مفكرون وسياسيون فلسطينيون يدعون إلى تحويل السلطة إلى سلطة مقاومة والاعتراف بفشل المفاوضات

المصري لـ «الشرق الأوسط»: القيادة ليست مركز أبحاث حتى تضع احتمالات

TT

دعا مفكرون وأكاديميون وسياسيون فلسطينيون السلطة الفلسطينية إلى أن تتحول إلى سلطة مقاومة، باعتبار ذلك الطريق الوحيد لمواجهة التحديات والمخططات الإسرائيلية الساعية إلى منع إقامة الدولة وخلق وقائع جديدة على الأرض.

وطالب نخبة من المفكرين في مؤتمر «مواطن» الذي أقامته «المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية»، تحت عنوان: «الحاضر الفلسطيني: تشاؤم العقل، تفاؤل الإرادة»، بضرورة اعتراف السلطة بفشل المفاوضات بعد 18 عاما، وأخذ الثمن المطلوب لبقائها، وهو الدولة.

ودعا الدكتور كميل منصور، عضو مجلس المفوضين في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إلى ضرورة اعتماد معيار آخر للنجاح والفشل فلسطينيا، غير القرب أو البعد عن حلم تحقيق الدولة، فهذا غير كاف، لأن موازين القوى هي التي تأتي بالحق، حتى من طاولة المفاوضات.

وخاطب منصور المفاوض الفلسطيني مطالبا إياه بالابتعاد عن الأوهام بأن المفاوضات ستحقق طموح الفلسطينيين وتأتي باتفاق. واعتبر منصور أنه ليس لدى الفلسطينيين الأدوات الكافية لانتزاع الاستقلال، وشدد على أنه يجب ابتكار وسائل جديدة للمقاومة السلمية وتحسين العلاقات الفلسطينية مع الأطراف الإقليمية كافة، والامتناع عن الدخول في محور ضد آخر.

أما الكاتب والأكاديمي جورج جقمان، فدعا إلى العمل على إيجاد وسائل جديدة وداعمة للموقف الفلسطيني، وليس الوقوف والانتظار. وقال «تتعذر رؤية 18 عاما أخرى من المفاوضات». وتساءل: «متى إذن يجب القول إن المفاوضات وصلت إلى نهاية الطريق، ومتى سيتم الاعتراف بأننا الآن نرى الجدار المسدود؟.. هل توجد غشاوة على العين؟ وهل توجد صعوبة خاصة تمنع إزالة هذه الغشاوة؟».

وانتقد جقمان «حالة الانتظار» الملازمة للبعض، وتساءل «انتظار ماذا؟»، معتبرا أن مشكلة السلطة هي في «ضعف مصادر القوة، لكنه اعترف بمصدر قوة واحد على الأقل، وهو رغبة الجميع في بقائها، في الوقت ذاته فإن هذا المصدر لن يفيد إذا لم تحدد السلطة الثمن، وهو الدولة، عدا عن ذلك، يجب وضع وجود السلطة على المحك، من خلال تحولها إلى سلطة مقاومة بطرق تلقى دعم دول أخرى». أما مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية فقال، «إن المعضلة الأساسية في معالجة القضية الفلسطينية بالنسبة إلى القيادات الرسمية منذ توقيع اتفاقية أوسلو تمثلت في صعوبة إدراك حقيقة أن محاولة الهروب لا تلغي وجود الصراع. وأضاف: «إن الهدف الاستراتيجي للنضال الفلسطيني يجب أن يكون جعل تكلفة الاحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي متصاعدة إلى درجة لا يمكن احتمالها».

وجاءت هذه الدعوات، في وقت تتدارس فيه السلطة مع دول عربية العرض الأميركي ببدء مفاوضات غير مباشرة. ومن المنتظر أن تجتمع لجنة المتابعة العربية في القاهرة في الثاني من مارس (آذار) المقبل بحضور الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، لاتخاذ قرار في هذا الصدد.

وعادت السلطة تهدد بالتخلي عن دعمها لاتفاقيات أوسلو، وتطرح بدائل للمفاوضات مثل حل السلطة وتبني خيار دولة واحدة، لكن هذا يبدو غير جدي بالنسبة لكثير من المحللين الفلسطينيين.