مسؤول إسرائيلي: واشنطن طالبت دمشق بوقف نقل أسلحة لحزب الله فورا

الخارجية الأميركية: فلتمان طلب من السفير السوري الحضور لاجتماع جرى فيه بحث قضايا تثير قلقا متبادلا

TT

بينما قال مصدر إسرائيلي كبير لصحيفة «هارتس» أمس إن الولايات المتحدة طالبت سورية بوقف نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني فورا، بعد معلومات بزيادة وتيرة نقل الأسلحة إلى حزب الله، وحصوله على أسلحة متطورة، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنه تم الطلب من السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى الحضور إلى الخارجية يوم الجمعة الماضي لبحث قضايا «تثير قلقا متبادلا». وأفاد متحدث باسم الخارجية الأميركي بأن «مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فلتمان طلب من السفير مصطفى حضور اجتماع في وزارة الخارجية». وبحث الاجتماع «قضايا تثير قلقا متبادلا» بين الولايات المتحدة وسورية بعد يومين من تبادل البلدين تصريحات علنية حول شكل علاقتهما والرغبة الأميركية في رؤية ابتعاد دمشق عن طهران، بحسب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

ووصف الناطق باسم الخارجية الأميركية اجتماع فلتمان ومصطفى بأنه كان «صريحا ومباشرا» في بحث علاقات البلدين، موضحا أن الاجتماع كان «الفرصة الأولى لبحث الخطوات المقبلة» بعد زيارة وكيل وزير الخارجية الأميركية ويليام بيرنز إلى دمشق في 17 فبراير (شباط) الماضي. وأفادت مصادر أميركية بأن الولايات المتحدة أبلغت سورية بأنها لا تعارض وجود علاقات «ثنائية وصحية» بين البلدين ولكنها أثارت «جوانب من العلاقة الإيرانية - السورية التي تضعف السلم والأمن الإقليمي». وتعتبر واشنطن دعم سورية وإيران لحزب الله وحماس أحد الجوانب الأساسية في «إضعاف السلم والأمن الإقليمي» وهي قضية تثيرها مع المسؤولين السوريين خلال الاجتماعات الأخيرة بين الطرفين.

من جانبها نقلت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي كبير اطلع على تفاصيل الحديث بين فلتمان ومصطفى أن أحد أهداف هذا الاجتماع كان تخفيف حدة التوتر الأخير بين سورية وإسرائيل، إضافة إلى حث سورية على تهدئة التوتر على الحدود الشمالية، وهذه رسالة نقلت للحكومة الإسرائيلية كذلك، وحذرت الإدارة الأميركية الطرفين من اندلاع مواجهة جراء «تقديرات خاطئة».

وترى «هارتس» في استدعاء السفير السوري إلى الخارجية الأميركية حدثا استثنائيا نسبيا، وجاء ذلك بعد تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد تهكم فيها على طلب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون طلبت فيها من سورية الابتعاد عن إيران.

وقالت الخارجية الأميركية، إن هدف استدعاء السفير السوري هو «للبحث في الخطوات المقبلة بعد زيارة نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز لدمشق يوم 17 فبراير»، وحسب مصادر الصحيفة فإن زيارة بيرنز إلى دمشق لم تنته بصورة مرضية للإدارة الأميركية.

إلى ذلك، أبدت مصادر في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ارتياحا ورضا لنتائج استطلاع «غالوب» السنوي للرأي العام الأميركي الذي أظهر ارتفاعا في شعبية إسرائيل في أوساط الأميركيين.

وبيّن الاستطلاع أن 63 في المائة من المستطلعين أبدوا تأييدهم لموقف إسرائيل في الصراع العربي - الإسرائيلي، وهي أعلى نسبة منذ عام 1991، فيما أبدى 15 في المائة تأييدهم للموقف الفلسطيني، و23 في المائة أبدوا تأييدهم للطرفين أو عدم تأييد أي من الطرفين أو لم يعربوا عن موقفهم.

ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن مصدر في ديوان نتنياهو قوله إن «التأييد المرتفع للموقف الإسرائيلي لدى الأميركيين ناتج من الشعور العميق بالقيم المشتركة للشعبين» وأضاف «الارتفاع الكبير الأول في نسبة المؤيدين لإسرائيل منذ عقدين ليس صدفة».

وقال المصدر: «نتنياهو المعروف للجمهور الأميركي منذ 30 سنة، بذل جهودا كبيرة في شرح السياسة الإسرائيلية في الولايات في الأشهر الأخيرة، وهو ما فعله خلال الزيارات الثلاث الأخيرة التي قام بها لواشنطن ونيويورك».

وقال مصدر سياسي رفيع: «نأمل بأن التأييد الواضح من قبل الجمهور الأميركي لإسرائيل يوضح للفلسطينيين أنه من الأفضل الدخول في مفاوضات سلام، وليس هدر الوقت في انتظار لا جدوى فيه، على أمل عزل إسرائيل سياسيا في الولايات المتحدة».

وسيزور نتنياهو واشنطن نهاية الشهر الحالي، غير أنه كما يبدو لن يلتقي بالرئيس الأميركي باراك أوباما، وقالت مصادر في ديوان نتنياهو، إنه لن يلتقي بالرئيس الأميركي.

وعزت المصادر عدم ترتيب لقاء ثنائي إلى قيام أوباما بزيارة لإندونيسيا بالتزامن مع زيارة نتنياهو لواشنطن للمشاركة في المؤتمر السنوي للوبي الإسرائيلي (ايباك).

ورجحت المصادر أن يلتقي نتنياهو أوباما خلال مشاركتهما في مؤتمر حول الإرهاب النووي في واشنطن بمشاركة 40 زعيم دولة في شهر أبريل (نيسان) المقبل. وكانت مصادر إسرائيلية قد أوضحت قبل أسبوع أن نتنياهو سيحاول أن يلتقي أوباما خلال زيارته القادمة للولايات المتحدة.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد نشرت الأسبوع الماضي أن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يسعى لترتيب لقاء يجمعه مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال مشاركته في مؤتمر اللوبي الإسرائيلي (ايباك) في واشنطن الشهر المقبل.