العراقيون يصوتون في 8 ولايات أميركية وعدم معرفة عددهم يعيق الاستعداد للاقتراع

مسؤول في مفوضية الانتخابات لـ«الشرق الأوسط»: ضيق الوقت والثلوج يصعبان عملنا

TT

تشدد الحكومة الأميركية على أهمية مشاركة العراقيين في الخارج في الانتخابات العامة المقبلة، وقد كرر مسؤولون على رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، تصريحات حول أهمية تصويت العراقيين في الخارج لضمان أوسع مشاركة ممكنة ودعم للعملية الانتخابية. وبينما تسلط الأضواء على مئات آلاف العراقيين في سورية والأردن الذين يشاركون في الانتخابات، هناك 16 دولة مختلفة تستضيف الانتخابات بما فيها الولايات المتحدة حيث يستعد العراقيون فيها للتصويت فيها بين يومي 5 و7 مارس (آذار) الحالي. ويعمل فريق المفوضية العليا للانتخابات العراقية في الولايات المتحدة على الانتهاء من آخر الاستعدادات قبل بدء عملية التصويت. وشكا سربست المفتي مدير مكتب المفوضية العليا للانتخابات العراقية في الولايات المتحدة، من قصر الوقت الذي أتيح للمفوضية للاستعداد للانتخابات. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «وصلنا يوم 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل 35 يوما من الانتخابات بينما يجب الاستعداد للانتخابات قبل إجرائها بـ6 أشهر على الأقل، ولكن علينا أن نستعد بكل حال». ويذكر أنه بعد وصول فريق المفوضية من العراق، وهم 3 مسؤولين من المفوضية، ضربت عواصف ثلجية واشنطن مما عرقل وعطل عمل الفريق. وأوضح المفتي: «الثلوج عطلت عملنا بين 7 و10 أيام، وقد ضاعت هذه الأيام منا ولكن عملنا على التغلب على عامل الوقت من خلال توظيف عدد من الزملاء المقيمين في الولايات المتحدة». ويعمل 23 موظفا تم تدريبهم في الولايات المتحدة في المركز الرئيسي للمفوضية في الولايات المتحدة وهو في ولاية فرجينيا المجاورة للعاصمة واشنطن، بينما هناك 6 موظفين مع كل محطة اقتراع وهناك 50 محطة موزعة على 9 مراكز اقتراع في 8 ولايات أميركية هي واشنطن وسان فرانسيسكو ومركزان في ديترويت وناشفيل وشيكاغو وأريزونا وسان دياغو وتكساس. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «مشاركة العراقيين في الولايات المتحدة لها أهمية رمزية أكثر من الأعداد المحددة المشاركة في الانتخابات، فكيف يمكن لنا أن ندعم العملية الديمقراطية في العراق دون مشاركة العراقيين هنا فيها؟ نحن نعمل على توثيق العملية الديمقراطية». ومن المشكلات التي واجهت مكتب المفوضية العليا للانتخابات صعوبة رصد أعداد العراقيين في الولايات المتحدة، إذ لا توجد إحصاءات محددة حول العراقيين في البلاد كما أن هناك من يحمل الجنسية المزدوجة، ومن غير المعروف عددهم. وقال المسؤول الأميركي رفيع المستوى: «لا يمكن لنا التكهن حول الأعداد». وامتنع المفتي عن إعطاء تقديرات حول أعداد العراقيين المتوقع مشاركتهم في الانتخابات كما امتنع عن الرد على أسئلة حول عدد أوراق الاقتراع مكتفيا بالقول: «من الصعب رصد الأعداد وهذه من أكبر المعوقات في عملنا ولكن هناك كمية كافية من الأوراق ونتأمل مشاركة عالية». وفي العراق أصوات تثير قضية التلاعب بنتائج الانتخابات في الخارج وهو أمر يقول المفتي إنه على علم به ويعمل لمواجهته. وأوضح المفتي: «نحن نعمل على الحد من التزوير، والموظفون ووكلاء الكيانات السياسية في الولايات المتحدة والمراقبون الدوليون والإعلاميون كلهم يسهمون في الحد من التزوير». وأضاف: «نحن نشجع أكبر عدد من المراقبين للمشاركة في العملية ومنظمات المجتمع المدني بالإضافة لوسائل الإعلام». واعتبر المسؤول الأميركي أنه «بينما تدعم الحكومة الأميركية هذه العملية، المسؤولية عراقية». وأضاف: «دور المراقبين الدوليين أمر مهم جدا في الداخل والخارج»، موضحا: «نحن راضون إلى درجة معقولة بوجود الضوابط المطلوبة». ويذكر أن مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية سيتوجهون إلى مركز الاقتراع في فيرجينيا لمراقبة الانتخابات، كما أن بعض الدبلوماسيين الأميركيين المقيمين في ولايات أميركية طلب منهم زيارة مراكز الاقتراع فيها لمراقبتها. ومن اللافت أنه على الرغم من نشر عناوين مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة للناخبين العراقيين، فإن السلطات المحلية في بعض الولايات لم تعطِ موافقتها النهائية للتصويت حتى أيام من بدء عملية التصويت. وأوضح المفتي: «حتى الآن نعمل على الموافقات ونأمل أن توافق الحكومة المحلية»، مضيفا: «من أكبر المشكلات عدم موافقة السلطات المحلية ولكن السفارة العراقية هناك ووزارة الخارجية يدها بيدنا». وأوضح المفتي أن السبب وراء عدم الحصول على بعض الموافقات تعود إلى مخاوف أمنية، قائلا: «إنهم يقولون: (علينا أن نحمي أنفسنا وأن نحميكم أيضا)، المسألة متعلقة بمسؤولية الحماية ولكن نحن واثقون بأن الأمور ستحل». ويذكر أن النظام الأميركي يعطي السلطات المحلية في كل ولاية حق الموافقة على إجراء الانتخابات فيها، ولا يعود الأمر إلى الحكومة الفيدرالية في واشنطن، إلا أن المسؤول الأميركي رفيع المستوى أكد بذل الحكومة الأميركية جهودها كافة لتسهيل عملية الاقتراع ودعم العراقيين في الحصول على الموافقات المطلوبة. وأضاف المسؤول: «الحكومة الأميركية تشجع بقوة الانتخابات العراقية في الولايات المتحدة، السؤال هو حول الآلية. علينا الأخذ بعين الاعتبار متطلبات السلطات المحلية».