مرشحون يفضلون ارتداء الزي العربي خلال جولاتهم الانتخابية

أحدهم لـ «الشرق الأوسط»: يمنح الوقار والحميمية.. ويعكس صدق المشاعر

محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق والمرشح للانتخابات، يستقبل مؤيديه بالعقال والدشداشة («الشرق الأوسط»)
TT

استبدل عدد من مرشحي القوائم الانتخابية في محافظة البصرة بأزيائهم التقليدية الزي العربي المعروف، خلال جولاتهم الانتخابية بين الناخبين، مفضلين الاتصال الشخصي بهم على وسائل الدعاية الانتخابية الأخرى. وأكد هؤلاء لـ«الشرق الأوسط»، أن هندام المرشح ومظهره له تأثير على الناخبين، وخاصة عند عقد اللقاءات المباشرة، ويكون قريبا منهم، وخاصة في القرى والأرياف، عندما يرتدي زيهم العربي المعروف بـ(الكوفية) والعقال، ويتحدث بلهجتهم المحلية الدارجة، فيما يكون الزي المعتاد أكثر وقارا وواقعية بين ناخبي المدن.

ويرى المرشح، عباس الجوراني، أن «البساطة في مظهر المرشح وواقعية حديثه المقرونة بالأمثال والأقوال المأثورة والحكم، أكثر إيقاعا بين ناخبي القرى، من استخدام المصطلحات السياسية والاستشهاد بتجارب دول غير إسلامية». وقال: «إن الزي يعتبر وسيلة للتعريف بين سكان الأرياف، فعندما يريد أحدهم أن يعرف شخصا حضر تجمعا أو مجلس عزاء ولا يعرف اسمه، فيسأل من حوله: من هو ذاك الشخص أبو (القاط) الأسود، أو القميص الأبيض؟.. وهكذا، ولكن عندما ترتدي زيهم يتعرفون عليك بشكل مباشر، ولا يلجأون إلى وصفه بالزي». وأضاف: «لم يكن الزي العربي غريبا عن مجتمع المدينة، لكنه اقتصر في العقود الأخيرة على سكان القرى وأبناء الريف وكهول الأحياء الشعبية، وامتد على المستوى الرسمي من فيصل الأول؛ أول ملك للعراق في مطلع القرن العشرين، إلى الشيخ غازي عجيل الياور، الذي اختير أول رئيس للعراق بعد احتلال 2003».

وأوضح المرشح، جاسم حمادي، أن «الزي العربي يمنح مرتديه شيئا من الوقار، وخاصة في سن الشباب، ويضفي نوعا من الحميمية وصدق المشاعر العروبية بين الحاضرين»، مستدركا: «إن هذا الزي بات رمزا للعرب بين شعوب العالم، كما أصبحت (الكوفية) إشارة إلى الشخصية الفلسطينية، منذ أن اعتمدها زعماء ثورة 1936، بدلا من الطربوش والعمامة». وأضاف: «إن بعض المرشحين تفننوا في ارتداء الزي العربي، وإن جمعتهم الكوفية والعقال والعباءة، فإنهم اختلفوا في ألوان الكوفية، فمنهم من ارتدى الغترة البيضاء، السادة منها والمذهبة بخطوط دقيقة، والسوداء والخضراء، وشماغ بالمربعات السوداء والبيضاء والحمراء، والبيضاء والسوداء والخضراء، وكل لون يميز شخصية مرتديه». وتابع أن بعض المرشحين «استعان بالعقال الدقيق، ومنهم من يفضل (الغليظ) أبو الشعر، والعقال يعصب الكوفية حول الرأس في حلقتين، وهو ما يميز الرجل عن المرأة المرتدية الكوفية، ولذا فهو رمز الرجولة، ومكانته عظيمة عند الفلاحين والبدو، وخلعه له دلالات اجتماعية معروفة».

وأكد المرشح، علي عبد الكريم، أن «الزي العربي يزيد مرتديه قوة ورجولة في مواجهة الأحداث، لما يمنحه من استحضار القيم العربية الأصيلة، المتمثلة في الشجاعة والإقدام». وقال: «عرفت من خلال التجربة الشخصية أهمية الزي العربي بين أبناء القرى من الفلاحين، وتفضيلهم مرتديه على من يرتدي غيره، لذا تكون جولاته بين الناخبين بهذا الزي، لكونه أكثر تأثيرا من غيره».