في «مثلث الموت».. مرشح يعد بـ«حياة كريمة» وناخبون يشكون من دوي السلاح

الجنابي لـ «الشرق الأوسط»: اللقاء المباشر مع الناس أكثر وقعا من الصور

مضيف انتخابي فيما كان يسمى «مثلث الموت» جنوب بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

في منطقة اللطيفية، جنوب العاصمة العراقية بغداد، والتي ما زالت تعتبر واحدة من أخطر مناطق العراق التي كان يطلق عليها سابقا «رأس مثلث الموت» لكثرة ما سقط فيها من ضحايا جراء العمليات المسلحة التي شنها تنظيم القاعدة على القوات الأميركية والعراقية، ناهيك عن عمليات العنف الطائفي التي استهدفت المدنيين..

في هذه المنطقة «الساخنة» وقف عبد الكريم حطاب الجنابي يتحدث في إحدى المضايف أمام شيوخ العشائر، والتي تجمع فيها العشرات من أبناء المنطقة ليستمعوا للرجل الذي جاء مرشحا عن بغداد ويحمل الرقم 81 من الكتلة العراقية، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، قال لهم الجنابي «لا يمكننا تحقيق كل شيء مرة واحدة، لكننا قادرون على أن نصمم على تحقيق الأولويات للعراقيين». رد عليه أحدهم قائلا «نريد الأمن.. لا توجد عائلة في اللطيفية لا يوجد لديها فرد معتقل أو شهيد، لقد تعبنا من الاعتقالات ومن دوي السلاح على رؤوسنا». فأجابه الجنابي أن «الأمن والحياة الحرة الكريمة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب والقضاء على البطالة، لأنها حاضنة الإرهاب، والقضاء على الفساد الإداري وفتح ملف المعتقلين، إذ إن 90% منهم أبرياء وبلا مسوغ، واحترام سيادة العراق والسعي لعدم تدخل الآخرين بشأنه، وإعادة تأهيل الجيش العراقي، لأنه خاضع لإرادة الحزب والطائفية وليس للعراق.. كل ذلك هو برنامجنا الذي سنسعى بمعونتكم إلى أن نحققه خطوة بعد أخرى».

خرج الحطاب، كما يحب أصدقاؤه أن يسموه، من مضيفة العشائر في اللطيفية، دون أدنى حماية من القوات الأمنية، لكنه كان برفقته أصدقائه وأبناء عمومته من سكنة المنطقة. قال له أحد الناخبين «دعنا نقل لك كلمة أخيرة»، فالتفت إليه الجنابي «نريد التغيير، مللنا من الوعود، حاولوا أن تغيروا المستقبل من أجل أولادنا» قالها بلهجة عراقية بسيطة. رافقت «الشرق الأوسط» الحطاب إلى منطقة الحسينية، شمال العاصمة، وكانت جولته أيضا دون أي حماية أمنية، وعندما سألناه إن كان خائفا من أن يكون هدفا لجهة ما، قال «لقد وضعنا في حساباتنا أسوأ الاحتمالات، ووضعت عائلتي الاحتمالات نفسها، لكننا نريد التغيير، فكيف يأتي التغيير دون أي خطوة؟ علينا أن نمضي لنغير». الحطاب أو الجنابي متزوج ولديه خمسة أبناء، وعمل في وكالة الأنباء العراقية ورئيسا لتحرير عدد من الصحف العراقية بعد دخول القوات الأجنبية إلى البلاد، وكان لديه عمود صحافي لاذع في إحدى الصحف العراقية، انتقد فيه الفساد وإدارات في داخل الحكومة العراقية، وما زال لديه عمود في صحيفة عراقية دولية أيضا.

في منطقة الحسينية كان أهالي المنطقة لهم كلمة واحدة وكأنهم اتفقوا عليها، وهي توفير فرص العمل للعاطلين. وقال لهم الجنابي «سنعمل معا من أجل الوصول إلى الأهداف، علنا نغير واقع الحال، ونحن مصرون على ذلك معكم».

لاحظنا في الطريق أن هناك صورا قليلة جدا للجنابي، وعندما سألناه عن الأمر قال «أنا من مول حملته بنفسه، لم أعتمد على أي جهة لأشعر باستقلالي في اتخاذ القرار مثلما كنت مستقلا في اتخاذ قرار الدخول في هذه التجربة، أما النجاح أو الفشل فهذا يعتمد على مقدار الصدق الذي أحمله من عدمه، وإذا فزت فإن قدري أن أكون في هذا الموقع لأشارك في التغيير، وإذا منيت بالخسارة فحتما أن الناس لم يجدوني أهلا لهذا الموقع، ولكنني أرى أن رغبة الناس تشبه رغبتي إلى حد كبير، وهي الرغبة في مستقبل أفضل للعراق والعراقيين». وأضاف أيضا أن «اللقاء المباشر مع الناس أكثر وقعا من الصور المعلقة على أعمدة الكهرباء».