تقرير: الأصوليون اخترقوا حزب العمال البريطاني

عمر بكري لـ «الشرق الأوسط»: تخرّج من تحت أيدينا 3 أجيال من الشباب المسلم.. والدعوة تؤتي ثمارها

TT

قال وزير البيئة في الحكومة البريطانية، جيم فيتزباتريك، إن الأصوليين يخترقون حزب العمال. وأضاف الوزير البريطاني في لقاء مع صحيفة «الصنداي تلغراف» أمس أن حزب العمال الحاكم الذي ينتمي إليه، قد جرى اختراقه من قبل مجموعة أصولية تريد إقامة «نظام سياسي اشتراكي إسلامي» في بريطانيا. ونقلت الصحيفة عن فيتزباتريك قوله: «إن المنتدى الإسلامي لأوروبا، الذي يعتقد الجهاد والشريعة الإسلامية، ويريد تحويل بريطانيا وأوروبا إلى دولة إسلامية، قد زرع متعاطفين معه في المكاتب التي جرى انتخابها في تور هاملت وفي شرق لندن، وهو يزعم عن حق بأنه قادر على تحقيق نوع من الحشد الشعبي للناخبين لصالحه».

من جهته قال الداعية عمر بكري فستق، المرشد الروحي الأسبق لحركة «الغرباء» الأصولية التي حظرتها بريطانيا عقب هجمات لندن في يوليو (تموز) الماضي، والزعيم الأسبق لحركة «المهاجرون» التي حلت نفسها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» في طرابلس بلبنان، حيث يقيم: «الانخراط في العمل السياسي، بمعنى دخول المسلم في الأحزاب البريطانية غير الإسلامية، لا يحل شرعا، وإثم ومعصية ولا أشجع عليه، ولكنني لا أشكك في صدق نوايا المسلمين الذين ينخرطون في العمل السياسي، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن الله ينصر هذا الدين ولو بالرجل الفاجر».

وأضاف بكري، الذي يشغل حاليا منصب مدير وقف اقرأ الإسلامي في طرابلس لبنان: «إن الأصولية العلمانية ستحارب الدعاة والشباب المسلم ولو انخرطوا في العمل السياسي وفي الأحزاب السياسية البريطانية، وهذا سيكون له أثر إيجابي على الدعوة في المستقبل، لأن الناس ستدرك أن حركة الغرباء وحركة (المهاجرون) وغيرها ممن تم حظره إنما يدخل تحت استراتيجية مكافحة الإسلام تحت مسمى مكافحة الإرهاب». وتساءل عن: «معنى تخوف الغرب من بعض المسلمين بمجرد انخراطهم في الأحزاب السياسية غير الإسلامية».

وكان «عمر بكري» قد لجأ إلى بريطانيا منذ عام 1986. وفي عام 2005 بعد هجمات لندن، غادر بريطانيا باتجاه لبنان ومنعت الحكومة البريطانية عودته إلى أراضيها بعد أن شنت وسائل الإعلام حملة ضارية عليه على خلفية الآراء المتطرفة التي كان يرددها بشكل دائم.

وأضاف بكري: إن الدعوة إلى الله هي رسالة الأنبياء، وسنة الدعاة، وعمل الجماعات الإسلامية، وقد حث عليها الدين الإسلامي وحفز على نشرها، قال الله تعالى «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» النحل 125، وحسبنا ثناء الله على الدعاة في قوله تعالى: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ» فصلت 33، فلا غرابة أن يخرج من بين المسلمين في الغرب عامة وفي بريطانيا خاصة من يعمل في الدعوة إلى الإسلام والعمل على إقامة شرع الله تعالى، فلقد نجحنا في زرع بذور الدعوة ومفاهيم الإسلام كقيادة فكرية لا شخصية بين الجاليات المسلمة، وقمنا بتربية ما يقارب الثلاثة أجيال من الشباب المسلم، والحمد لله بدأت ثمار هذه الدعوة إلى الله تظهر بأشكال متعددة، ولعل حديث وزير البيئة في الحكومة البريطانية، جيم فيتزباتريك، خير دليل على نجاح الدعوة التي زرعت في بريطانيا من قبل حركتي «المهاجرون» و«الغرباء» إلى جانب جهود الدعاة الصادقين، أمثال أبو قتادة وأبو حمزة المصري وأبو عز الدين وفيصل الجامايكي (فك الله أسرهم) جميعا، وأبو بصير الطرطوسي وهاني السباعي وأنجم شودري. وكان بكري، الذي وَصَف في وقت سابق منفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، بـ«العظماء الـ19»، قد دعا في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط»، الإسلاميين المقيمين في بريطانيا إلى مغادرتها، لأنهم لن يتمكنوا فيها من الدعوة إلى الله.