قيادي في حماس يعلن براءته من ابنه المتهم بالتجسس لإسرائيل

أقر بأنه ساعد في إنقاذ بيريس من محاولة اغتيال.. تجنبا لاجتياح إسرائيلي للضفة

نص البيان الذي تبرأ فيه الشيخ حسن يوسف من إبنه
TT

أعلن القيادي في حركة حماس، الشيخ حسن يوسف، الأسير في السجون الإسرائيلية، براءته التامة من نجله مصعب، الذي ارتد عن دين الإسلام قبل أكثر من عامين، وكشف أخيرا أنه عمل جاسوسا لـ«الشاباك» الإسرائيلي.

وقال يوسف في بيان له من داخل السجن، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «انطلاقا من موقفنا المبدئي، وفهمنا لديننا، وما تمليه علينا عقيدتنا، وبناء على ما أقدم عليه المدعو (مصعب) من كفر بالله ورسوله، وتشكيك في كتابه، وخيانة للمسلمين، وتعاون مع أعداء الله، وبالتالي إلحاق الضرر بشعبنا وقضيتنا.. فإنني أنا الشيخ حسن يوسف داود دار خليل، وأهل بيتي (الزوجة والأبناء والبنات)، نعلن براءة تامة جامعة ومانعة، من الذي كان ابنا بكرا، وهو المدعو (مصعب)، المغترب حاليا في أميركا، متقربين إلى الله بذلك، وولاء لله ورسوله والمؤمنين».

وختم قائلا: «سائلين المولى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وأن يهدي الجميع إلى سواء السبيل».

وكان مصعب قد اعتنق المسيحية قبل أكثر من عامين، وأحدث صدمة في المجتمع الفلسطيني، بصفته نجل أحد أبرز قادة حماس في الضفة.

منذ 2008 هاجر مصعب إلى ولاية كاليفورنيا الأميركية، وحاولت عائلته رده إلى الإسلام من دون جدوى. وأخيرا، اعترف بأنه كان جاسوسا مهما للمخابرات الإسرائيلية، وأقر أنه ساعد في إنقاذ الرئيس الإسرائيلي الحالي، وزير الخارجية في حينها، شيمعون بيريس، من محاولة اغتيال.

وشارك مصعب مع رون براكي في تأليف كتاب «ابن حماس»، الذي سينشر قريبا في الولايات المتحدة.

وروى مصعب أنه كان يعمل مساعدا وسائقا لوالده عندما زاره القيادي البارز في حماس عبد الله البرغوثي، وأبلغه أنه تم بالفعل إرسال أربع عبوات ناسفة لتفجير سيارة بيريس، وبإبلاغ مصعب جهاز الشين بيت، تمكن من إحباط العملية.

وتحدث مصعب عن والده بفخر، وقال كيف إن والده طلب من البرغوثي وقف عمليات القتل، وذلك بعد هجومين كبيرين في تل أبيب والقدس، لأنه كان يخشى أن ترد إسرائيل على ذلك باجتياح الضفة الغربية.

واعتبر مصعب نفسه مساهما في إنقاذ أرواح عدد كبير من القادة الفلسطينيين، من خلال الاشتراط على الجانب الإسرائيلي في تعاملاته معه أنه لن يوافق على اغتيالهم. وشدد على أنه سيعود يوما إلى وطنه، باعتبار أنه «لا مكان في العالم مثل الوطن».

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أفادت، الأربعاء، أن مصعب كان «جاسوسا» لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، وزوده بمعلومات أسهمت في القيام بعدة اعتقالات ووقف هجمات.

وكان حسن يوسف، وهو أحد مؤسسي حماس في الضفة الغربية، قد نفى حينها خبر «هآرتس»، وقال: «ما ينشر من فعاليات قام بها (ابنه مصعب) ضد الحركة ومجاهديها، هو كذب صريح لا لبس فيه، ولا يمكنه أن يقدم عليه دليلا واحدا». أما حماس فاعتبرت، الأسبوع الماضي، أن ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية «افتراءات»، تندرج في إطار «حملة إعلامية» ضد الحركة.