تمثل الوجه البطولي لريغي» على حد تعبيرها.

وأضافت: «أي مشاهد لتلك اللقطات المصورة التي ظهر فيها ريغي زعيمنا سيدرك حتما أنه ليس متزنا ولا في وضع طبيعي. لا بد أنهم أخضعوه للتعذيب أو حقنوه بمادة مخدرة لكي ينتزعوا منه تلك الأكاذيب التي يريدون من العالم تصديقها».

وبحسب فيديو بثه التلفزيون الرسمي الإيراني «برس تي في» مساء أول من أمس ظهر ريغي في لقطات أُعدّت بعناية ليقول إن المسؤولين الأميركيين زودوا تنظيمه بمختلف أنواع الأسلحة والقنابل ومعدات الاتصالات وقالوا له إنه لا مشكلة بين أميركا وتنظيم «القاعدة».

وأضاف ريغي في الاعترافات المزعومة التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام الإيرانية: «إن قادة جهاز الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) ينوون دعم جميع التنظيمات المناوئة لإيران والتي لها القدرة على خلق التحديات لهذا البلد، ذلك لأن الهجوم العسكري الأميركي أمر صعب».

وقال إنه خلال لقائه مع عناصر جهاز الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» في دبي وعدوه بتقديم الدعم الشامل له ووضع قاعدة مع أسلحة تحت تصرفه قرب المنطقة، مشيرا إلى أنه كان من المقرر إنشاء هذه القاعدة في «مناس» قرب بيشكك في أوزبكستان.

وفيما رفضت وزارة الدفاع الأميركية أول من أمس مزاعم إيران بأن واشنطن لها صلة بجماعة «جند الله» التي يتزعمها ريغي ووصفتها بأنها «دعاية إيرانية» كما نفت وجوده في قاعدة أميركية، نفت الخارجية الإماراتية أمس أن يكون زعيم جماعة «جند الله» دخل دبي قبل اعتقاله من قِبل السلطات الإيرانية، وأكدت أنه كان في مطار المدينة لمدة ساعتين فقط في طريقه من أفغانستان إلى قرغيزستان.

وجاء في بيان للخارجية نقلته وكالة أنباء الإمارات أن «ما تناولته بعض وسائل الإعلام الإيرانية حول اعتقال المدعو عبد الملك ريغي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد عودته من دبي هو خبر يفتقر إلى أدنى درجات الدقة أو المصداقية». إلا أن الخارجية أشارت إلى أن ريغي كان يحمل تأشيرة دخول إلى الإمارات، إلا أنه لم يستخدمها. وأكد البيان أن «الاسم الذي ظهر على التأشيرة وتناولته وسائل الإعلام لم يدخل إلى الدولة إطلاقا وإنما توقف في مطار دبي لمدة ساعتين وهو قادم من كابول وفي طريقه إلى قرغيزستان ودون أن يستخدم إذن الدخول فعلا».