عون يستبعد عدوانا إسرائيليا على لبنان وحزب الله: السفارة الأميركية «دولة داخل الدولة»

مقرب من سورية لـ «الشرق الأوسط»: قرار الحرب والسلم بيد إسرائيل

TT

تواصلت في بيروت أمس تداعيات قيام «تحالف دمشق» الذي يضم إيران وسورية وحزب الله و«حماس»، فيما استمر الترقب الداخلي للوضع عند الحدود مع تعاظم التهديدات الإسرائيلية والتلويح المقابل لحزب الله بتدمير الجيش الإسرائيلي إذا دخل لبنان.

وأكد الوزير الأسبق ميشال سماحة المقرب من العاصمة السورية أن قرار الحرب والسلم في المنطقة بيد إسرائيل لا بيد لبنان، مستغربا «كيف يمكن أن ندعي أننا نمتلك قرار الحرب والسلم ونثير إشكالات حول من يمتلك هذا القرار؟». وعلق على حديث عضو كتلة «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» المنشور أمس قائلا: «أليس هذا وزير الشاي والقهوة في ثكنة مرجعيون؟»، مستغربا «كيف أن رئيس الكتلة (رئيس الحكومة سعد الحريري) في ميل (ناحية) ونواب الكتلة في ميل آخر؟».

واستبعد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون المتحالف مع حزب الله أن تقوم إسرائيل بشن عدوان على لبنان، لافتا إلى أنها ستكون الخاسر الأكبر في أي حرب جديدة لأنها إذا انتصرت لن تستطيع أن تحول انتصارها إلى انتصار سياسي، أما الهزيمة فستكون كارثة على كيانها. كما اعتبر عون أن «الولايات المتحدة الأميركية لن تبقى اللاعب الوحيد في العالم لأنها لن تستطيع حمل العالم وسيكون ثقيلا عليها».

ورأى وزير الصحة محمد خليفة المقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري أن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون دعا إسرائيل للانسحاب من بلدة الغجر لأنه يستشعر «خطرا ما»، معتبرا أن «ذلك هو تدخل من الأمم المتحدة لوضع الأزمة في نصابها الصحيح»، مشيرا إلى أن «ما يحصل الآن في المنطقة هو نتيجة تهديدات مباشرة للبنان بدأت بها إسرائيل»، معتبرا أن « لقاء دمشق هو رسالة دفاع عن لبنان، للقول إن لبنان لن يُستفرد به»، معتبرا أن «توازن الرعب والقوة هو الذي يؤدي إلى السلام والاستقرار، ولبنان قوي بجيشه وبمقاومته، بشعبه وحكومته، وبكل الدول الصديقة التي ترغب في مساعدته».

وفي المقابل واصل «حزب الله» التلويح بالتصدي لأي عدوان إسرائيلي بالتوازي مع حملته على السياسة الأميركية وسفارة الولايات المتحدة التي اتهمها عضو كتلة نواب الحزب نواف الموسوي بأنها «دولة داخل الدولة»، وطالب الموسوي بوضع حد لتدخل الأجهزة الأمنية الأميركية في الشؤون اللبنانية، لافتا إلى حجم العلاقة الوثيقة بين الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، حيث إن كل ما يعلمه الأميركيون عن لبنان يصل بطريقة أو بأخرى إلى العدو الصهيوني، مؤكدا أن استمرار التدخل الأميركي في لبنان هو تهديد واختراق إسرائيلي للأمن الوطني اللبناني. وشدد الموسوي على ضرورة أن تتوقف العلاقة الخدماتية المعلوماتية بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والأميركية والغربية، وذكّر بأن الذين نفذوا عملية اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح كانوا يستخدمون جوازات سفر أوروبية وأجهزة خلوية أوروبية واستعانوا بمصرف أميركي، ولم نسمع من أي دولة من هذه الدول موقفا صارما من الانتهاك الإسرائيلي لسيادتها.

كما طالب بوضع حد للسفيرة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة ولا تلتزم بالأعراف والحدود الدبلوماسية، ورأى أن السفارة الأميركية في لبنان هي «دولة داخل الدولة». وشدد الموسوي على أن لبنان لم تحرر أراضيه إلا بالمقاومة القادرة على الدفاع، مشيرا إلى أن عصرا جديدا بدأ في هذه المنطقة منذ خطاب الأمين العام لحزب الله في 16 شباط (فبراير) الماضي حيث لم تعد فيه إسرائيل قادرة بتسرع أو رمشة عين أو استخفاف على أن تشن حربا.

ولفت رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك الذي شارك في لقاءات دمشق إلى أن «العدو الإسرائيلي منذ أشهر يقوم بمناورة بعد مناورة، وقبل شهرين ونيف بدأ التصعيد والتهديد بالحرب، وبدأت الناس تعيش حالة الهلع وترقب حالة هجوم وحرب إسرائيلية على لبنان، وللأسف هناك من يؤكد أن وجود المقاومة يبرر الاعتداء. ونقول لمن يسأل عن قرار الحرب والسلم: أليس القرار بالحرب مع إسرائيل؟ فهذه الحرب إذا ما وقعت فنحن نتحمل مسؤولية الدفاع عن أنفسنا ونرفض أن نعيش حياة الذل والهوان، نريد حياة نختارها نحن، والشهادة هي الحياة».

وشدد النائب تمام سلام على أن «الوحدة الداخلية هي السد المنيع ضد أي عدوان»، معتبرا أن «ما يقلق هو عدم حسم قرارنا الداخلي في مواجهة هذه التهديدات، وهذه هي نقطة الضعف»، لافتا إلى أن «الجديد في الأمر ليس مشهد دمشق، لأنه حصل سابقا، ولكن الجديد هو ما أعلنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله المنسجم مع مواقفه السابقة». ونبّه نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان إلى أن الأجواء المتوترة في المنطقة قد تؤدي إلى إعادة استعمال لبنان ساحةً، معتبرا أن على الحكومة أن تلعب دورا أساسيا في تجنيب لبنان أن يكون كذلك. ورأى أن هذا الأمر لا يُحَلّ إلا بالتأكيد على أن قرار الحرب والسلم تتخذه الحكومة اللبنانية.