لندن ترسل فريق محققين إلى إسرائيل.. وأستراليا لم تتلق ردا مقنعا من تل أبيب

دبي تحذر نتنياهو ورئيس الموساد من أنهما سيتصدران قائمة المطلوبين دوليا

TT

تتواصل تفاعلات جريمة اغتيال محمود المبحوح، أحد مؤسسي كتائب القسام الجناح العسكري، في دبي في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ففي الوقت الذي أعلنت فيه وكالة مكافحة الجريمة الخطرة المنظمة في بريطانيا عن إرسال فريق من المحققين إلى إسرائيل، للتحقيق مع الإسرائيليين من حملة جوازات السفر البريطانية، الذين استخدمت أسماؤهم في عملية الاغتيال، صعدت أستراليا التي استخدمت جوازات سفرها أيضا في عملية الاغتيال، ضغوطها على إسرائيل. فقال كيفين رود، رئيس الوزراء الأسترالي، إن أستراليا لا تزال تنتظر تفسيرا إسرائيليا مقنعا. وأضاف رود أن حكومته التي تمثل يسار وسط الطيف السياسي الأسترالي، تتبنى موقفا متشددا في دفاعها عن جوازات سفرها، وأنها تأخذ على محمل الجدية المزاعم التي تشتبه في أن عملاء للموساد سرقوا جوازات سفر أسترالية. وتابع رود الذي كان يتحدث للصحافيين، أمس، القول بأن هذا هو سبب استدعاء وزارة الخارجية للسفير الإسرائيلي روفال روتيم، يوم الخميس الماضي، أي بعد أن كشف رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي الخلفان، عن 15 جواز سفر أخرى استخدمت في عملية الاغتيال، من بينها 3 جوازات أسترالية، ومطالبته بتقديم تفسير، ولكن وحتى اللحظة لم يحصل على رد مقنع.

وفي لندن، أعلنت وكالة مكافحة الجريمة الخطرة المنظمة في وقت متأخر من أول من أمس، أن ترتيبات اتخذت كي يلتقي فريقها 6 من البريطانيين الإسرائيليين الذي استخدمت جوازات سفرهم في جريمة اغتيال المبحوح. وحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن وكالة مكافحة الجريمة المنظمة ترى في المتهمين الستة شهودا محتملين، مشيرة إلى أنه ستُعقد جلسات الاستجواب في السفارة البريطانية في تل أبيب.

إلى ذلك، هدد الفريق خلفان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مئير دغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنهما سيكونان معا على رأس قائمة المطلوبين دوليا في جريمة المبحوح. وأضاف الفريق خلفان أن ذلك سيتم «إذا ثبت بشكل قاطع أن الموساد هو مرتكب الجريمة، وعندما يتخلى دغان عن جبنه ويعلنها صراحة أنه المسؤول عن التخطيط والتنفيذ لتلك الجريمة». وطالب خلفان، مائير بـ«أن يكون رجلا، ويقر بارتكاب الجريمة».

ودعا خلفان إلى «إنشاء مكتب أو فريق متخصص لمكافحة الموساد.. الذي لم يرتكب سابقا في بلادنا أي حماقات، لكن بعد قيامه باغتيال المبحوح، بات من الضروري إنشاء شعبة متخصصة لمواجهة جرائم هذا الجهاز».

وتعليقا على ما تردد بأن بعض المشتبه فيهم أجروا عمليات تجميل لتغيير ملامحهم، قال خلفان: «في حال تغيير أشكالهم، سواء بعمليات تجميل أو خلافه، وفقا لما يردد البعض، فتبقى لدينا تلك البصمات التي لا يمكن التلاعب بها، وبالتالي في حال اصطياد أحدهم أو بعضهم فستتم مطابقة تلك البصمات عليهم». وأضاف: «لا يزال لدينا الكثير من الأدلة التي تدين المشتبه فيهم بجريمة اغتيال المبحوح لم يفصح عنها بعد». وحسب خلفان فإن «الثابت حتى الآن أن غالبية هؤلاء القتلة، الذين تم الإعلان عنهم من جانب شرطة دبي، يوجدون في إسرائيل».

إلى ذلك قالت وكالة «أسوشييتد برس» إن الدول التي هرب إليها الأشخاص الذين شاركوا في قتل المبحوح في دبي، لن تفتح تحقيقا للبحث عن هؤلاء الهاربين. وقالت إن البلدان التي توجه إليها قتلة البحبوح هي: سويسرا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وهولندا.

وأشارت إلى أن السلطات في هذه البلدان إما رفضت الإفصاح عما إذا كانت قد فتحت تحقيقا للبحث عن القتلة الذين لا يزالون طلقاء، وقد يكونون في أي بلد أوروبي، أو قالت إنه ليس لديها سبب يدعوها لفتح التحقيق. وأشارت في تقريرها إلى أن هذه البلدان قد تكون مترددة في فتح تحقيق، خوفا من أن تتضرر علاقتها بإسرائيل، إذا ثبت تورط الموساد في العملية. وقال فيكتور موير، نائب مدير معهد دراسات في علوم الدفاع في زيوريخ: «يمكنني أن أفترض أن المصالح السياسية لبعض البلدان، تدفعها إلى أن لا تكون فعالة في التحقيقات في هذه العملية. بلدان مثل ألمانيا لديها علاقات مميزة مع إسرائيل بسبب تاريخها، ولذلك لن تكون مهتمة بفتح تحقيق».