كردستان: حذر شديد في التعاطي مع الانتخابات خوفا من انقسام الصف الكردي

«الشرق الأوسط» ترسم خارطة قواها المشاركة في السباق إلى البرلمان العراقي

TT

تستعد الأحزاب والقوى السياسية الكردية المنضوية بقوائم انتخابية متعددة لخوض الانتخابات التشريعية في العراق، وعلى الرغم من أن القيادات السياسية تتعاطى بحذر شديد مع تلك الانتخابات بسبب مخاوفها من انقسام الصف الكردي مع بروز الكثير من الكتل السياسية المعارضة لسلطة الحزبين الرئيسيين في كردستان (الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني).

وفي محاولة من «الشرق الأوسط» لتحديد ملامح المرحلة القادمة بالنسبة للثقل الكردي في مجلس النواب العراقي، ترسم فيما يلي الخارطة الانتخابية في إقليم كردستان، وتحدد أبرز الكتل الانتخابية، وتأشير مراكز نفوذها، مع تقدير حظوظ كل من القوائم المتنافسة في تلك الانتخابات.

ففي محافظات الإقليم الثلاث تخوض الكثير من الكيانات والقوائم الانتخابات المقبلة وكما يلي: أربيل 26، والسليمانية 16، ودهوك 14 وفي كركوك 34 قائمة انتخابية متعددة.

ومن أبرز الكتل والكيانات السياسية التي تخوض تلك الانتخابات، تقف كتلة التحالف الكردستاني في مقدمتها بقيادة الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، تليها قائمة التغيير المعارضة بقيادة نوشيروان مصطفى، ثم الاتحاد الإسلامي ثم الجماعة الإسلامية وهما كتلتان سياسيتان تحتلان 10 مقاعد في البرلمان الكردستاني. وأدناه أهم الكتل والقوائم الانتخابية التي تخوض انتخابات مجلس النواب العراقي القادم:

- كتلة التحالف الكردستاني وتحمل الرقم (372) وتضم «الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، والحركة الإسلامية في كردستان، وحزب كادحي كردستان المستقل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، والحزب الشيوعي الكردستاني، وجمعية الليبراليين التركمان، والحزب القومي الديمقراطي الكردستاني، وحزب عمال وكادحي كردستان، وحزب كادحي كردستان، وقائمة أربيل التركمانية، والحركة الديمقراطية لشعب كردستان، إضافة إلى شخصيات تركمانية وكردية أخرى». وتحتل كتلة التحالف 59 مقعدا في البرلمان الكردستاني حاليا.

- قائمة التغيير وتحمل الرقم (329) وتمثل حركة شعبية جديدة أنشأها السياسي الكردي نوشيروان مصطفى النائب السابق لجلال طالباني. وتحتل 25 مقعدا في البرلمان الكردستاني.

- الاتحاد الإسلامي الكردستاني بقيادة صلاح الدين محمد بهاء الدين عضو مجلس الحكم السابق. وتحمل الرقم (315) ولها حاليا 6 مقاعد في البرلمان الكردستاني.

- الجماعة الإسلامية الكردستانية / العراق وتحمل الرقم (352) ولها 4 مقاعد في البرلمان الكردستاني.

- الجبهة التركمانية العراقية بقيادة سعد الدين أركيج وتحمل الرقم (312).

وتخوض الأقليات الدينية والقومية في كردستان الانتخابات القادمة أيضا بقوائم متعددة ومن أبرزها الأقلية اليزيدية التي لها 3 قوائم باسم «القائمة الأيزيدية المستقلة برقم 378، والحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم برقم 377، وحزب التقدم الأيزيدي برقم 379».

والأقلية الأخرى التي تخوض الانتخابات هي «الشبك» ولها 4 قوائم انتخابية وهي: «تجمع الشبك الديمقراطي برقم 387، والمهندس محمد جمشيد عبد الله الشبكي 386، والشبكي المستقل فارس باجلان 388، والشبكي الحر حسين زينل علي 385).

والمكون المسيحي في كردستان يخوض الانتخابات بـ7 قوائم وهي: (ائتلاف عشتار الديمقراطي 394، وقائمة الرافدين 389، والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري 390، وقائمة أور الوطنية 392، والمجلس القومي الكلداني 391، والمحامي يوحنا يوسف توما يوسا 395، وسركيس يوسف سركيس 393).

أما بالنسبة لمناطق نفوذ هذه الكتل والقوائم الانتخابية فإنها تتوزع على الشكل التالي:

التحالف الكردستاني: هو أكبر التحالفات السياسية الكردستانية التي خاضت جميع الانتخابات البرلمانية العراقية والكردستانية بقائمة موحدة وتضم الحزبين الرئيسيين في كردستان إلى جانب الكثير من الأحزاب الصغيرة. وتتوزع مناطق نفوذ التحالف الكردستاني حسب الأحزاب المنضوية تحتها. فالحزب الديمقراطي الكردستاني وهو أكبر أطراف التحالف يتمتع بنفوذ قوي في مناطق بهدينان وتشمل محافظة دهوك والقسم الغربي برمته من حدود إقليم كردستان، إلى جانب نفوذ قوي في محافظة أربيل خصوصا في السنوات العشر الأخيرة، حيث يتقاسم النفوذ في هذه المحافظة مع الاتحاد الوطني الكردستاني.

وفي محافظة السليمانية وهي ثالث محافظات الإقليم، كانت المحافظة منطقة نفوذ تقليدية وتاريخية للاتحاد الوطني الكردستاني، ولكنه خسر معظم شعبيته في هذه المحافظة بعد ظهور حركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى الذي كان نائبا سابقا للأمين العام لهذا الحزب، واستطاع في الانتخابات الأخيرة أن يزحزح الاتحاد الوطني عن هذه المحافظة بانتزاع 25 مقعدا برلمانيا، واليوم تتنازع كل من كتلتي التغيير والاتحاد الوطني على مقاعد هذه المحافظة، فكتلة التغيير تريد أن ترسخ أقدامها في هذه المحافظة، وأن تنتزعها كلية من الاتحاد الوطني الذي يسعى بدوره لاستعادة شعبيته فيها خلال هذه الانتخابات.

وفي كركوك يستأثر الاتحاد الوطني الكردستاني بالنفوذ الأكبر فيها. ويشاركه الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث يتقاسمان معظم المناصب المخصصة للكرد وكذلك المراكز الأمنية، وحاولت كتلة التغيير أن تزاحم الحزبين وتنافس نفوذهما في المحافظة، ولكن الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين يرون أن هذه المحافظة ستبقى تحت نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني.

كتلة التغيير: نشأت هذه الكتلة أساسا كشركة إعلامية يديرها نوشيروان مصطفى بعد خروجه من صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني. ولكن مصطفى وبهدف استعادة نفوذه السياسي في كردستان حول تلك الشركة إلى حركة سياسية تطالب بالتغيير في كردستان وانتزاع سيطرة الحزبين التقليديين على شؤون إقليم كردستان، وبهذا فقد خاض الانتخابات البرلمانية السابقة في كردستان بقائمة منفردة واستطاع الحصول على رُبع مقاعد البرلمان الكردستاني بواقع 25 مقعدا.

ويتركز نفوذ كتلة التغيير في محافظة السليمانية والكثير من الأقضية والنواحي التابعة لها، ويمتد هذا النفوذ إلى قضاء كويسنجق كبرى أقضية محافظة أربيل. ولكن في مركز المحافظة «أربيل» يكاد هذا النفوذ يضعف بسبب سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني عليها، مع فقدان تام لأي نفوذ للقائمة في محافظة دهوك الخالصة لحزب بارزاني. أما في كركوك فإن الحركة لا تستطيع منافسة تحالف الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني في نفوذهما وسيطرتهما على النسبة الكردية الموجودة هناك.

الاتحاد الإسلامي: ليست هناك بالتحديد منطقة نفوذ معينة للاتحاد الإٍسلامي في كردستان. فهذا الاتحاد الذي نشأ في منتصف التسعينات من القرن الماضي في خضم النهضة الدينية التي شهدتها معظم الدول العربية، وكانت نشاطاته في البداية تتركز على نشاطات الدعم الإنساني، تطورت فيما بعد إلى إنشاء مراكز للتدريس الديني، ثم السيطرة رويدا رويدا على المساجد والمراكز الدينية. وبرز نشاطه السياسي في الانتخابات البرلمانية الكردستانية والعراقية نتيجة التذمر الشعبي من سلطة الحزبين الحاكمين في كردستان خلال السنوات العشر الأخيرة، ولكن هذا النفوذ بدأ يضعف مع ظهور حركة التغيير المعارضة.

الجماعة الإسلامية: يقودها أميرها علي بابير.. وتعتبر هذه الجماعة امتدادا للحركة الإسلامية الكردستانية وهي الحركة الأم لجميع التنظيمات الإسلامية المتشددة والمسلحة. وكان نفوذ تلك الحركة يتركز في المناطق الحدودية المتاخمة لإيران (حلبجة وطويلة وبيارة) وغيرها من المناطق الحدودية التي كانت مركزا لنشاطات تلك الحركة. وورثت الجماعة نفوذ الحركة الإسلامية في تلك المناطق بعد الضعف الذي أصاب الحركة الإسلامية. والجماعة مثل الاتحاد الإسلامي خاضت الانتخابات البرلمانية الكردستانية السابقة بتحالف رباعي جمعهما مع كل من الحزبين (الكادحين والاشتراكي الكردستاني) وحصلت قائمتهما «الإصلاح والخدمات» على 13 مقعدا، ولكن الحزبين الأخيرين انشقا عن الكتلة بـ3 مقاعد وانضما إلى التحالف الكردستاني، ولم يبقَ للحزبين الإسلاميين سوى 10 مقاعد يحتل الاتحاد الإسلامي 6 منها في البرلمان الكردستاني وبقيت 4 مقاعد بحوزة الجماعة الإسلامية.