تركيا: اعتقال قادة عسكريين كبار يثير قلقا جديدا

الشرطة تقوم باعتقال أكثر من 30 ضابطا.. وغل يؤكد تجاوز الأزمة

TT

وجهت تركيا اتهامات لجنرالين متقاعدين بشأن مؤامرة للإطاحة بالحكومة، مما يزيد من المخاطر في مواجهة محتملة بين الحزب الحاكم والقوات المسلحة. وهذان هما أرفع شخصيتين عسكريتين توجه لهما اتهامات حتى الآن بشأن مؤامرة مزعومة في عام 2003. وقبل ذلك بساعات قامت الشرطة بموجة ثانية من الاعتقالات العسكرية، موسعة تحقيقا شهد اعتقال أكثر من 30 ضابطا ودفع إلى عقد قمة طارئة بين زعماء تركيا. وقال الرئيس التركي عبد الله غل إن تركيا ستتجاوز الأزمة التي نجمت عن إجراءات قضائية. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية التي تديرها الدولة أن الجنرالين المتقاعدين هما تشيتين دغان، القائد السابق للجيش الأول التركي، وانجين آلان، القائد السابق للقوات الخاصة.

وذكرت وسائل الإعلام التركية أن دغان كان يشغل منصبا ينظر إليه بشكل تقليدي على أنه خطوة في اتجاه أن يصبح قائد القوات المسلحة التركية. وقاد آلان عملية ناجحة لإعادة الزعيم الكردي الانفصالي المعتقل عبد الله أوغلان إلى تركيا. ونفى الجنرال السابق تشيتين دغان ورئاسة أركان الجيش كل التهم، وأكدوا أن الخطة التي نشرت في الإعلام ليست إلا آلية تدريب موجودة لدى جميع جيوش العالم. وبدأت الأسواق التركية، التي كانت قد تراجعت بسبب 5 أيام من التوتر منذ الموجة الأولى من الاعتقالات يوم الاثنين، في الانتعاش يوم الجمعة بسبب تراجع احتمال حدوث مواجهة بين الحكومة التي تتولى السلطة منذ عام 2002 والقوات المسلحة العلمانية، بعد الإفراج عن ثلاثة جنرالات متقاعدين آخرين، حسب ما ذكرته «رويترز».

لكن أنباء اعتقال الشرطة 17 آخرين من العسكريين العاملين وضابطا متقاعدا أثارت عمليات بيع من جديد ومخاوف جديدة بشأن احتمال حدوث مواجهة. واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وسائل الإعلام بتأجيج القلق بين المستثمرين الذين شعروا بتوتر يوم الاثنين بسبب اعتقال نحو 50 ضابطا يشتبه في اشتراكهم في المؤامرة المزعومة. وقال أردوغان في كلمة تلفزيونية «تحدثت مع رؤساء وسائل الإعلام. ليس من حق أحد أن يقلب اقتصاد البلاد رأسا على عقب. لن نسمح بذلك لأنه من الواضح الحالة التي أصبح عليها الاقتصاد». ويعتمد حزب أردوغان، الذي ينفي اتهامات بأن له جدول أعمال إسلاميا سريا، على انتعاش اقتصادي بعد الركود الكبير الذي حدث في العام الماضي لكسب الناخبين قبل انتخابات من المقرر أن تجرى أوائل العام المقبل. وأطاح الجيش بأربع حكومات في تركيا خلال الخمسين عاما الماضية، ومع استمرار وجود كثيرين من ضباطه رهن الاعتقال وتوجيه اتهامات لأكثر من 30 آخرين بارتكاب جرائم ما زالت التوترات متزايدة، والأسواق في حالة عصبية. وما زالت التحقيقات مستمرة مع القادة الثلاثة المفرج عنهم. وعلى الرغم من تاريخ تركيا من الانقلابات العسكرية، فإن معظم الناس يرون أن الجنرالات لن يجرؤوا على تحدي حزب العدالة والتنمية الذي يحظى بأغلبية برلمانية كبيرة وتدمير الثقة الناشئة في الديمقراطية. وتركيا عضو بحلف شمال الأطلسي، ومرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي، ويريد الحلفاء الغربيون أن تنضج البلاد كديمقراطية.