ممثل الجامعة العربية: نتوقع اختيار العراقيين نوابهم بعيدا عن الطائفية

شلغم لـ «الشرق الأوسط»: اعتقدت أنني لن أرى الحياة بعد 3 أيام في العراق

TT

كان ناجي أحمد شلغم ممثل الجامعة العربية في بغداد يعتقد أن ثلاثة أيام في العراق ستكفي لإنهاء حياته وهو يتوجه إليه قبل نحو شهرين نتيجة لما خزنته ذاكرته من معلومات سوقت عن طريق بعض وسائل الإعلام عما يجري في هذا البلد الذي تعرض لكل أنواع الإرهاب والعنف والحروب المتوالية عبر سنواته الأخيرة، لكنه فوجئ - كما يقول لـ«الشرق الأوسط» - بنبض الحياة في الشارع وفي الأسواق وفي الحياة العامة وفي الجوامع.

ويشير شلغم إلى أن العراقيين قادرون بشكل لافت للنظر على التكيف مع جميع الظروف وعلى تجاوزها في وقت قياسي جدا، وهو يرى أن سبع السنوات التي مرت من عمر الزمن قليلة قياسا إلى استطاعة العراقيين خلالها تجاوز الكثير من الأزمات التي جعلت الكثير من العرب والأجانب يتصورون عبر ما يُنقل في وسائل الإعلام أن أي شخص عربي أو أجنبي لا يمكن أن يمضي بحياته بشكل طبيعي لثلاثة أيام متواصلة فقد يتعرض للقتل أو الاختطاف أو الابتزاز من أي نوع كان.

شلغم الذي قبِل أن يكون ممثلا للجامعة العربية في بغداد لم يخفِ مشاعره القلقة وهو يقبل بتلك المهمة، لكنه يقول إن حبه للعراق كان أكبر من قلقه فقرر قبول تلك المهمة التي رأت عائلته فيها الكثير من المخاطر، لكن الأيام التي عدّها خطرة مرّت بسلام وتوجه فورا إلى شوارع بغداد وحدائقها وصلى في جامع الخلاني وفي جامع «14 رمضان» وجوامع أخرى، وكان بين الشيعة والسنة والأكراد والعرب ولم يشعر بلحظة خوف واحدة، بل إنه اعتاد أن يمشي في شوارع بغداد يوميا دون أن يشعر بأن خطرا قد يهدده. وهو سعيد بهذه المشاعر التي يحاول أن ينقلها لكل العرب ويدعوهم لأن يقفوا إلى جانب العراق بفتح السفارات والقنصليات وأن يكون لهم دور بدعم العراقيين، ويقول إن الوجود العربي في العراق قاصر جدا ويحتاج إلى تفعيل.

ويشير شلغم إلى أن جميع أفراد حمايته من العراقيين، فهو لم يقبل أن يكون له حماية من أي عنصر أجنبي فليس هناك أحرص من أبناء دمه عليه كما يردد، ويقول إن أفراد الحماية العراقيين لهم خبرة عالية ومقدرة تفوق أي أفراد حماية من أي بلد أجنبي آخر.

وأشار شلغم إلى أن وجود ممثلية الجامعة العربية في بغداد له الأثر الكبير على نفوس العراقيين خصوصا وهم يخوضون الانتخابات المصيرية، مرجحا أن يقوم العراقيون باختيار مرشحيهم بعيدا عن الطائفية والحزبية وأنهم سيختارون المرشح الذي سيخدم العراق في المرحلة المقبلة. وأكد أن دور الجامعة العربية سيكون دور المراقب، فقد تم نشر 70 مراقبا من الجامعة العربة منهم 32 داخل العراق و38 خارجه في خمس دول عربية وأجنبية وسيتوزع المراقبون في 12 محافظة عراقية في الوسط والشمال والجنوب. ويقول إن هذه الانتخابات بالنسبة إلى العراقيين تمثل المفصل لأنها ستعبر بهم إلى خطوة جديدة في حياتهم بشكل عام.

وحول دور الجامعة العربية بشأن قضية المستبعدين المشمولين بقانون هيئة المساءلة والعدالة طالب شلغم بأن يكون للساسة العراقيين الدور في حل مشكلاتهم والاحتكام إلى العقل والمنطق، مؤكدا أن العراقيين خبراء وعلماء ومفكرون وقادة أمة ولا يحتاجون إلى أي طرف لحل مشكلاتهم.

ويتطلع شلغم إلى قضاء أطول فترة ممكنة في العراق واللقاء بكل العراقيين على اختلاف انتماءاتهم لأنه يشعر أن جمال العراق في تنوع قومياته، لكنه في نفس الوقت يمثل أحد أهم أعمدة الكيان العربي، ودون العراق يبقى التوازن العربي منقوصا وبحاجة إلى عودة العراق لإعادة التوازن إليه.