خاتمي ينتقد سياسة نجاد الخارجية المغامرة التي تضعف البلاد

إغلاق صحيفة «اعتماد» ومجلة لأسرة كروبي.. وإطلاق 6 صحافيين بينهم شمس الواعظين

TT

انتقد الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق، محمد خاتمي، السياسة الخارجية «المغامرة» التي قال إن حكومة محمود أحمدي نجاد تنتهجها، معتبرا أنها تضعف البلاد أمام «أعدائها» الكثر. جاء ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية، أمس، أنه تم حظر صحيفة «اعتماد» الإصلاحية الرئيسية في إيران، ومجلة تصدرها أسرة المعارض مهدي كروبي، حتى إشعار آخر من قبل السلطات الإيرانية.

وقال خاتمي في خطاب ألقاه أمام طلاب إصلاحيين وبثه موقع منظمته «باران» الإلكتروني: «لدينا أعداء كبار قاموا بعدة محاولات ضد الجمهورية الإسلامية». وأضاف في إشارة واضحة إلى الملف النووي، أنه بإزاء هذا الوضع «لسنا في حاجة إلى الحضور على الساحة الدولية بسياسة مغامرة. يفترض أن يملي علينا الحس السياسي الحكمة، وأن نتحرك بعقلانية، وعدم إعطاء الآخرين ذرائع»، للتحرك ضد إيران.

واعتبر الرئيس السابق الذي تحول إلى أحد قادة المعارضة منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في يونيو (حزيران) الماضي أن هذه السياسة «تكلف البلاد ثمنا باهظا».

وأضاف خاتمي: «من السهل افتعال توترات في العالم لكن تشجيع أجواء الانفراج أصعب بكثير. إن ذلك يقتضي شجاعة وحكمة وعلى السلطات اتخاذ مبادرات في هذا الاتجاه».

وأدلى خاتمي بهذه التصريحات في حين يعقد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا في فيينا حول الملف الإيراني بهدف إنزال عقوبات جديدة محتملة في مجلس الأمن الدولي. في غضون ذلك نقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن حسن شاه صفي قائد سلاح الجو الإيراني أن سلاح الجو الإيراني سيختبر قريبا نسخة جديدة من قنبلة موجهة زنتها 2000 رطل.

وقال: «تم إنتاج القنبلة الذكية (قاصد - 1) زنة 2000 رطل على نطاق واسع وتم وضعها تحت تصرف سلاح الجو... وستختبر نسختها الجديدة قريبا». وقال شاه صفي إن القنبلة «قاصد - 2» أطول مدى وأكثر دقة وتتمتع بقوة تفجيرية أكبر من النسخة الأقدم.

وتم اختبار القنبلة قاصد أول مرة عام 2006 خلال تدريبات عسكرية واسعة النطاق في إيران.

وفي فبراير (شباط) الماضي ذكرت وسائل إعلام أن إيران بدأت رسميا في إنتاج صاروخين جديدين بعد 3 أيام فقط من إطلاقها صاروخا يمكنه حمل قمر صناعي.

إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية، أمس، أنه تم حظر صحيفة «اعتماد» الإصلاحية الرئيسية في إيران ومجلة تصدرها أسرة المعارض مهدي كروبي، حتى إشعار آخر من قبل السلطات الإيرانية. وقالت الوكالة إن «لجنة مراقبة الصحافة حظرت صحيفة (اعتماد) ونقلت الملف إلى القضاء لانتهاكات متكررة».

وأسست صحيفة «اعتماد»، أكثر الصحف الإصلاحية انتشارا، قبل 8 سنوات، ولم يكن قد تم حظرها من قبل، لكنها كانت على غرار صحف أخرى تلقت تحذيرات من قبل السلطات خصوصا بعد نشر تصريحات للرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، تحدث فيها عن «أزمة» في إيران.

وأعلنت اللجنة أيضا أنها حظرت صدور مجلة «إيران دوخت» (ابنة إيران) التي تملكها زوجة كروبي ونجله، «لأنها غير متطابقة مع قانون الصحافة» بحسب الوكالة.

وقالت «رويترز» إن «إيران دوخت» أصلا مجلة نسائية لكنها بدأت تكتب مقالات سياسية منذ شهرين أو ثلاثة. وتعرضت مكاتبها في ديسمبر (كانون الأول) لمداهمة قوات الأمن لدى تولي رئيس تحريرها الجديد مهامه. وكان أحد معاونيه والناشط في حقوق الإنسان، عماد الدين باغي، اعتقل ولا يزال مسجونا. وكانت «اعتماد» أوردت مطلع فبراير خبر اعتقال رئيس قسم الأخبار السياسية في إيران، دوخت أكبر منتاجابي. أغلقت صحفا عدة مرتبطة بالتيار الإصلاحي خصوصا بعد إعادة انتخاب الرئيس لمحافظ محمود أحمدي نجاد في 12 يونيو (حزيران) 2009. وقالت تقارير إعلامية، أمس، 6 من الصحافيين منهم ما شاء الله شمس الواعظين، وعلي حكمت، ومحمد جواد مظفر، وهو نشط أيضا في مجال حقوق الإنسان، أفرج عنهم بكفالة من سجن ايفين في طهران في ساعة متأخرة من مساء أمس (أول من أمس). تم الإفراج عنهم قبل أقل من شهر من رأس السنة الفارسية التي تبدأ يوم 21 مارس (آذار). وحذرت قوات الأمن المعارضة من استغلال المناسبة لتجديد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

واعتقل آلاف الأشخاص لمشاركتهم في الحركة الاحتجاجية. وأفرج عن معظمهم، لكن المئات منهم، خصوصا عشرات المسؤولين الإصلاحيين والصحافيين والناشطين في حقوق الإنسان، لا يزالون في السجن.