خامنئي يستقبل قادة الفصائل الفلسطينية في طهران.. ونجاد يؤكد: أجرينا مع السوريين والمقاومة «التنسيق اللازم»

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : نصر الله أكد أن العدو الصهيوني ليس في حالة تساعده على شن حرب جديدة

خالد مشعل يتوسط وزير الخارجية الإيراني متقي وأحمد جبريل خلال مؤتمر صحافي أمس في طهران (أ.ف.ب)
TT

أكد المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي أمس أن «فلسطين ستحرر في ظل المقاومة الفلسطينية ووحدة الفصائل المختلفة»، وأن مصير «كيان الاحتلال الصهيوني وحماته ماض نحو الفشل»، وذلك لدى افتتاحه أعمال مؤتمر «التضامن الوطني والإسلامي من أجل مستقبل فلسطين»، بحضور قادة الفصائل الفلسطينية، في طهران. كان خامنئي قد استقبل أمس عددا من المشاركين في المؤتمر وقادة الفصائل الفلسطينية، بينهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح. ومن المقرر أن تتواصل أعمال المؤتمر على مدى يومين يبحث خلالها المجتمعون القضية الفلسطينية وسبل دعمها، بحسب ما نقلت قناة «العالم» الإيرانية. جاءت تصريحات خامنئي، في وقت قال فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للصحافيين الإيرانيين عقب عودته إلى طهران أمس قادما من دمشق إن بلاده وسورية والمقاومة «أجرت التنسيق اللازم لترسيخ المقاومة من خلال بقائها على أهبة الاستعداد لحل أي مشكلة تطرأ على الساحة السياسية». واعتبر أحمدي نجاد أن إلغاء تأشيرات الدخول بين إيران وسورية «سيمهد الأرضية أمام رفع مستوى التعاون بين البلدين». وأجرى الرئيس الإيراني مباحثات في سورية الخميس الماضي مع الرئيس السوري بشار الأسد أتبعها بلقاء مع الفصائل الفلسطينية مجتمعة، ثم بلقاء منفصل مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وقالت مصادر مطلعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن مباحثات أحمدي نجاد ونصر الله استمرت نحو 3 ساعات ونصف على فترتين، فصلهما حضورهما العشاء مع الرئيس السوري على شرف نظيره الإيراني. وقالت مصادر مطلعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء بين أحمدي نجاد وحسن نصر الله تناول أهم القضايا؛ منها التهديدات الإسرائيلية، وأكد نجاد خلال اللقاء الثنائي مع نصر الله أن «الكيان الصهيوني قلق من المقاومة في لبنان والمنطقة، والتهديدات الأخيرة التي صدرت مؤشر على ضعف الكيان الصهيوني وقلقه من ازدياد قوة المقاومة». وتابع أنه «مع تقدم الأيام في المنطقة تغدو الشعوب الحرة فيها أقرب إلى تحقيق النصر». كما أكد نجاد على ضرورة الجهوزية للتصدي للتهديدات المحتملة للكيان الصهيوني، مشددا على أن الشعب الإيراني «سيكون دائما إلى جانب المقاومة وشعوب المنطقة إذا ما بادر الكيان الصهيوني إلى تكرار الأخطاء القديمة والاستمرار في سياسة المغامرة، وليعلم أن شعوب المنطقة ستقتلعه من جذوره وتتخلص من شره». من جانبه، أكد حسن نصر الله، بحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» شرط عدم الكشف عن هويتها، أن المقاومة جاهزة لرد أي عدوان. موضحا: «نحن نرى في صورة المستقبل أن هذه التهديدات في حال تحققت، لن تحقق أهدافها». ونقلت المصادر عن نصر الله إشارته إلى أن «الكيان الصهيوني الآن ليس في حالة تساعده على شن حرب جديدة. ولذلك، هذه التهديدات التي يطلقها نوع من الحرب النفسية لإشاعة أجواء الرعب في المنطقة». وفي مؤتمر التضامن مع فلسطين، دعا خامنئي أمس قادة الفصائل الفلسطينية إلى «تعزيز روح الصمود والمقاومة لدى الفلسطينيين تمهيدا لانتصارات مقبلة في مواجهة الضغوطات الصهيونية الرامية لثني الشعب الفلسطيني عن المقاومة وتركيعه». وتابع أن «فلسطين والقدس الشريف من خلال إشعاع المقاومة والجهاد والثبات سوف تعود إلى أحضان الأمة الإسلامية، ولن يكون مصير الكيان الصهيوني الغاصب سوى الهزيمة والاندحار.. من المؤكد والثابت أن فلسطين سوف تبقى في ذاكرة الثبات للشعب الفلسطيني، وأن حماة الكيان الصهيوني لن يكون نصيبهم إلا الوجه الأسود وسوء السمعة في التاريخ». ورأى خامنئي في كلمته أن «الواجب الأول الذي يقع على عاتق القوى الجهادية يتمثل في الحفاظ على الجانب المعنوي والاستقامة»، مشيرا إلى أن «العدو الصهيوني وأطرافا أخرى يسعون من خلال الضغوط على سكان غزة والساحل الغربي إلى إضعاف المقاومة وإجبارها على القبول بخيار التسليم. لكن الشعب الفلسطيني ومن خلال المعنويات التي يتحلى بها والأمل الكبير يعيش حالة الاطمئنان على أن كل ذلك سوف يقود إلى النصر». من ناحيته، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لدى وصوله إلى طهران قادما من دمشق، إن بلاده وسورية والمقاومة «أجرت التنسيق اللازم لترسيخ المقاومة من خلال بقائها على أهبة الاستعداد لحل أي مشكلة تطرأ على الساحة السياسية». واعتبر أحمدي نجاد أن إلغاء تأشيرات الدخول بين إيران وسورية «سيمهد الأرضية أمام رفع مستوى التعاون بين البلدين»، مؤكدا أن «هذا الموضوع سيتم تطبيقه الأسبوع القادم». وأضاف في حديث للصحافيين في مطار «مهر آباد» الدولي أن تعزيز العلاقات في مختلف المجالات على جدول أعمال البلدين بشكل دائم، موضحا أنه «في سياق تطوير العلاقات بين البلدين، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين، وهذا الموضوع سيتم تطبيقه الأسبوع القادم، وعندها يستطيع مواطنو البلدين أن يزوروا إيران وسورية من دون الحاجة إلى تأشيرات دخول، الأمر الذي سيمهد الأرضية أمام تنمية التعاون الثنائي». في جانب آخر من حديثه، أشار أحمدي نجاد إلى ضرورة أن «يغير الأعداء من سلوكهم، وأن تكف إسرائيل عن إطلاق التهديدات يوميا ضد سورية ولبنان، ولا بد من احترام حقوق الشعب الفلسطيني». ووصف العلاقات بين دمشق وطهران بالأخوية والمفعمة بالثقة والتعاضد، مؤكدا أن الزيارات المتبادلة ستعزز من الأواصر بين البلدين.

إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر إيرانية أن التحضيرات لمؤتمر التضامن مع فلسطين، بدأت منذ نحو أسبوعين فقط. وقد غادر قادة من الفصائل الفلسطينية العشرة الموجودة في دمشق يوم الجمعة إلى طهران، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على لقائهم الرئيس الإيراني في دمشق، الذي حضره عدد من قادة الفصائل بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأحمد جبريل من الجبهة الشعبية - القيادة العامة، وزياد نخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وذلك لأن رمضان عبد الله شلح الأمين العام كان في طهران؛ إذ غادر دمشق قبل نحو ثلاثة أيام من عقد الملتقى، بينما غادر مشعل يوم الجمعة، من دون أن يتضح هل غادر مع الرئيس الإيراني على طائرته أم على طائرة منفصلة. وكان لافتا في ملتقى طهران المشاركة السورية، بوفد إعلامي ضم رؤساء تحرير وسائل الإعلام الحكومية، من أعضاء اللجنة الدولية لوسائل الإعلام لدعم القضية الفلسطينية، ورأس الوفد هيثم سطايحي عضو القيادة القطرية لحزب البعث - رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام. يأتي عقد الملتقى بعد يوم من لقاء الرئيس الإيراني مع قادة الفصائل الفلسطينية العشرة الموجودة في دمشق. كما اجتمع الرئيس الإيراني في دمشق مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وبحث معه سبل تعزيز ودعم المقاومة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وجاءت تلك اللقاءات تتويجا لقمة سورية - إيرانية أعلن خلالها عن توقيع اتفاقية لإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين، في رد على دعوات واشنطن لدمشق بالابتعاد عن إيران. وقال الرئيس السوري بشار الأسد إنه «على الرغم من الإحباطات والعثرات الكبيرة التي أصابت المنطقة وشعوبها، فإن المحصلة خلال المرحلة الماضية كانت لمصلحة قوى المقاومة»، بينما حذر نجاد إسرائيل من تكرار الأخطاء القديمة لأنها إذا فعلت فإن شعوب المنطقة ستقتلعها من جذورها. إلى ذلك، تحدثت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن «رعب» في إسرائيل بسبب زيارة الرئيس الإيراني إلى العاصمة السورية دمشق. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية ودبلوماسية إسرائيلية تخوفها الشديد من الزيارة التي يقوم بها نجاد إلى دمشق، موضحة أن خطورة هذه الزيارة لا تأتي بسبب مهاجمة نجاد «السافرة» (على حدّ تعبيرها) لإسرائيل وتأكيده على أن مصيرها هو الزوال، بل إلى حرصه أيضا على الاجتماع مع قادة الفصائل الفلسطينية الموجودة في العاصمة السورية وعلى رأسها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وكتبت الصحيفة في سياق التفاصيل أنه لو كانت هناك مفاوضات مع سورية الآن، لما وصل نجاد إلى دمشق، ولكان خطر الحرب زال، ولو بشكل مؤقت. لافتة إلى أنه لو كان هناك نوع من المفاوضات مع الفلسطينيين لما وقعت المواجهات في الخليل، ولكانت صورة إسرائيل أفضل في العالم، وكان بالإمكان عزل إيران، وتحييد الخطر الماثل في حزب الله وحماس. وبحسب الصحيفة، فإن كل هذه الأمور مطلوبة الآن كـ«الأكسجين للتنفس» وإن الولايات المتحدة بحاجة للهدوء وبحاجة إلى شرق أوسط هادئ من أجل معالجة إيران. وأضافت أنه بدلا من ذلك، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك يجعلان من إسرائيل غير مسؤولة، وغير قادرة على التحدث مع أحد من أعدائها، ولا تستطيع الحفاظ على علاقات معقولة مع جيرانها.