شرطة دبي: المبحوح حقن بمخدر قوي جدا وسريع التحلل في الجسم قبل أن يقتل خنقا

وزير إسرائيلي: تصفية القيادي في حماس راكمت الردع الإسرائيلي

TT

يبدو أن شرطة دبي تعتمد أسلوب الكشف التدريجي عن المعلومات المتعلقة بحيثيات اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح؛ إذ لا يكاد يمر يوم منذ وقعت جريمة الاغتيال، إلا وتحمل إحدى الصحف المحلية تفاصيل جديدة متعلقة بالعملية. آخر هذه المعلومات كشفت عنها القيادة العامة لشرطة دبي أمس في مؤتمر صحافي أفادت بأن المبحوح تم تخديره تخديرا عاما وشديدا، وشلت حركته قبل أن يقتل خنقا. ولعل الجديد في ما أعلنت عنه شرطة دبي هو وضع حد للتكهنات في ما يتعلق بطبيعة المادة التي حقن بها المبحوح قبل تنفيذ عملية الاغتيال.

ووفقا لتقرير المختبر الجنائي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، كشفت شرطة دبي أن المبحوح تم حقنه بعقار «سكسينيل كولين» الذي يعرف باسم «سوكساميثونيوم كلورايد»، وهو عقار يستخدم في مراحل التخدير الكلي (البنج العام) لما له من تأثير سريع وقصير على العضلات مما ينتج عنه ارتخاء في جميع عضلات الجسم لشل وإعاقة حركته ومقاومته قبل خنقه.

وقال اللواء خميس مطر المزينة، نائب القائد العام لشرطة دبي، خلال المؤتمر الصحافي، إنه نتيجة تقرير المختبر الجنائي التابع للإدارة العامة للأدلة وعلم الجريمة، وفي ضوء الفحوصات التي تمت من قبل المختبر الجنائي للعينات التي أخذت من جسم المجني عليه، تبين وجود مادة «سكسينيل كولين» في مكان الحقن بجلد المبحوح.

وتعرف المادة التي حقن بها المبحوح، وفقا لشرطة دبي، باسم «سوكساميثونيوم كلورايد»، وهي مصنعة للاستعمال الطبي كمادة أساسية للتخدير العام، وحالات الطوارئ في غرف العناية الفائقة لما لها من تأثير سريع وقصير يؤدي إلى ارتخاء في عضلات الجسم.

وتستخدم هذه المادة لتسهيل عملية إدخال أنابيب التنفس الاصطناعي داخل القصبة الهوائية من دون صعوبة نظرا لتأثيرها السريع والانتهاء السريع لمفعولها أيضا، وتعطى بجرعات ثابتة علاجية خلال فترة العملية الجراحية.

وأوضحت شرطة دبي أن هذه المادة تتحلل في الجلد بسرعة مما يصعب التعرف عليها، مشيرة إلى أنها وجدت آثارا لهذه المادة في فخذ المجني عليه.

يشار إلى أن المادة التي حقن بها المبحوح تستخدم في عمليات الإعدام بالحقن.

وكانت شرطة دبي أعلنت على مرحلتين عن أسماء 26 متهما في عملية اغتيال المبحوح في أحد فنادق دبي الشهر الماضي، معظمهم يحملون جوازات سفر أوروبية. إلى ذلك، وفي ما يمثل اعترافا رسميا إسرائيليا بالمسؤولية عن عملية اغتيال المبحوح، اعتبر وزير إسرائيلي بارز أن تصفية المبحوح لم تكن فاشلة. وفي مقابلة أجرتها إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح أمس، دعا بنيامين بن أليعازر، وزير الصناعة والتجارة في الحكومة الإسرائيلية، وعضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، إلى التركيز على نتيجة العملية، مشيرا إلى أنها أدت إلى المس بمصدر خطر كبير على الأمن الإسرائيلي. واعتبر بن أليعازر أن تصفية المبحوح أدت بالفعل إلى تراكم عامل الردع في مواجهة حركة حماس. وأضاف: «السؤال الذي يجب أن يفرض نفسه هو: ما حجم المبحوح الحقيقي؟ وماذا كان يعمل؟ فلو افترضنا أن وزنه كان كبيرا، فإن قيادة تنظيمه أدركت أنه لا يوجد أي إنسان لا يمكننا أن نصل إليه، وهذا هو جوهر الردع». وهاجم بن أليعازر بشدة الانتقادات التي وجهت للعملية، قائلا: «في حال كان هناك أحد معني بوجهة نظري في ما حدث، فأنا أقول وبخلاف كل ما قيل حتى الآن، إن ما يعنيني هو أن المبحوح قد مات حاليا، ولا يهمني هذا التسونامي من الانتقادات التي وجهت للعملية». وأضاف قائلا إن «الذي يؤكد نجاح الردع هو الطريقة التي يتخفى بها حاليا قادة الفصائل الفلسطينية واللبنانية خوفا من المس بهم. هذا يمثل جوهر الردع».

وكان رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق دان حالوتس قد امتدح عملية التصفية على اعتبار أنها «مركب هام في سياسة الردع الإسرائيلية تجاه حركات المقاومة الفلسطينية».