قائد الجيش البريطاني يتوقع انسحابا من أفغانستان خلال 5 سنوات

كرزاي يطالب بمحاكمة قادة طالبان المعتقلين

TT

صرح قائد القوات البريطانية، الجنرال ديفيد ريتشاردز، في مقابلة نشرتها صحيفة «ديلي تليغراف» أمس أن حدة الحرب في أفغانستان ستتراجع العام المقبل، موضحا أنه يتوقع انسحاب القوات البريطانية من هذا البلد خلال خمس سنوات. وقال الجنرال ريتشاردز إن قوات التحالف بلغت «منعطفا» في المعركة ضد طالبان بفضل الهجوم الحاسم الذي تشنه على منطقة يسيطر عليها المتمردون في جنوب أفغانستان. وتحدث عن «مؤشرات إيجابية» جدا خلال العملية، من بينها وضع مدينة مارجا تحت سلطة الحكومة، وإجبار مقاتلي طالبان على التراجع. وأضاف أن طالبان «بدأت تدرك أنها يمكن أن تخسر هذه الحرب، ولم يكن رأيها كذلك قبل عام». ويشن 15 ألفا من جنود القوات الأفغانية والأطلسية، وعلى رأسهم أميركيون وبريطانيون، هجوما كبيرا أطلق عليه عملية «مشترك» منذ 13 فبراير (شباط) على بلدة مارجا بولاية هلمند التي تعتبر من معاقل طالبان. وقال الجنرال ريتشاردز: «نتوقع تراجع حدة النزاع في 2011، وتراجع المعارك في 2011، لكننا سنبقى ملتزمين بدور التدريب والدعم خمس سنوات». وينتشر نحو عشرة آلاف جندي بريطاني في أفغانستان. وقال ريتشاردز إن القوة البريطانية يمكن أن تخفض اعتبارا من العام المقبل، وغالبية الجنود يمكن أن يعودوا إلى البلاد خلال خمس سنوات.

هذا، وقد قتل 266 جنديا بريطانيا في أفغانستان منذ عام 2001. إلى ذلك أكد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ضرورة تقرير مصير قادة طالبان الذين اعتقلتهم قوات الأمن الباكستانية أخيرا داخل أفغانستان. وقال كرزاي، خلال مقابلة مع صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية الناطقة باللغة الإنجليزية أمس، إن حكومته ستوجه طلبا رسميا لإسلام آباد لترحيل الملا عبد الغني برادر، نائب زعيم طالبان، ومتمردين آخرين لمحاكمتهم في أفغانستان.

ويأتي نشر المقابلة بعد يوم واحد من قيام محكمة باكستانية بعرقلة عملية ترحيل محتملة لبرادر وأربعة آخرين من زعماء طالبان بينهم «حاكما الظل» لإقليمي قندز وبغلان، ألقى عملاء المخابرات القبض عليهما في وقت سابق هذا الشهر. وقال كرزاي إن الملا برادر وقادة طالبان الآخرين أفغانيون، ومصيرهم مرتبط بأفغانستان، ومن ثم يتعين تقرير مصيرهم في أفغانستان. ورفض الرئيس الأفغاني الرد على سؤال عما إذا كان برادر سيمثل للمحاكمة، أم سيستخدم كورقة تصالح مع طالبان. ولا تزال السرية تحيط بعملية اعتقال برادر منذ أعلن عنها في وقت سابق هذا الأسبوع، وتدور أسئلة حول تبعات عملية الاعتقال. ويقول بعض المحللين إن باكستان ألقت القبض على برادر لأنه أقام علاقات غير مباشرة مع الحكومة الأفغانية من أجل محادثات محتملة لا تعلم المخابرات الباكستانية، التي طالما دعمت المسلحين من وراء الستار لسنوات، عنها شيئا ولا توافق عليها.

وبالنسبة لباكستان، فإن المحادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية تعني فقدان نفوذها وسيطرتها على المسلحين الذين كانت تستخدمهم وكلاء عنها لحماية مصالحها الاستراتيجية في أفغانستان. من ناحية أخرى أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس حركة طالبان لتجاهلها الحياة الإنسانية في الهجمات التي شنتها بالقنابل في كابل وأسفرت عن مقتل 17 شخصا على الأقل. وقال بان كي مون في بيان إنه «يدين بشدة» الهجمات التي وقعت في كابل أمس، والتي أعلنت طالبان مسؤوليتها عنها.

هذا، وقد أسفرت الهجمات عن مقتل وإصابة أفغان، وكذلك أجانب، في فندق ودار ضيافة في وسط كابل. وأضاف بان كي مون «يبرهن هذا الاستهداف المتعمد للمدنيين، مرة أخرى، على تجاهل الحياة الإنسانية من قبل الجناة»، وأعرب عن تعازيه العميقة وتعاطفه مع أسر الضحايا، وأعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.