رئيس «القائمة العراقية»: السعودية تمثل ثقلا إقليميا ودوليا.. ونثمن دورها

إياد علاوي لـ «الشرق الأوسط»: لم أطرح نفسي رئيسا للحكومة المقبلة وهدفنا بناء دولة مؤسسات

TT

حذر الدكتور إياد علاوي، رئيس القائمة العراقية الوطنية من «عمليات تزوير الانتخابات البرلمانية القادمة»، مشيرا إلى أن «الأجواء السائدة الآن متوترة وبعيدة عن الشفافية». وأشاد علاوي بالمواقف الإيجابية للمملكة العربية السعودية تجاه «قضايا الشعب العراقي»، واصفا السعودية بأنها «تشكل مركز توازن إقليمي ودولي».

وقال علاوي، الذي ترأس أول حكومة عراقية بعد تغيير النظام السابق، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس، إن «الإجراءات السائدة اليوم من مداهمات واعتقالات واغتيالات وإقصاءات وتوجيه تهم عشوائية لا تستند إلى أية قرارات أو إجراءات قضائية، لا تتناسب مع ما يجب أن تكون عليه الانتخابات من شفافية ونزاهة».

ونبه رئيس القائمة العراقية إلى أن «صدور بيان مجلس الأمن الأسبوع الماضي حول الانتخابات العراقية لم يأت اعتباطا، وقد شدد على ضرورة إجراء انتخابات شفافة وقانونية وشاملة ونزيهة، وهذا يعني عدم استبعاد أو إقصاء أي تكوين أو شخصية عراقية لها الحق في الترشح لهذه الانتخابات»، معتبرا أن «صدور بيان مجلس الأمن هذا يدلل بوضوح على وجود شكوك حول ما ستكون عليه الأوضاع في يوم الانتخابات». وأشار علاوي إلى «وثيقة الشرف التي وقعها عدد من الكتل الانتخابية، ووقعها عن قائمتنا الأخ رافع العيساوي، التي شددت على أن لا تلجأ هذه الكتل، وبقية الكتل غير الموقعة، إلى توجيه الاتهامات جزافا والالتزام بالشفافية والنزاهة وأن تجري عملية الاقتراع بشكل صحي وسليم، وأدعو إلى ضرورة الالتزام بتنفيذ بنود هذه الوثيقة»، منوها بأن «الاتهامات توجه للأسف من قبل كتل وشخصيات تنتحل أسماء وهمية وتتحدث باسم أحزاب شبحية وتطلق تصريحات مزيفة ضد الآخرين».

وفي رده على ما تردد عن قيام بعض الكتل المنافسة للقائمة العراقية بتزييف صور وأفلام تلفزيونية وأشرطة صوتية سوف تطلقها إلى الشارع العراقي قريبا، حسب ما قال مصدر برلماني لـ«الشرق الأوسط»، أمس، وأن هذه المعدات المزيفة سوف تبعد الناخبين السنة عن التصويت للقائمة العراقية، قال علاوي: «من المعروف أن التكنولوجيا المتطورة في مجال تزييف الأصوات والأفلام واللقطات وحتى الصور هي من اختصاص أجهزة مخابراتية لدول وليس من اختصاص أفراد، كونها تكنولوجيا ضخمة ومتطورة، وأود أن أنبه هنا إلى أن مثل هذه العمليات التي تشوش على الناخب العراقي، سواء كانت موجهة ضدي أو ضد غيري من المرشحين، فإن نتائجه السلبية ستكون ضد العراق وضد شعبنا ولن تؤدي إلى استقرار الشارع العراقي والعمل السياسي»، مشيرا إلى أنه «يراهن على ذكاء ونباهة العراقيين الذين ما عادوا يتقبلون الأكاذيب والتزييف، وهم أول من يستطيع كشف هذه المعلومات».

وحذر رئيس القائمة العراقية من «عودة العنف إلى العراق مجددا في حالة عدم حصول انتخابات نزيهة، خاصة أن العملية استهلت بإقصاء كيانات ومرشحين، واليوم نسمع أن هيئة اجتثاث البعث تريد توجيه تهمة جنائية إلى الأخ صالح المطلك من غير الإفصاح عن هذه التهمة، ونحن نطالب بأن يقوم القضاء العراقي بدوره والتحقيق في هذه الإجراءات غير القانونية؛ إذ ليس من المعقول أن يتم تلفيق التهم والادعاء بأن فلانا قاتل أو ذاك إرهابي مثلما حدث في قضية (جند السماء) عام 2007 التي لفقوا فيها تهما تقول إنني ممول لهؤلاء (جند السماء)، وزيفوا تسجيلات صوتية وشهادات أخذت بالتعذيب والإكراه وأرادوا بث هذه التسجيلات المزيفة، إلا أن موقف المسؤولين في القناة الفضائية العراقية وقتذاك كان رافضا لهذه العملية، مما أدى إلى إقصائهم ومعاقبتهم. لهذا كله نحن مصرون على أن يكون القضاء العراقي هو الفيصل في هذه القضايا وأن تسود أجواء شفافية عالية».

وأشاد علاوي بموقف السعودية من قضايا الشعب العراقي، وقال: «نحن نثمن مواقف المملكة العربية السعودية من قضايا شعبنا، وأنا دائما أذكر بالمواقف المبدئية للإخوة المسؤولين السعوديين وبموقف المرحوم الملك فهد الذي استضاف أكثر من ثلاثين شخصية عراقية معارضة عام 1993، بينهم رجال دين من الشيعة والسنة وكان على رأسهم بحر العلوم ومسعود بارزاني ومحمد باقر الحكيم، وقد اقترح العاهل السعودي وقتذاك علينا تشكيل حكومة وطنية في كردستان العراق وأعلن أنه أول من سيعترف بها ويتعامل معها»، مشيرا إلى أن «الإخوة في السعودية دعموا أحزابا وشخصيات عراقية معارضة، كان بينهم قياديون في حزب الدعوة، وهؤلاء كانوا يستقرون هناك، واليوم أستغرب جدا هجومهم علينا وإثارة ضجة كبيرة لقيامنا بزيارة المملكة العربية السعودية ضمن جولة عربية قمنا بها، فالمعروف عني احترامي للدول العربية لأنني عربي وأعتبر هذه الدول هي عمقنا الاستراتيجي، خاصة السعودية، لما تمثله من ثقل إقليمي ودولي في عملية التوازن، خاصة أن المنطقة تعيش حالة من التوتر؛ بدءا بأفغانستان والصومال وموريتانيا والسودان وحتى اليمن. لهذا أنا أتواصل مع الدول العربية والإسلامية وأعتبر ذلك مطلبا أساسيا باستمرار سواء كنت في منصب حكومي أو خارج الحكومة، وهناك تمسك وحرص عربي من قبل السعودية والأردن وسورية ودول الخليج العربي على الحفاظ على وحدة وتماسك العراق، كونهم يعتبرون استقراره يصب في استقرار عموم المنطقة».

وقال رئيس القائمة العراقية: «بدلا من أن تبارك الأحزاب والشخصيات السياسية العراقية مثل هذه المبادرات التي تأتي من أجل العراق، راح البعض يهاجمنا. وأنا أقول إنه لا يصح في النهاية إلا الصحيح». ونفى علاوي أن يكون قد رشح نفسه للانتخابات من أجل أن يترأس الحكومة المقبلة، وقال: «لم أفكر في هذا الموضوع، وأنا لم أطرح نفسي بصفتي رئيس الحكومة القادمة بقدر تفكيرنا في القائمة في وحدة وتماسك العراق وبناء دولة مؤسسات تحترم المواطن والقضاء»، منوها بأن «موضوع رئاسة الحكومة المقبلة متروك لنتائج الانتخابات وقرار القائمة وبقية الكتل السياسية، والمهم عندنا هو تغليب المشروع الوطني العراقي وتعزيز مسار العملية السياسية التي يجب أن يشارك فيها الجميع في وطن يتسع لكل العراقيين بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية».

واعتبر علاوي أن ما صدر عن الحكومة الحالية «من ممارسات لا ترقى إلى الشرعية والقانونية؛ إذ كان من مسؤولياتها إيقاف التداعيات التي حدثت بعيدا عن القانون، كما كان عليها تعزيز دور القضاء، لكن للأسف هناك تشجيع من قبل بعض الأطراف في الحكومة على التمادي في التصفيات والإقصاءات والاعتقالات». ودعا علاوي «العراقيين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة لعدم إفساح المجال أمام المزورين ولتأتي النتائج ممثلة لإرادة العراقيين الحقيقية في هذه المرحلة الخطيرة من عمر العراق».