إسرائيل تقيم شبكة اتصالات حدودية مشابهة لشبكة حزب الله و«تحالف دمشق» يقسم الشارع اللبناني بين خائف ومستبشر

فتفت لـ «الشرق الأوسط»: طبول الحرب تدق.. والحرب المقبلة لن تكون عادية

TT

دفع تحالف دمشق الجديد الوضع الداخلي اللبناني نحو مزيد من الترقب للوضع عند الحدود، في ضوء التحركات الإسرائيلية المتواصلة والتهديدات التي يطلقها قادة الدولة العبرية، السياسيون والميدانيون، بينما انقسم الشارع اللبناني بين «مستبشر» بهذا التحالف، و«متشائم» من تداعياته على لبنان والمنطقة. أما في الواقع الميداني، فقد استمرت الطلعات الإسرائيلية المكثفة فوق الأراضي اللبنانية، وشهدت منطقة الحدود دوريات مؤللة على الطريق العسكري الذي يربط مستعمرتي المطلة في مسكافعام، حيث قام عدد من الجنود بصيانة الشريط الشائك المشرف على بوابة فاطمة اللبنانية. فيما أبلغت مصادر أمنية لبنانية أن القوات الإسرائيلية بدأت بربط مواقعها الحدودية بشبكة اتصالات هاتفية سلكية خاصة مشابهة لتلك التي يمتلكها حزب الله، التي أثبتت فعاليتها خلال الحرب الأخيرة لجهة استحالة التنصت والتشويش عليها.

ويرى النائب أحمد فتفت، عضو كتلة المستقبل، التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري، أن «طبول الحرب تدق»، مشيرا إلى أن الحرب المقبلة «لن تكون عادية»، مبررا ذلك بأن في إسرائيل تيارين، الأول تكتيكي يرى أنه في وضع مرتاح، والآخر استراتيجي يمتلك من الهوس والجنون ما يجعل انتصاره مدخلا إلى ما لا تحمد عقباه. وقال لـ «الشرق الأوسط» أن «هذا قد يعني أننا ذاهبون إلى (حرب استراتيجية) على غرار ما حصل في عامي 1967 و1982». ويرى فتفت أن الكلام التهديدي الذي يقال عن تدمير إسرائيل وإزالتها يصب في مصلحة المتطرفين فيها، و«يصب ماء على مطحنتهم»، مما يجعل الموضوع يكبر ككرة ثلج لا أحد يعلم أين ستنتهي. وقال فتفت: «إن هناك قراءات عدة للتحالف، الذي أعلن عنه في دمشق، فإذا انضمت إليه تركيا والعراق، فمعناه أن المسار يتجه نحو التهدئة، أما إذا بقي على حاله، فنحن نتجه نحو الحرب».

وحتى ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس، لم يكن وفد حزب الله، الذي شارك في اجتماعات دمشق، قد عاد إلى بيروت، غير أن ردود الفعل اللبنانية، خصوصا من قبل فريق «14 آذار»، حملت الكثير من المخاوف جراء التحالف الثلاثي الذي «استبشر» به الرئيس السابق للحكومة، سليم الحص، خيرا. وقال الحص إنه يستبشر خيرا بمشروع التحالف الذي أطلق من دمشق، الذي ضم سورية وإيران وحزب الله، والذي يفترض أن يشكل عمليا أفضل رد على التهديدات التي تتوالى من إسرائيل، التي تقض مضاجع اللبنانيين والسوريين، معتبرا أن انزعاج إسرائيل من هذا التحالف هو أسطع دليل على جدواه وحيويته وفعاليته. ورأى أن دخول حركة حماس في هذا التحالف أضفى عليه بعدا فلسطينيا هو من الحيوية بمكان عظيم. وذكر بأن «ما يصح على تحالف ثلاثي يصح إلى مدى أبعد فيما لو ضم الأقطار العربية كلها في اتحاد يقيم روابط وثيقة مع إيران وتركيا».

وفي المقابل، اعتبر وزير العمل بطرس حرب، «14 آذار» أن «لبنان يمر اليوم بمرحلة خطرة»، معربا عن تخوفه «من أن يكون اللبناني ضحية لتسجيل ثمن لموقف غير لبناني، وأن يكون لبنان كبش محرقة لتسجيل مواقف خارجية»، وأكد أن «لبنان لا يمكن أن يرتاح للنيات الإسرائيلية، ولكن لا يمكن القبول بقرار تجييشي يصدر من إيران ويمر في سورية وصولا إلى لبنان، ولا يكون للحكومة القرار فيه»، معتبرا أن «ترجيح حصول مواجهة كبيرة في المنطقة بدأ يغلب على عملية السلام وعلى عملية الاستقرار»، وأضاف: «هذا الجو لا يساعد، ويعرض دولة مثل لبنان لأن تكون هي ساحة المواجهة بصورة أساسية».

وقال عضو كتلة الكتائب اللبنانية، النائب إيلي ماروني، «14 آذار»: «إننا نعيش حالة حرب اليوم، لا سيما أن الحرب النفسية أصعب من الحرب العسكرية». وفي المقابل، قال وزير الزراعة حسين الحاج حسن، «حزب الله»: «إن العدو، الذي عجز عن تحقيق أي من أهدافه في عدوان تموز (يوليو) 2006، عاجز اليوم، بفضل القوة التي ترسخت، عن إلحاق أي أذى بشعب لبنان وجيشه ومقاومته»، وشدد على أن «التهديدات الإسرائيلية المستمرة لن تقلل من عزيمتنا»، مؤكدا على أن «قلوب اللبنانيين ومعنوياتهم تزداد منعة وقوة في مواجهة العدو». ووصف النائب علي خريس، عضو كتلة التنمية والتحرير، التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، اللقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد، وأمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، بالـ«عادي»، وهو «نتيجة لعلاقة السيد نصر الله وحزب الله بالجمهورية الإسلامية».