رواية إيرانية جديدة عن اعتقال ريغي: فريق أمني صعد معه الطائرة من دبي

مصادر جند الله تشكك.. وقرغيزيا تحتج على اعتراض طائرتها

TT

قالت مصادر في تنظيم جند الله المناوئ للسلطات الإيرانية لـ«الشرق الأوسط»: إن طهران تسعى بكل قوة لإثبات صحة رواية مزعومة حول اعتقال عبد الملك ريغي زعيم التنظيم الذي اعتقل في ظروف غامضة الأسبوع الماضي ويقبع حاليا تحت حراسة مشددة تشرف عليها أجهزة الاستخبارات والحرس الثوري في إيران.

واعتبرت أن الإيرانيين لم يكن ليتمكنوا من اعتقال ريغي لولا معاونة استخبارات إقليمية في إشارة إلى باكستان.

وكانت باكستان قد أعلنت عن دورها في اعتقال زعيم تنظيم جند الله فيما بدا أنها رواية تتناقض مع الرواية الرسمية لإيران.

ووصف المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) في بيان تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه اعتقال ريغي بـ«فيلم جيمس بوندي رديء من إخراج دوائر الدعاية السياسية في طهران».

وكانت وكالة «نوفوتسي» الروسية قد نقلت أمس عن مصدر في المكتب الصحافي لوزارة الخارجية القرغيزية أن السفير القرغيزي لدى إيران ميديت شيريمكولوف عبر أثناء مقابلته مع مساعد وزير الخارجية الإيراني محمد رضا رؤوف شيباني عن احتجاجه بسبب أعمال الطرف الإيراني الذي أجبر طائرة ركاب قرغيزية على الهبوط.

وقال التقرير إن المقاتلات التابعة للقوات الجوية الإيرانية اعترضت الطائرة المتجهة من دبي إلى بشكيك والتابعة لشركة «قرغيزستان» للطيران وأجبرتها على الهبوط.

وادعت الأجهزة الخاصة الإيرانية أنها قامت بإخراج راكبين من الطائرة، وهما: زعيم منظمة جند الله السنية عبد الملك ريغي ومعاونه.

لكن مصادر مقربة من تنظيم جند الله قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط»: «إنه حتى بافتراض صحة هذه الرواية فإنه لا يوجد أي دليل على أن ريغي كان على متن تلك الطائرة».

وتساءل المصدر: «أين هي الصور التي تقول إن مقاتلات إيرانية أجبرت طائرة من قيرغزيا على الهبوط في أراضيها، ولماذا لا يقدم لنا الإيرانيون الصور الأصلية لكيفية اعتقال ريغي كما يزعمون».

من جهته، أعلن وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد في اجتماع محلى أمس أن اعترافات ريغي تشير إلى ما وصفه بعمق الدعم الأميركي مضيفا: «يحاولون إخفاء الحقائق حول مكاسب إيران الممتازة».

وأورد موقع «عصر إيران» المحسوب عن السلطات الإيرانية، أمس ما وصفه بتفاصيل جديدة عن المحاولات السابقة لجهاز الاستخبارات الإيراني للقبض على زعيم جند الله، حيث قال فريق من هذا الجهاز ويضم رجالا ونساء، كان في انتظار وصول ريغي من أفغانستان إلى دبي، وأن عددا من أعضاء هذا الفريق سافروا مع ريغي على الرحلة نفسها إلى بشكيك فيما بقي آخرون في مطار دبي للاطمئنان من عدم عودة الطائرة مجددا إلى دبي، كما أن الفريق الأمني كان وراء التأخير الحاصل في إقلاع الطائرة القرغيزية من مطار دبي إلى بشكيك وعلى متنها ريغي، لإنهاء بعض الترتيبات الأمنية مع طهران وأصفهان وبندر عباس وزاهدان.

ونقل الموقع عن أسبوعية «بنجرة» التي أوردت النبأ: كان برفقة ريغي مساعده حمزة وخمسة أفراد لحمايته وهم من رعايا قرغيزيا، وحين دخلت الطائرة الأجواء الإيرانية طلب أفراد الاستخبارات الإيرانية من ربانها، الهبوط في أحد المطارات إلا أنه رفض بطلب من سلطات مطار دبي، وتلقى أمرا يقضي بالعودة مجددا إلى مطار دبي، وبناء على ذلك أقلعت مقاتلتان من طراز «إف - 5» لإجبار الطائرة على الهبوط في أصفهان، لكن قائدها استمر بالمماطلة، وحينذاك اضطرت المقاتلتان إلى مشاغلة الطائرة بهدف نفاد وقودها، واضطر قائدها إلى الهبوط بها في مطار بندر عباس، ولو منحت المقاتلتان 10 دقائق إضافية للطائرة القرغيزية لكانت نجحت في دخول الأجواء الدولية، ما يعني إخفاق المهمة.

وتابعت أن ريغي تعرض للتخدير بسرعة فائقة على يد عضو في الفريق الأمني المكلف باعتقاله، موضحة أن هذا الشخص تمكن بسرعة خاطفة من تخدير ريغي منعا لأي محاولة من قبله للانتحار، وحينما بدأ المخدر يأخذ مفعوله لاحظ ريغي أن الأصفاد وضعت على يديه، وأن عنصرا أمنيا إيرانيا يقف إلى جواره، فيما بادر سائر أعضاء الفريق الأمني إلى منع مساعده حمزة وحمايته الخمسة من الإيتاء بأي حركة ولم يتسنَّ لهؤلاء حتى النهوض من مقاعدهم، وحين توقفت الطائرة على مدرج مطار بندر عباس قامت طائرة خاصة تابعة للجيش بنقل المجموعة إلى طهران.

على صعيد آخر، قال مسؤول باكستاني، إن إيران أعادت فتح الحدود مع باكستان أمام التجارة أمس بعد أكثر من 4 أشهر من إغلاقها في أعقاب تفجير في جنوب شرقي إيران قتل فيه 42 شخصا.

وأعلنت جماعة إسلامية سنية تطلق على نفسها اسم جند الله مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري في إقليم سستان وبلوخستان الإيراني.