اعتقال المخرج السينمائي الإيراني جعفر بناهي وأسرته في طهران

باريس تندد بتوقيفه وتدعو لإطلاق جميع السجناء الإيرانيين

TT

قال موقع للمعارضة الإيرانية على الإنترنت أمس إن قوات الأمن ألقت القبض على المخرج السينمائي الإيراني البارز جعفر بناهي الحائز على عدة جوائز دولية والمؤيد للزعيم الإيراني المعارض مير حسين موسوي. وأفادت وكالة «الطلبة» للأنباء بأن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي أكد القبض على بناهي لكنه نفى أنه اعتُقل لأسباب سياسية.

وقال موقع «كلمة» الخاص بموسوي إن بناهي احتُجز في منزله مساء أول من أمس مع زوجته وابنته و15 ضيفا. وأضاف أن السلطات فتشت المنزل وصادرت بعض الأشياء.

وكان بناهي أيد موسوي في انتخابات الرئاسة الأخيرة التي خسرها أمام الرئيس محمود أحمدي نجاد وأدت إلى اضطرابات سياسية استمرت شهورا. وقال دولت آبادي إن اعتقال بناهي ليس له صلة بالسياسة أو بعمله. ونقلت وكالة «الطلبة» للأنباء عن دولت آبادي قوله: «اعتقال جعفر بناهي ليست له أسباب سياسية ولا يرجع إلى أنه فنان».

وأضاف دون أن يذكر تفاصيل: «يشتبه أنه... ارتكب بعض الجرائم وألقي القبض عليه تنفيذا لأمر القاضي الذي ينظر القضية هو وشخص آخر، ولا تزال التحقيقات في هذا الصدد جارية».

وكان منظمو مهرجان برلين السينمائي الدولي قالوا الشهر الماضي إن إيران منعت بناهي من السفر لحضور المهرجان، وأضافوا أن السلطات أضافت اسمه إلى قوائم الممنوعين من السفر. وعمل بناهي مساعدا للمخرج عباس كياروستامي، وهو واحد من أشهر سينمائيي «الموجة الجديدة» في إيران. ومن الجوائز التي حاز عليها جائزة «الأسد الذهبي» في البندقية عام 2000 على فيلم «الدائرة»، وجائزة «الدب الفضي» على فيلم «التسلل» في برلين في 2006. وقد منعته السلطات الإيرانية من السفر بعدما شهر دعمه للمعارضة في مهرجان مونريال السينمائي. وتعرض معظم أفلامه للرقابة في إيران رغم أنها لقيت نجاحا عالميا.

وتقول المعارضة المؤيدة للإصلاح في إيران إن انتخابات يونيو (حزيران) زُوّرت لضمان فوز أحمدي نجاد، وتنفي السلطات تزوير الانتخابات وتصور احتجاجات المعارضة الضخمة بعدها على أنها محاولة مدعومة من الخارج لتقويض المؤسسة الدينية في إيران.

واعتقل الآلاف من أنصار المعارضة بعد الانتخابات، وأطلق سراح غالبيتهم لكن أحكاما بالسجن لمدد تصل إلى 15 عاما صدرت على أكثر من 80 شخصا. ونفذ حكم الإعدام في شخصين حوكما بعد الانتخابات.

وفي باريس أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن بلاده «تدين المضايقات التي يتعرض لها المعارضون والمجتمع المدني» في إيران، عقب اعتقال المخرج الإيراني.

وأضاف أن الإعلان عن هذا الاعتقال أثار «قلقا عميقا» في فرنسا، داعيا «السلطات إلى الإفراج عن كل السجناء السياسيين».