استغلال صور المرجعيات يثير سخط الأحزاب العلمانية في منطقة الفرات الأوسط

ائتلاف الحكيم يوزع ملصقا عليه صورة السيستاني

TT

مع قرب موعد الانتخابات التشريعية في العراق يشتد التنافس بين الكتل السياسية في مناطق الفرات الأوسط حيث بدأت الأحزاب الدينية تتمسك بكل خيط قد يجذب الناخب إلى قوائمها. ومما أثار سخط الأحزاب العلمانية لجوء الأحزاب الدينية إلى توظيف صور المرجعيات. فقد قام الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم بطبع ملصق تتصدره صورة المرجع علي السيستاني وبيانه الأخير حول الحث على المشاركة في الانتخابات، لكن الملصق ضم كذلك عنوان الائتلاف الوطني العراقي ووزع على المواطنين.

يأتي هذا على الرغم من تأكيد المرجعية على أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع ولا تدعم أية قائمة. وفي هذا السياق، أكد رجل الدين الشيخ علي الخفاجي لـ«الشرق الأوسط» أن «المرجعية الدينية لا تسمح لأي شخص بأن يتخذها سلما للوصول إلى غايته في الانتخابات من خلال تحريك عواطف الناس»، مؤكدا أن «المرجعية الدينية في النجف لكل العراق، ولا تسمح لأي شخص أن يحصرها في طائفة، والكل يعلم مواقفها الوطنية، والجميع في العراق يعلم موقفها من الانتخابات».

يذكر أن قانون مفوضية الانتخابات المستقلة لا يسمح باستخدام مراجع الدين في الدعاية الانتخابية. وفوجئ مرشح «ائتلاف وحدة العراق» بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني، الحقوقي شلال عنوز، عندما وزع عليه بعض الأطفال عند أحد التقاطعات المرورية ملصق الائتلاف الوطني الذي يحمل صورة السيستاني وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الناخب العراقي أصبح في حيرة؛ لمن يصوت. المرجعية الدينية تؤكد أنها على مسافة واحدة من الجميع، بينما يضمن الائتلاف الوطني العراقي من خلال دعايته الانتخابية اسم وصورة السيستاني»، مشددا: «إننا نطالب الجهات المعنية والمفوضية المستقلة للانتخابات بأن تتخذ إجراءات حازمة بحق الأحزاب التي تصر على استخدام مراجع الدين في دعايتها الانتخابية».

إلى ذلك، قال أبو سعد، من أهالي الديوانية: «يبدو أن الائتلاف الوطني العراقي لا يستطيع المنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة إلا بإقحام المرجعيات الدينية في دعايته الانتخابية»، مضيفا أن وضع صور المرجع علي السيستاني وبجانبه اسم الائتلاف الوطني العراقي «لا أظنه سيجلب الكثير من الناخبين، كون المرجعية الدينية ليست مع أحد ولم تدعم لا علنا ولا سرا الائتلاف الوطني العراقي».