باكستان: تحويل معسكرات تدريب الانتحاريين إلى ملاعب كرة قدم

جهكراني وزير الرياضة لـ «الشرق الأوسط»: الرياضة بديل جذاب عن الأفكار الأصولية.. ومضاعفة أموال رعاية الشباب في المناطق القبلية

TT

وضعت وزارة الرياضة في باكستان الخطوط العريضة لخطة تهدف إلى تقديم الرياضة كبديل جذاب عن الأفكار المتطرفة أمام الشباب في المناطق القبلية والمناطق الأخرى التي تأثرت بالإرهاب في إقليم الحدود الشمالية الغربية. صرح بذلك وزير الرياضة إعجاز جهكراني في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط».

وفي سياق الحديث عن تفاصيل خطته لتطوير المنشآت الرياضية في المناطق القبلية وإقليم الحدود الشمالية الغربية، وهي المناطق الإدارية الأكثر تضررا من خطر الإرهاب والتطرف، قال الوزير «ستكون الخطة مشروعا ضخما، وخصصت لها الحكومة الباكستانية أموالا خاصة».

وصرح جهكراني لـ«الشرق الأوسط»: «سنركز على جميع الرياضات، مثل الهوكي والكريكيت وكرة القدم والرياضات المحلية الأخرى الشائعة بين الناس في هذه المناطق».

وفي وقت سابق هذا الأسبوع قدمت وزارة الرياضة عرضا لرئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بشأن المشروعات الجديدة التي ستطلقها بهدف تنمية الرياضة في البلاد خلال العام الحالي. وكان الهدف الرئيسي من العرض هو إطلاع رئيس الوزراء على كيفية توفير الأموال الجديدة للوزارة لتنفقها على هذه المشروعات الجديدة.

وخلال العرض الذي استمر لمدة ساعتين، لاحظ رئيس الوزراء سريعا أن الخطة المفصلة التي أعدتها وزارة الرياضة لم تشتمل على أي مشروع معين بشأن تنمية وتشجيع الرياضة في المناطق القبلية وإقليم الحدود الشمالية الغربية.

وأخبر مسؤول بارز في وزارة الرياضة «الشرق الأوسط» بأن رئيس الوزراء أصدر تعليماته للمسؤولين بالوزارة بتقديم تعديلات جذرية على الخطة، وبذل جهودا خاصة لتشجيع وتنمية الأنشطة الرياضية في المناطق التي عانت من ويلات الإرهاب والتطرف.

ولتوفير أساس متين لتعليماته، أصدر رئيس الوزراء جيلاني تعليمات بمضاعفة الميزانية السنوية لوزارة الرياضة للعام الحالي (2010 – 2011).

وقال وزير الرياضة «لقد كان رئيس الوزراء سخيا للغاية في مضاعفة الأموال المخصصة للرياضة خلال العالم الحالي، حيث تمت مضاعفة الميزانية الحالية للوزارة من 900 مليون روبية باكستانية إلى 1.8 مليار روبية باكستانية، عقب صدور تعليمات رئيس الوزراء».

وأثناء الاجتماع، أمر رئيس الوزراء جيلاني وزارة الرياضة بانتقاء عدد من المواقع التي كانت في السابق معسكرات تدريب انتحارية (والتي اكتشفها الجيش خلال العمليات العسكرية في سوات ووزيرستان الجنوبية) وتحويلها إلى ملاعب.

وصرح مسؤول بارز من وزارة الرياضة «لقد أراد رئيس الوزراء تحويل مواقع معسكرات التدريب الانتحارية إلى ملاعب، وذلك في إشارة رمزية».

وفي اليوم التالي، صرح وزير الرياضة في مؤتمر صحافي في إسلام آباد بأن مراكز التدريب على التفجيرات الانتحارية في المناطق القبلية سيجري تحويلها إلى ملاعب، وسيجري تحفيز الشباب في هذه المناطق على المشاركة في الأنشطة الرياضية.

كما صرح وزير الرياضة في المؤتمر الصحافي الذي عقد في المجمع الرياضي الباكستاني «لقد أعطانا رئيس الوزراء شعارا وهو (من ميدان للقتال إلى ميدان للرياضة)، وهو ما سنمضي معه قدما بغية إنقاذ كرامة البلاد».

كما أوضح جهكراني لـ«الشرق الأوسط» أن «الفكرة الأساسية هي تطوير المنشآت الرياضية من أجل الناس في هذه المناطق، التي عانت من خطر الإرهاب».

وقال مسؤول بارز بوزارة الرياضة إن رئيس الوزراء قام بمضاعفة ميزانية الوزارة، وسيجري إنفاق جزء كبير منها على تطوير المنشآت الرياضية في المناطق القبلية.

وقال وزير الرياضة «سنقوم بتطوير الرياضة هناك، سنطور الملاعب والاستادات». وأضاف «نفكر في تطوير جميع أنواع المنشآت الرياضية في هذه المناطق، لكن ذلك سيعتمد بدرجة كبيرة على طبيعة الرياضات الأكثر شيوعا في هذه المناطق».

وقد أجرت وزارة الرياضة العام الماضي استطلاعا داخل المناطق القبلية وإقليم الحدود الشمالية الغربية للتعرف على الرياضات الأكثر شيوعا في هاتين المنطقتين.

وذكر مسؤول بارز بوزارة الرياضة لـ«الشرق الأوسط» أن «نتائج هذا الاستطلاع تظهر أن رياضتي كرة القدم والكرة الطائرة الأكثر شيوعا بين الناس في هذه المناطق».

وفي الاجتماع نفسه، شكل رئيس الوزراء أيضا فريقا خاصا برئاسة رئيس الاتحاد الأوليمبي الليفتنانت جنرال المتقاعد عارف حسن، وذلك للمساعدة في وضع هذه الخطة في حيز التنفيذ. وجرى تكليف الفريق بتقديم توصياته في غضون الشهرين المقبلين.

وقال جهكراني لـ«الشرق الأوسط»: «إن تركيزنا منصب على نحو كامل على هذا المشروع، ولا أعتقد أننا سنواجه أي نقص في الأموال اللازمة لتنفيذ أهدافنا».

وخلال الشهرين المقبلين، في الوقت الذي يعد فيه الفريق توصياته بشأن تنفيذ المشروع، ستقدم وزارة الرياضة خططا للاستعانة بمدربين باكستانيين وأجانب لتدريب الأفراد من المناطق القبلية على الرياضات التي يفضلونها، بما في ذلك كرة القدم والكرة الطائرة.

وبحسب مسؤولين في وزارة الرياضة، فإن العقبة الرئيسية التي تواجه الوزارة في هذا الشأن هي أنه في الوقت الذي تعد فيه كرة القدم والكرة الطائرة من أكثر الرياضات شيوعا في هذه المناطق، فإنهما قلما تجدان جمهورا في باقي أنحاء البلاد.

وذكر مسؤول بالوزارة «بسبب هذه المشكلة، من المحتمل أن نواجه نقصا في المدربين الخبراء في كرة القدم والكرة الطائرة».

وأضاف المسؤول «لكن رئيس الوزراء وعدنا بأنه لن يساعدنا فقط في الوصول إلى مانحين أجانب، بل وسيطلب من الإدارة الحكومية المعنية أيضا مساعدة وزارة الرياضة في الاستعانة بمدربين أجانب».

كما أن وزارة الرياضة تعتزم تنظيم حدث رياضي بين القبائل في جميع الأحياء القبلية السبعة حالما يستقر الوضع في وزيرستان الجنوبية والأحياء القبلية في باجور.

وقال مسؤول بوزارة الرياضة «وفيما يتعلق بسوات، نظمنا حتى الآن أكثر من خمسة أحداث رياضية منذ إنهاء العملية العسكرية».