تشكيل هيئة جديدة للحوار الوطني اللبناني حول الاستراتيجية الدفاعية

مصادر الرئاسة أوضحت لـ «الشرق الأوسط» معايير اختيار المشاركين

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري دى حضورهما المؤتمر الصحافي المشترك في الدوحة أمس (أ.ب)
TT

أعلن الرئيس اللبناني، العماد ميشال سليمان، أمس، «النسخة الجديدة» لطاولة الحوار الوطني، التي ستبحث الاستراتيجية الدفاعية، وهي العبارة التي اصطلح استخدامها للكلام عن بحث مستقبل سلاح حزب الله، وكيفية التوفيق بين ما يريده الحزب، من حمل السلاح لمواجهة «العدوانية الإسرائيلية»، وما يريده معارضوه من «تنظيم السلاح ووضعه تحت إمرة الدولة».

وبينما كشفت مصادر الرئاسة اللبنانية لـ«الشرق الأوسط»، أن موعد إطلاق الحوار سيتحدد خلال الساعات الـ24 المقبلة، أكدت (هذه المصادر) أن الاستراتيجية الدفاعية ستكون بندا وحيدا على طاولة الحوار «ما لم يتفق المتحاورون على إضافة بنود أخرى».

وضمت الطاولة 9 أعضاء جدد، وغاب عنها مثلهم تقريبا، بعدما تم استبعاد الخاسرين وإضافة الوافدين إلى البرلمان من رؤساء الكتل، التي يزيد عددها على 4 نواب. وأوضحت مصادر الرئاسة اللبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن الطاولة الجديدة تضم رؤساء الحكومات السابقين من بين النواب، ورؤساء الكتل النيابية، بالإضافة إلى ممثلين للطوائف. مشيرة إلى أن وزير الاقتصاد والتجارة، محمد الصفدي، اختير، بصفته ممثلا للسنة، عن «14 آذار»، واختير رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أسعد حردان، بعدما اتحدت كتلته مع كتلة نواب «البعث»، واختير البروفسور فايز الحاج شاهين، بصفته ممثلا للمجتمع المدني وممثلا للطائفة الكاثوليكية، عن «زحلة»، بعدما استبعد النائب السابق إلياس سكاف، الذي رسب في الانتخابات النيابية الأخيرة.

فقد أعلن رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان أمس، تشكيل هيئة الحوار الوطني، وأوضح بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أن «الهيئة تضم: رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، والرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل، ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، والرئيس الأسبق للحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلياس المر، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، ورئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد، ورئيس كتلة لبنان الحر الموحد النائب سليمان فرنجيه، ورئيس كتلة وحدة الجبل النائب طلال أرسلان، والوزير ميشال فرعون، والوزير محمد الصفدي، والوزير جان أوغاسبيان، والنائب أسعد حردان، والنائب أغوب بقرادونيان، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، وعميد كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف البروفسور فايز الحاج شاهين». وأشار البيان إلى أن «فخامة الرئيس سيوجه دعوة إلى أعضاء الهيئة لعقد اجتماع في القصر الجمهوري، يحدد تاريخه لاحقا». وأكد وزير الدولة، عدنان السيد حسين، أن «تشكيل الهيئة الوطنية للحوار، التي أعلنها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ليس مفاجئا، لأنها تؤمّن عمل الهيئة القديمة». وأوضح الوزير أن انطلاقة جديدة لتشكيلة الحوار راعت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، إضافة إلى وجود شخص أكاديمي، هو عميد كلية الحقوق والسياسة في جامعة القديس يوسف في الهيئة، يدعى فايز الحاج حسن، راجيا إضافة أشخاص من مؤسسات المجتمع المدني. ورجح السيد حسين أن يكون بند الاستراتيجية الدفاعية البند الأول الذي سيطرح على طاولة الحوار، متوقعا انعقاد أولى الجلسات في شهر مارس (آذار) الحالي.

وأعرب رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، عن ارتياحه لإعلان رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، تشكيل هيئة الحوار الوطني، راجيا أن يتم، لاحقا، وبصورة مسبقة، تحديد المواضيع التي ستناقش أمام الهيئة، حتى لا يؤثر أي جدل بشأنها على انعقاد هيئة الحوار الوطني وأعمالها. وتضم التشكيلة الجديدة 19 شخصية من مختلف الأطراف، بدلا من 14 كانوا في الهيئة السابقة، التي عقدت 7 جلسات حوار لم تسفر عن نتائج، إلا تخفيف التوتر السياسي والأمني على الأرض قبل الانتخابات النيابية. وكانت طاولة الحوار الوطني قد التأمت للمرة الأولى في 2 مارس 2006، بدعوة من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بمشاركة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إلا أن اجتماعات الحوار توقفت مع حرب يوليو (تموز) 2006، ولم تستأنف إلا بعد اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس سليمان، الذي انتقلت إليه رعاية هذا الحوار.